responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 40  صفحه : 352
تمام بن محمد نا أبو علي محمد بن هارون الأنصاري حدثني عصمة بن أبي عصمة البخاري بدمشق أنا أحمد بن عمار بن خالد التمار نا عصمة العباداني قال كنت أجول في بعض الفلوات إذ ابصرت ديرا وإذا في الدير صومعة وفي الصومعة راهب فناديته يا راهب فأشرف علي فقلت له من أين أن تأتيك الميرة قال من مسيرة شهر قلت له حدثني بأعجب ما رأيت في هذا الموضع فقال نعم بينا أنا ذات يوم أدير نظري في هذه البرية القفراء وأتفكر في عظمة الله وقدرته إذ رأيت طائرا أبيض مثل النعامة كبيرا قد وقع على تلك الصخرة وأومأ بيده إلى صخرة بيضاء فتقايا رأسا ثم رجلا ثم ساقا وإذا هو كلما تقايا عضوا من تلك الأعضاء التأمت بعضها إلى بعض أسرع من البرق الخاطف بقدرة الله عز وجل حتى استوى رجلا جالسا بقدرة الله تعالى فإذا هم بالنهوض نقره الطائر نقرة قطعه أعضاء ثم يرجع فيبتلعه فلم يزل على ذلك أياما فكثر والله تعجبي منه وازددت يقينا لعظمة الله عز وجل وعلمت أن لهذه الأجساد حياة بعد الموت فلم يزل على ذلك أياما فالتفت إليه يوما فقلت يا أيها الطائر سألتك بحق الذي خلقك وبرأك [1] إلا أمسكت عنه حتى أسائله فيخبرني بقصته فأجابني الطائر بصوت عربي الخلق [2] لربي الملك وله البقاء الذي يفني كل شئ ويبقى أنا ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بهذا الجسد لما أجرم وجرى عليه من قضاء الله وأمرني الله أن آتي هذا المكان لتسأله وتخاطبه ليخبرك بما كان منه فسله فالتفت إليه فقلت يا هذا الرجل المسئ إلى نفسه ما قصتك ومن أنت قال أنا عبد الرحمن بن ملحم قاتل علي وإني لما قتلته وصارت روحي بين يدي الله عز وجل ناولني صحيفة مكتوبة فيها ما عملته من الخير والشر منذ يوم ولدتني أمي إلى أن قتلت علي بن ابي طالب وأمر الله هذا الملك بعذابي إلى يوم القيامة فهو يفعل بي ما قد تراه ثم سكت فنقره ذلك الطائر نقرة نثر أعضاءه بها ثم جعل يبتلعه عضوا عضوا فلما فرغ منه قال يا آدمي إني ماض عنك وخير وصيتي لك أن تتقي الله في سرك وعلانيتك فهذا جزاء من قتل نفسا زكية قد كتب لها السعادة من الله عز وجل وكتب على قاتلها النار والعذاب من الله عز وجل وقد أتاني رسول الله أن أمضي بهذا الجسد جزيرة في البحر الأسود الذي يخرج

[1] الزيادة عن م
[2] اللفظة مضطربة بالاصل وم وتقرأ فيهما: " طلق " والمثبت عن المختصر
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 40  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست