نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 8 صفحه : 536
4018 - الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل بن سعيد بن أبان أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الضبي الْقَاضِي المحاملي سمع يوسف بن مُوسَى الْقَطَّان، وأبا هشام الرفاعي، ويعقوب بن إِبْرَاهِيم الدورقي، والحسن بن الصباح البزار، وعمرو بن عَلِيّ الفلاس، ومحمد بن المثنى العنزي، وأبا الأشعث العجلي، وإسحاق بن بهلول التنوخي، وحفص بن عمرو الربالي، والحسن بن خلف، والحسن بن شاذان الواسطي، وإسحاق بن حاتم المدائني، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن يونس السراج، وأبا حذافة السهمي، والفضل بن يعقوب الرخامي، والفضل بن سهل الأعرج، ومحمد بن عَبْد اللَّهِ المخرمي، ومحمد بن إشكاب، ومحمد بن عَمْرِو بْنِ أَبِي مذعور، ومحمد بن إِسْمَاعِيل البخاري، وزياد بن أَيُّوبَ، وخلقا من هذه الطبقة وممن بعدها.
روى عنه دعلج بن أَحْمَد، ومحمد بْن عُمَرَ ابن الجعابي، ومحمد بن المظفر، وأبو الفضل الزهري، وأَبُو بَكْرِ بْنُ شاذان، وأبو الْحَسَن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو حفص الكتاني، وغيرهم.
وحَدَّثَنَا عنه أَبُو عُمَرَ بن مهدي، وأبو الْحَسَن بن الصلت الأهوازي، وأَبُو الْحُسَيْنِ بن متيم.
وكان فاضلا، صادقا، دينا، وأول سماعه الحديث فِي سنة أربع وأربعين ومائتين وله عشر سنين، وشهد عند القضاة وله عشرون سنة، وولي قضاء الكوفة ستين سنة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ جميع، يَقُولُ: سمعت الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل المحاملي يَقُولُ: ولدت فِي سنة خمس وثلاثين ومائتين، قَالَ: ومات فِي سنة ثلاثين وثلاث مائة، وكان ابن مخلد أكبر منه بسنة، ومات بعده بسنة.
قُلْتُ: وذكر مُحَمَّد بن عَلِيّ بن الفياض، عَنِ المحاملي أَنَّهُ أخبره أَنَّهُ ولد فِي أول المحرم من سنة خمس وثلاثين.
حَدَّثَنِي الصوري، قَالَ: قَالَ لِي ابن جميع: كَانَ عند المحاملي سبعون رجلا من أصحاب ابن عيينة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بن شاذان، عَنْ أَبِي عبيد المحاملي، قَالَ: قَالَ الشاعر بن حجاج يوما لأخي: ما اسمك؟ قَالَ: حسين، قَالَ: زادني اسمك لك حبا، أو قَالَ: قربا.
ذكر حمزة بن مُحَمَّدِ بْنِ طاهر أَنَّهُ سمع أبا حفص بن شاهين يَقُولُ: حضر معنا مُحَمَّد بن المظفر يوما فِي مجلس الْقَاضِي أَبِي عَبْد اللَّهِ المحاملي، وذلك بعد رجوعه من سفره إِلَى الشام، فلما أملى المحاملي المجلس التفت إلي ابن المظفر، وَقَالَ لِي: يا أبا حفص، ما عدمنا من أَبِي مُحَمَّد، يعني ابن صاعد، إِلا عينيه.
قُلْتُ: أراد بذلك أن شيوخ المحاملي هم شيوخ ابن صاعد.
