شرا ثم حمل إلي عبيد الله بن المهدي مالا من مال [1] مصر فخرج اليهودي متعرضا له وكتب إلي النعمان مولى بني أمية يعلمني إجماع اليهودي على التعرض للمال وقطع الطريق عليه وسألني عن رأيي في محاربته أو الإمساك عنه فكتبت إلى النعمان ألزمه بذرقة ذلك المال وأمرته بمحاربة اليهودي إن عرض له فخرج النعمان ملتقيا للمال ووافاه اليهودي ومع كل واحد منهما جماعة من الرجال فسأل النعمان اليهودي الانصراف عن المال فأعلمه أنه لا يفعل وأظهر له بغيا شديدا وقال إن شئت خرجت اليك وحدي وأنت في جماعة أصحابك وإن شئت توافق أصحابي وأصحابك وتبارزنا جميعا وإن ظفرت بك انصرف أصحابك إلي وكانوا شركائي في الغنيمة وإن ظفرت بي صار أصحابي إليك وانصرفوا عني فقال له ويحك يا يحيى أنت حدث وقد بليت بالعجب ولو كنت من أنفس قريش لما امكنك مغازة [2] السلطان وهذا الأمير هو أخو الخليفة وإنا وإن فرق بيننا الدين أحب أن لا يجري على يدي قتل فارس من الفرسان في بلد الإسلام لأن كل ما نقص من فرسان الإسلام سر أعداءهم فإن كنت لا تحب ما أحب من السلامة لي ولك وكان أصحابك مطيعين لك وأصحابي مطيعين لي فاخرج إلي حتى أخرج إليك ولا يبتلى بي وبك من يسؤونا قتله قال فخرجا جميعا وكان ذلك بعد وقت صلاة العصر فلم يزالا في مبارزة يريد كل منهما صاحبه إلى أن اختلط عليهما الظلام فوقف كل واحد منهما على فرسه واتكأ على رمحه إلى أن غلبت النعمان عيناه فنام فطعنه اليهودي فوقع سنانه في بشيزكة منطقة النعمان فدارت المنطقة وصار السنان يدور بدوران البشيزكة إلى الظهر واعتنقه النعمان وقال له أغدرا يابن اليهودية فقال له أو محاربا ينام يا ابن الأمة وتكأ عليه النعمان عند معانقته إياه وسقط فوقه وكان النعمان ذا جثة عظيمة وكان اليهودي ضربا [3] خفيف اللحم فصار النعمان فوقه فذبحه وأنقذه إلي مذبوحا رأسه على بدنه وأنفذ المال مسلما قال إبراهيم فلم يختلف علي في البلد أحد قال ثم ولي البلد بعدي سليمان بن [1] سقطت من الاصل واستدركت عن هامشه وفي السير: وحمل مال من مصر [2] في السير: معارة [3] الضرب: الخفيف اللحم (القاموس)