نام کتاب : تاريخ بغداد وذيوله - ط العلمية نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 9 صفحه : 305
محمد بن جعفر بن هارون التميمي الكوفي قال: أنشدنا أبو بكر الدارمي عن عمه لصالح بن عبد القدوس:
مرء يجمع والزمان يفرق ... ويظل يرقع والخطوب تمزق
ولأن يعادي عاقلا خيرا له ... من أن يكون له صديق أحمق
فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا ... إن الصديق على الصديق مصدق
وزن الكلام إذا نطقت فإنما ... بيدي عيوب ذوي العقول المنطق
ومن الرجال إذا استوت أحلامهم ... من يستشار إذا استشير فيطرق
حتى يجيل بكل واد قلبه ... فيرى ويعرف ما يقول فينطق
فبذاك يوثق كل أمر مطلق ... وبذاك يطلق كل أمر يوثق
وإن امرؤ لسعته أفعى مرة ... تركته- حين يجر- حبل يفرق
لا ألفينك ثاويا في غربة ... إن الغريب بكل سهم يرشق
ما الناس إلا عاملان فعامل ... قد مات من عطش وآخر يغرق
والناس في طلب المعاش وإنما ... الجد يرزق منهم من يرزق
لو يرزقون الناس حسب عقولهم ... ألفيت أكثر من ترى يتصدق
لكنه فضل المليك عليهم ... هذا عليه موسع ومضيق
وإذا الجنازة والعروس تلاقيا ... ألفيت من تبع العرائس يطلق
ورأيت من تبع الجنازة باكيا ... ورأيت دمع نوائح يترقرق
لو سار ألف مدجج في حاجة ... لم يقضها إلا الذي يترفق
إن الترفق للمقيم موافق ... وإذا يسافر فالترفق أوفق
بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا ... ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا
أَخْبَرَنِي علي بن أيّوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حدّثني عليّ ابن هارون النّجم عن أبيه قال: من مختار شعر صالح بن عبد القدوس قوله:
إن الغني الذي يرضى بعيشته ... لا من يظل على ما فات مكتئبا
لا تحقرن من الأيام محتقرا ... كل امرئ سوف يجزى بالذي اكتسبا
قد يحقر المرء ما يهوى فيركبه ... حتى يكون إلى توريطه سببا
بلغني عن عبد الله بن المعتز قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن عبد الرحمن بن المعبر قال:
رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكا مستبشرا، فقلت: ما فعل بك ربك؟
نام کتاب : تاريخ بغداد وذيوله - ط العلمية نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 9 صفحه : 305