نام کتاب : تاريخ بغداد وذيوله - ط العلمية نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 12 صفحه : 166
قَالَ المرزباني: وحَدَّثَنِي أَبُو الحسين عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الخصيبي وأحمد بْن مُحَمَّد المكي قالا: حَدَّثَنَا أَبُو العيناء مُحَمَّد بْن القاسم، حَدَّثَنِي الفضل بْن يعقوب الهاشمي ثم الربعي قال: حدّثنا عمي إسحاق بْن الفضل قَالَ: بينا أنا على باب المنصور. قَالَ المرزباني وَحَدَّثَنِي عبد الله بن مرزوق، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي، حدّثنا رجاء بن سلمة، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن إسحاق الهاشمي عَنْ أبيه إسحاق بْن الفضل قَالَ: إني لعلي باب المنصور- وإلى جنبي عمارة بْن حمزة، إذ طلع عمرو بْن عبيد على حمار، فنزل عن حماره ونجل [1] البساط برجله وجلس دونه، فالتفت إلي عمارة فقال: لا تزال بصرتكم ترمينا منها بأحمق، فما فصل كلامه من فيه، حتى خرج الربيع وهو يقول: أَبُو عثمان عمرو بْن عبيد، قَالَ: فو الله ما دل على نفسه حتى أرشد إليه، فأتكاه يده ثم قَالَ له: أجب أمير المؤمنين، جعلني اللَّه فداك، فمر متوكئا عليه، فالتفت إلى عمارة فقلت إن الرجل الذي قد استحمقت قد دعي وتركنا. فقال:
كثيرا ما يكون مثل هذا، فأطال اللبث ثم خرج الربيع وعمرو متوكئ عليه، وهو يقول: يا غلام حمار أبي عثمان، فما برح حتى أقره على سرجه، وضم إليه نشر ثوبه واستودعه اللَّه. فأقبل عمارة على الربيع. فقال: لقد فعلتم اليوم بهذا الرجل فعلا لو فعلتموه بولي عهدكم لكنتم قد قضيتم حقه، قَالَ: فما غاب عنك والله مما فعله أمير المؤمنين أكثر وأعجب! قَالَ: فإن اتسع لك الحديث فحَدِّثْنَا، فقال: ما هو إلا أن سمع أمير المؤمنين بمكانه، فما أمهل حتى أمر بمجلس ففرش لبودا، ثم انتقل هو والمهدي، وعلى المهدي سواده وسيفه، ثم أذن له، فلما دخل سلم عليه بالخلافة فرد عليه، وما زال يدنيه حتى أتكأه فخذه، وتحفى به ثم سأله عَنْ نفسه وعن عياله فسماهم رجلا رجلا، وامرأة امرأة، ثم قَالَ: يا أبا عثمان عظني، فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْفَجْرِ. وَلَيالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ. وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ. هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ. إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ. وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ. وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ. إِنَّ رَبَّكَ
يا أبا جعفر لَبِالْمِرْصادِ
[الفجر [1]- 14] قَالَ: فبكى بكاء شديدا كأنه لم يسمع تلك الآيات إلا تلك الساعة، وَقَالَ: زدني. فقال: إن اللَّه قد أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر [1] بهامش الصميصاطية: «النجل» بفتح النون وسكون الجيم «الرمي» .
نام کتاب : تاريخ بغداد وذيوله - ط العلمية نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 12 صفحه : 166