responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 55  صفحه : 227
عليه فارتقبته حتى أحسست إفاقته فقلت يا راهب أجبني قال أو سألتني عن شئ قلت نعم قال وما هو قال قلت لك متى ترحل الدنيا عن القلب فصاح صيحة أكبر من ذلك وغشي عليه أكثر من تلك فلما أن أفاق قلت له يا راهب أنا منذ اليوم منتظرك قال يا هذا [أو سألتني عن شئ قال قلت نعم قال وما هو قال قلت متى ترحل الدناي من القلب قال يا هذا] [1] والله لا ترحل الدنيا أبدا من القلب والعين تنظر إلى أهلها والأذن تسمع كلامهم هو والله ما أقول لك حتى تأوي مريد الله إلى أكناف الجبال وبطون الغيران مع الوحش يرد مواردها ويرعى مراعيها لا يرى أن النعمة على أحد أسبغ منها عليه وكيف وأنى له بالنجاة والتخلص وقد بقيت بين يديه عقبة صعود كؤود قال قلت قال إبليس متصديا على باب الله يريد أن يقطع ظهره بالغلبة حتى يقف من الله مواقف العابدين قال وحدثني محمد بن المبارك حدثني إسماعيل بن زياد قال قدم علينا راهب ونحن بعبادان [2] وكان من الشام فنزل دير أبي كبشة [3] فذكر لي من حسن كلامه ما شوقني إلى لقائه فأتيته وهو داخل الدير وحوله أناس وهو يقول إن لله عبادا سمت بهم هممهم نحو عظيم الذخائر فاحتقروا ما دون ذلك من الأخطار والتمسوا من فضل سيدهم توفيقا يبلغهم فإن استطعتم أيها المرتحلون عن قريب أن تأخذوا ببعض هبتهم [4] فإنهم قوم ملأت الآخرة قلوبهم فلم تجد الدنيا فيها ملتذا [5] فالحزن بثهم والدموع راحتهم والإشفاق سبيلهم وحسن الظن بالله قربانهم يحزنون لطول المكث في الدنيا إذا فرح أهلها فهم مسجونون وإلى الآخرة متطلعون قال فما سمعت موعظة كانت أحب [6] لقلبي منها قال وحدثني محمد بن المبارك حدثني علي بن محمد البصري قال قال عبد الواحد بن زيد: نزلنا على راهب بعبادان فقرانا فأحسن قرانا فلما أن كان الليل وهدأت العيون وثب

[1] ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن " ز " والمختصر
[2] عبادان: بلدة تحت البصرة قرب البحر (راجع معجم البلدان)
[3] لم أقف عليه
[4] كذا بالاصل و " ز " وفي المختصر: هيئتهم
[5] كذا بالاصل و " ز " وفي المختصر: مكيدا
[6] كذا بالاصل وفي " ز " والمختصر: أخف
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 55  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست