responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد وذيوله - ط العلمية نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 4  صفحه : 252
أخرى، ثم تقلده للمعتضد، ثم تقلد بعض كور الجبل للمكتفى سنة اثنتين وتسعين بعد فتنة ابن المعتز [ثم تولى] [1] القضاء بمدينة المنصور من مدينة السلام. وطسوجى قطربل، ومسكر [2] ، والأنبار، وهيت، وطريق الفرات، ثم أضاف لَهُ إِلَى ذلك بعد سنين: القضاء بكور الأهواز مجموعة لما مات قاضيها إذ ذاك مُحَمَّد بْن خلف الْمَعْرُوف بوكيع، فما زال على هَذِهِ الأعمال إِلَى أن صرف عنها فِي سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ حَدَّثَنِي أبي أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو نصر يوسف بْن عُمَر ابْن الْقَاضِي أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن يوسف. قَالَ: كنت أحضر دار المقتدر وأنا غلام حدّث بالسواد مع أبي أبي الحسن، وهو يومئذ يخلف أباه أَبَا عُمَر، فكنت أرى فِي بعض المواكب الْقَاضِي أَبَا جعفر يحضر بالواد، فإذا رآه أَبِي عدل إلي موضعه فجلس عنده، فيتذاكران بالشعر والأدب والعلم حتى يجتمع عليهما من الخدم عدد كثير كَمَا يجتمع على القصاص، استحسانا لما يجرى بينهما، فسمعته يوما قد أنشد بيتا لا أذكره الآن، فَقَالَ لَهُ أَبِي: أيها الْقَاضِي أني أحفظ هَذَا البيت بخلاف هَذِهِ الرواية، فصاح عَلَيْهِ صيحة عظيمة وَقَالَ: اسكت، ألِي تقول هَذَا؟ وأنا أحفظ لنفسي من شعري خمسة عشر ألف بيت، وأحفظ للناس أضعاف ذلك وأضعافه يكررها مرارا.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ عَنْ أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن يوسف الأزرق قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو طالب محمّد بن الْقَاضِي أَبِي جعفر بْن البهلول قَالَ: كنت مع أَبِي فِي جنازة بعض أهل بغداد من الوجوه وإلى جانبه فِي الحق [3] جالس أَبُو جعفر الطبري، فأخذ أَبِي يعظ صاحب المصيبة ويسليه، وينشده أشعارا، ويروي لَهُ أخبارا، فداخله الطبري فِي ذلك ودأب معه، ثم اتسع الأمر بينهما فِي المذاكرة، وخرجا إلي فنون كثيرة من الأدب والعلم استحسنها الحاضرون وعجبوا منها، وتعالى النهار، وافترقا.
فلما جعلت أسير خلفه قَالَ لي أَبِي: يا بني هَذَا الشيخ الَّذِي داخلنا اليوم فِي المذاكرة من هو؟ أتعرفه؟ فقلت: يا سيدي كأنك لم تعرفه. فَقَالَ: لا. فقلت: هَذَا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن جرير الطبري. فَقَالَ: تالله ما أحسنت عشرتي يا بني. فقلت: كيف يا سيدي؟ قَالَ ألا قلت لي فِي الحال، فكنت أذاكره غير تلك المذاكرة، هَذَا رجل

[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] هكذا في الأصل.
[3] الحق: الأرض المطمئنة، ويطلق على مكان المأتم (الهامش) .
نام کتاب : تاريخ بغداد وذيوله - ط العلمية نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 4  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست