رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بلحارث بن كعب إلى نجران [1] أميرا وداعيا إلى الله ولقد خرج مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع فلما حلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأسه أعطاه ناصيته فكانت في مقدم قلنسوته فكان لا يلقى أحدا إلا هزمه الله تعالى ولقد قاتل يوم اليرموك فوقعت قلنسوته فجعل يقول القلنسوة القلنسوة فقيل له بعد ذلك يا أبا سليمان عجبا لطلبك القلنسوة وأنت في حومة القتال قال إن فيها ناصية النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم ألق بها أحدا إلا ولى ولقد توفي خالد يوم توفي وهو مجاهد في سبيل الله عز وجل وقبره بحمص فأخبرني من غسله وحضره ونظر إلى ما تحت ثيابه ما فيه مصح ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ولقد كان عمر بن الخطاب الذي بينه وبينه ليس بذلك ثم يذكره [2] بعد فيترحم عليه ويتندم على ما كان صنع في أمره ويقول سيف من سيوف الله تعالى ولقد نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين حبط من لفت [3] في حجته ومعه رجل فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من هذا فقال الرجل فلان قال بئس عبد الله فلان ثم طلع آخر فقال من الرجل فقال فلان فقال بئس عبد الله فلان ثم طلع خالد بن الوليد فقال من هذا قال خالد بن الوليد قال نعم عبد الله خالد بن الوليد أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا عبيد الله القواريري نا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث زيدا وعبد الله بن رواحة فدفع الراية إلى زيد قال فأصيبوا جميعا قال قال أنس فنعاهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الناس قبل أن يجئ الخبر قال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله فأصيب ثم أخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد قال فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أنا [1] نجران: من مخاليف اليمن من ناحية مكة (ياقوت) [2] الاصل وم: تذكره [3] لفت: ويقال بالتحريك ثنية بين مكة والمدينة (ياقوت)