responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 12  صفحه : 173
اسماعيل وأنا والله قد كنت احب لقاءك في غير ما اتيتك به قال وما أتيتني به قال فارقت أمير المؤمنين وهو اشد الناس عليك غضبا ومنك بعدا قال فاستوى جالسا مرعوبا فرمى إليه اسماعيل بالطومار فجعل الحجاج ينظر فيه مرة ويعرق وينظر في اسماعيل أخرى فلما نقضه قال قم بنا إلى أبي حمزة نعتذر إليه ونترضاه فقال له اسماعيل لا تعجل قال كيف لا اعجل وقد أتيتني بآبدة [1] وكان في الطومار إلى الحجاج بن يوسف بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجاج بن يوسف أما بعد فانك عبد طمت بك الأمور فسموت فيها وعدوت طورك وجاوزت قدرك وركبت داهية أدا واردت أن تبرزني [2] فان سوغتكها مضيت قدما وان لم اسوغكها رجعت القهقرى فلعنك الله عبدا اخفش [3] العينين منقوض الجاعرتين [4] أنسيت مكاسب آبائك بالطائف وحفرهم الآبار ونقلهم الصخر [5] على ظهورهم في المناهل يا ابن المستفرمة [6] بعجم الزبيب والله لأغمزنك غمز الليث الثعلب والصقر الأرنب وثبت على رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين اظهرنا فلم تقبل له احسانه ولم تجاوز له اساءته جرأة منك على الرب جل وعز واستخفافا منك بالعهد والله لو أن اليهود والنصارى رات رجلا خدم عزير بن عزرة وعيسى بن مريم لعظمته وشرفته واكرمته فكيف وهذا انس بن مالك خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خدمه ثمان سنين يطلعه على سره ويشاوره في آمره ثم هو مع هذا بقية من بقايا اصحابه فإذا قرأت كتابي هذا فكن اطوع له من خفه ونعله وألا اتاك مني سهم مشكل بحتف قاض و " ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون " [7] انتهى

[1] أي بأمر عظيم ينفر منه ويستوحش (النهاية)
[2] في الجليس الصالح وبغية الطلب: " تبورني " أي تختبرني
[3] الخفش: فساد في العين يضعف منه نورها وتغمض دائما من غير وجع (النهاية)
[4] الجاعرتان لحمتان تكتنفان أصل الذنب وهما في الانسان في موضع رقمي الحمار (النهاية - اللسان)
[5] الجليس الصالح: الصخور
[6] الفرم: تضييق المرأة فرجها بالأشياء العفصة (النهاية)
[7] سورة الأنعام الآية: 67
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 12  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست