responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 41  صفحه : 436
وأنا أحفر القبور منذ خمسين سنة قال قلت وما الذي حملك على حفر القبور قال لحديث حدثني مولاي هذا عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من حفر قبرا لأخيه المسلم ولم يأخذ عليه جزاء بنى الله تعالى له بيتا في الفردوس الأعلى فيه قبة خضراء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من بطانها

[8319]
وسمعته يقول من غسل أخاه المسلم ولم يأخذ عليه أجرا وكتم ما يرى منه غفر الله عز وجل له ذنوبه في ظلمة قبره ووحشته إذا خلا فردا وحيدا مرتهنا بعمله [1] ووكل به ملك بيده مصباح من نور فهو يؤنسه في قبره إلى أن ينفخ الله في الصور فهو الذي حملني على حفر القبور وغسل الموتى وحرسي القبور قال قلت ما اسمك قال صالح قال قلت بالله يا صالح حدثني بأعجب شئ رأيت في ظلمات الليل وأنت تحفر القبور منذ خمسين سنة قال إني لست أحدثك أو تعطيني عهد الله وميثاقه أنك لا تجلس إلى قوم من أهل لا إلا إلا الله إلا حدثتهم به قال قلت نفعل إن شاء الله قال ماتت بنت القاضي قاضي البصرة ولم يكن بالبصرة امرأة هي أجمل منها ولا أكمل [2] جمالا فجزع عليها أبوها جزعا شديدا فدخلت عليه وهو يبكي من أحر البكاء ودموعه تجري على وجنتيه فسلمت فرد علي السلام قال قلت رحمك الله إن الموت حتم على الخلق وإن الله تبارك وتعالى قال لنبيه (صلى الله عليه وسلم) " إنك ميت وإنهم ميتون " [3] فقال لي يا صالح قد علمت أنه لم يكن بالبصرة امرأة هي أجمل من ابنتي ولا أكثر مالا مات عنها زوجها ولم ترزق منه ولدا وقد ورثت منه مالا عظيما وقد كنت رجوت أن ترثني أنا إذا مت فلما أن ماتت دخل علي امر عظيم وقد أوصت إلي أن أخرج من ثلثها ثلاثة آلاف دينار أكفنها بألف دينار وأتصدق عنها بألف دينار ويعطى لحرس قبرها ألف دينار يحرس سنة اثني عشرة شهرا قال قلت أما أنا فقد أعطيت عهد الله وميثاقه يسألني عنه أني لا آخذ لحرس قبر

[1] بياض في م
[2] عن م وبالاصل: أجمل وقوله: " ولا أجمل جمالا " ليس في المختصر
[3] سورة الزمر الاية: 30
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 41  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست