نام کتاب : تاريخ بغداد وذيوله - ط العلمية نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 5 صفحه : 340
قَالَ: سمعت نصر بْن أَبِي نصر العطار يقول: سمعت عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ البغدادي يقول: سمعت فارسا الجمال يقول: لحق أبا الحسين النوري علة وَالجنيد علة، فالجنيد أخبر عَن وجده، وَالنوري كتم، فقيل له: لم لم تخبر كما أخبر صاحبك؟ فَقَالَ: ما كنا نبتلي ببلوى نوقع عليها الشكوى، ثم أنشأ يقول:
إن كنت للسقم أهلا ... فأَنْتَ للشكر أهلا
عذب فلم يبق قلب ... يقول للسقم مهلا
فأعيد عَلَى الجنيد ذلك فَقَالَ: ما كنا شاكين، ولكن أردنا أن نكشف غين القدرة فِينا.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ البغدادي- بنيسابور- يقول: سمعت أبا عُمَر الأنماطي يقول: اعتل النوري فبعث إليه الجنيد بصرة فِيهَا دراهم، وعاده، فرده النوري، ثم اعتل الجنيد بعد ذلك، فدخل عليه النوري عائدا فقعد عنه رأسه، ووضع يده على جبهته، فعوفي في ساعته، فَقَالَ النوري للجنيد: إذا عدت إخوانك فارفقهم بمثل هذا البر.
أَخْبَرَنِي عَبْد الصمد بن محمّد الخطيب، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الحسين الهمذاني قَالَ:
سمعت جعفر الخالدي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت النوري يقول: كنت بالرقة فجاءني المريدون الَّذِين كَانُوا بِهَا وقالوا: نخرج ونصطاد السمك؟ فقالوا لي:
يا أبا الحسين، هات مع عبادتك واجتهادك وما أَنْتَ عَلَيْهِ من الاجتهاد سمكة يكون فِيهَا ثلاثة أرطال لا تزيد ولا تنقص! فقلت لمولاي: إن لم يخرج لي الساعة سمكة فيها ما قد ذكر وإلّا أرمين بنفسي فِي الفرات، فأخرجت سمكة فوزنتها فإذا فِيهَا ثلاثة أرطال لا زيادة ولا نقصان، قَالَ الجنيد: فقلت له: يا أبا الحسين، لو لم تخرج كنت ترمي بنفسك؟ قَالَ: نعم!.
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن عَلِيّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جهضم يقول: حَدَّثَنِي عُمَر النجار. قَالَ: دخل أَبُو الحسين النوري إلى الماء يغتسل فجاء لص فأخذ ثيابه، فخرج من الماء فلم يجد ثيابه، فرجع إِلَى الماء فلم يكن إلا قليل حتى جَاءَ اللص معه ثيابه فوضعها مكَانَها، وقد جفت يده اليمنى، فخرج أَبُو الحسين من الماء ولبس ثيابه وَقَالَ: سيدي، قد رد عَلِيّ ثيابي رد عَلَيْهِ يده، فرد اللَّه عَلَيْهِ يده ومضى.
نام کتاب : تاريخ بغداد وذيوله - ط العلمية نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 5 صفحه : 340