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بن أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَان، قَالَ: سمعت أبا بكر الداودي، يَقُولُ: كَانَ يحضر مجلس المحاملي عشرة آلاف رجل.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: ذكر مُحَمَّد بن جَعْفَر النجار، عَنْ أَحْمَد بن مُحَمَّد شيخ لَهُ قَالَ: اجتمع المبرد، وأحمد بن يَحْيَى، يعني ثعلبا، عند مُحَمَّد بن طاهر أمير بغداد فتناظرا فِي مسألة من أصول النحو عقلية ودققا، وكان الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل المحاملي جالسا، فقالا: إن رأى الْقَاضِي أن يحكم بيننا؟ فَقَالَ: لا يسعني الحكومة بينكما، لأنكما تجاوزتما ما أعرفه، ولا يجوز حكمي إِلا بعد معرفة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَبْدُونَ وَهُوَ يَكْتُبُ لِبَدْرٍ، وَعِنْدَهُ جَمْعٌ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ الدَّاوُدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْمَادَرَائِيُّ، فَذَكَرَ قِصَّةَ مُنَاظَرَتِهِ مَعَ الدَّاوُدِيِّ فِي التَّفْضِيلِ إِلَى أَنْ قَالَ: فَقَالَ الدَّاوُدِيُّ: وَاللَّهِ مَا نَقْدِرُ نَذْكُرُ مَقَامَاتِ عَلِيٍّ مَعَ هَذِهِ الْعَامَةِ، قُلْتُ: أَنَا وَاللَّهِ أَعْرِفُهَا، مَقَامَهُ بِبَدْرٍ، وَأُحُدٍ، وَالْخَنْدَقِ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ: فَإِن عرفتها ينفعني أن تقدمه عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وعمر، قُلْتُ: قد عرفتها، ومنه قدمت أبا بكر، وعمر عليه، قَالَ: من أين؟ قُلْتُ: أَبُو بَكْر كَانَ مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى العريش يوم بدر مقامه مقام الرئيس، والرئيس ينهزم به الجيش، وعلي مقامه مقام مبارز، والمبارز لا ينهزم به الجيش، وجعل يذكر فضائله، وأذكر فضائل أَبِي بَكْرٍ، فقلت: كم تكثر هذه الفضائل، لهما حق، ولكن الذين أخذنا عنهم القرآن والسنن أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدموا أبا بكر فقدمناه لتقديمهم، فالتفت أَحْمَد بن خالد، وَقَالَ: ما أدري لم فعلوا هذا؟ فقلت: إن لم تدر فأنا أدري، قَالَ: لم فعلوا؟ فقلت: إن السؤدد والرياسة فِي الجاهلية كانت لا تعدو منزلتين، إما رجل كانت لَهُ عشيرة تحميه، وإما رجل كَانَ لَهُ مال يفضل به، ثم جاء الإسلام فجاء باب الدين، فمات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليس لأبي بكر مال، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ، مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ ".
ولم تكن تيم لها مع عبد مناف، ومخزوم تلك الحال، وإذا بطل اليسار الذي به كَانَ يرؤس أهل الجاهلية لم يبق إِلا باب الدين، فقدموه لَهُ، فأفحم أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني قَالَ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل بن سعيد بن أبان الضبي، من ضبة البصرة، كَانَ فاضلا نبيلا، مقدما فِي العلم والفقه والحديث ثبتا فيه، محمودا فِي أموره كلها.
سمعت أبا نصر الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الشاهد يَقُولُ: وذكر الْقَاضِي أبا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل، وكان به عالما قديم الصحبة لَهُ، فأثنى عليه بأحسن الثناء، وَقَالَ: الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ تجر فحمد، وأتمن فحمد، وشهد فحمد، وولي القضاء فحمد، وأفتى فحمد، وحدث فحمد، قَالَ أَبُو الْحَسَن: ولي قضاء الكوفة فحمد آثاره فِي ولايته، وولي قضاء فارس وأعمالها مضافا إِلَى الكوفة فلم يزل عَلَى القضاء إِلَى أن لزم دار السلطان يستعفي قبل سنة عشرين وثلاث مائة إِلَى أن أجيب إِلَى ذلك.
وكان مولده فِي سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وكانت وفاته فِي سنة ثلاثين وثلاث مائة، وعقد داره مجلسا للفقه فِي سنة سبعين ومائتين فلم يزل أهل العلم والنظر يختلفون إليه، ويتناظرون بحضرته فِي كل أسبوع فِي يوم الأربعاء إِلَى أن توفي.
حدثت عَنْ أَبِي الفضل نصر بن أَبِي نصر الطوسي، قَالَ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الإسكاف الفقيه يَقُولُ: كنت ببغداد محتارا فِي أمر أَبِي عَبْد اللَّهِ المحاملي، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي حاتم الرَّازِيّ فكنت أنا أفضل ابن أَبِي حاتم عَلَى المحاملي، فرأيت تلك الليلة فيما يرى النائم كأن قائلا يَقُولُ لِي: استغفر فِي أمر المحاملي فإن اللَّه ليدفع البلاء عَنْ أهل بغداد به، فَلا تستصغر أمره.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن أَبِي جَعْفَر، قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن أَحْمَد بن الفرج بن مَنْصُور بن الحجاج يَقُولُ: توفي الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل المحاملي يوم الخميس لثمان ليال بقين من ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاث مائة.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الْحَسَن بن الْعَبَّاس الكرجي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عُبَيْد اللَّهِ المؤدب، قَالَ: أملى علينا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المحاملي فِي يوم الأحد لاثني عشر خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاث مائة، وهو آخر مجلس أملاه، ومرض أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بعد أن حدث بهذا المجلس أحد عشر يوما، وتوفي يوم الأربعاء قبل المغرب، ودفناه يوم الخميس وقت العصر لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاث مائة.
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 8 صفحه : 536