وقوله مففضج البطن أراد خلوه من أذاها وقوله أفئ عليها النهاب أي أرده ويتجه في مدحه نفسه برده النهاب على قومه وجهان أحدهما أن يستنفد [1] ما انتهب من أموالهم فيرده عليهم والآخر أنه يعف عن غنائمهم ولا يستأثر بها فيحويها لنفسه دونهم كما [2] قال عنترة * يخبرك من شهد الوقيعة أنني * أغشى الوغى وأعف عند المغنم * [3] ويقال فاء الشئ إذا رجع وأفاء الرجل الشئ إلى غيره أي رده عليه قال الله تعالى " ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى " [4] أي ما رده ومن الفئ قول امرئ القيس * تيممت العين التي عند ضارج * يفئ عليها الظل معرضها طامي * والفيئة الرجعة وقوله ويرجع من ودها ما نأى وقد عطفه على قوله فإن تعطف اليوم ووجه الإعراب فيه الجزم إذ هو معطوف على تعطف المجزوم على ما يجب في باب الجزاء لأنه لم يجد بدا من الحركة لتمام وزن البيت نوى النون الخفيفة كما قال الشاعر * اضرب عنك الهموم طارقها * ضربك بالسيف قونس الفرس * [5] وقد يحمل على إرادة أن ومعنى الجمع " ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين " [6] على ما بيناه فيما مضى من المجالس وأما قول خفاف الآن لما قدحته الحرب معناه أثقلته كما قال الشاعر * إذا لم تزل [7] يوما تؤدي أمانة * وتحمل [8] أخرى أقدحتك [9] المغارم * [1] في الجليس الصالح: أن يستعيد [2] إلى هنا ينتهي ما طمش بالأصل من أثر التصوير [3] البيت من معلقته
ديوانه ص 209 [4] سورة الحشر الآية: 7 [5] نسب البيت بحواشي الجليس الصالح إلى طرفة
(وانظر اللسان: قنس - هول) [6] سورة آل عمران الآية: 142 وقد سقط لفظ الجلالة من الأصل واستدركت عن م والجليس الصالح والتنزيل العزيز [7] عن م والجليس الصالح وبالأصل: ترلي [8] بالأصل وم: " يحمل " والمثبت عن الجليس الصالح [9] في الجليس الصالح: أفدحتك