responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 38  صفحه : 344
العراق تاجرا ولا غير تاجر من كل بلد إلا أخرجوا فرأيتهم في الجوامع واتبع أهل الأهواء ففظع الهيصم ومنجور فقطع أيديهما وأرجلهما ثم صلبهما وكانا من الخوارج وسمعته يخطب على المنبر وهو يقول بعد حمد الله أيها الناس إذا وجدنا أهل غش لأمير المؤمنين في قديم الدهر وحديثه وقرضوا إليكم من لا يزيدكم إلا خبالا أهل العراق هم أهل الشقاق والنفاق وهم والله عش النفاق وبيضته التي أنفلقت عنه والله ما سبرت عراقيا قط فوجدت عنده دينا وإن أفضلهم حالا عند نفسه الذي يقول في آل أبي طالب ما يقول وما لهم لهم بشيعة إنهم لأعداء لهم ولغيرهم ولكن لما يريد الله من سفك (1) دمائهم والتقرب إليه بذلك منهم وإني والله لا أؤتى بأحد منكم أكرى أحدى منهم منزلا ولا أنزله إلا هدمت منزله وأحللت به ما هو أهله إن البلدان مصرها عمر بن الخطاب وهو مجتهد على ما يصلح رعيته فجعل يمر عليه من يريد الجهاد فيستشيره الشام أحب إليك أم العراق فيقول الشام أحب إلي إني رأيت العراق داء عضالا وبها فرخ الشيطان والله لو عضلوا أبي وأني لأراني سأفرقهم في البلدان ثم أقول لو فرقتهم (2) لأفسدوا من دخلوا عليه مع جدل (3) وحجاج وكيف ولم وسرعة وجيف في الفتنة فإذا خبروا عند السيف لم يخبر منهم طائل ولم يصلحوا على عثمان وهو من بعد الإمام المظلوم الشهيد فلقي منهم الأمرين وكانوا هم أول الناس فتق هذا الفتق ونقضوا عرى الإسلام عروة عروة وانفلوا البلدان والله إني لأتقرب (4) إلى الله بكل ما افعل بهم لما أعرف من رأيهم ومذاهبهم ثم وليهم أمير المؤمنين فلم يصطلحوا عليه ثم يزيد بن معاوية فلم يصطلحوا ووليهم رجل الناس جلدا يعني عبد الملك فبسط عليهم السيف وأخافهم فاستقاموا له أحبوا أو كرهوا وذلك أنه خبرهم فعرفهم أيها الناس إنا والله ما رأينا شعارا قط مثل الأمن ولا رأينا جليسا (5) قط شرا من خوف فالزموا الطاعة فإن عندي يا أهل المدينة خبره من الخلاف والله ما أنتم بأصحاب قتال ولا بصيرة إنما أنتم قوم حصر في فلاة من الأرض لو قطع مشربكم لمتم قدع (6) الطعام ولا تزالوا تبنون فيها فكونوا من أجلاس بيوتكم وعضوا على النوجذ وإني قد بعثت في

نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 38  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست