responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 6  صفحه : 397
حرف النون

2893 - أَحْمَد بْن نصر بْن مالك بْن الهيثم بْن عوف بْن وهب بْن عميرة بْن هاجر بْن عمير بْن عَبْد العزى بْن قمير بْن حبشية بْن سلول بْن كعب بْن عُمَر أَبُو عَبْد اللَّهِ الخزاعي وسويقة نصر ببغداد منسوبة إِلَى أَبِيهِ، ومالك بْن الهيثم، جد أَحْمَد بْن نصر، كَانَ أحد نقباء بني الْعَبَّاس فِي ابتداء الدولة الهاشمية، وعمرو الَّذِي سقنا نسبه إليه هو عمرو بْن لحي بْن قمعة بْن خندف الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رأيت عمرو بْن لحي أبا بني كعب هؤلاء يجر قصبه فِي النار، لأنه أول من بحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، وغير دين إسماعيل بْن إِبْرَاهِيم عليهما السلام ".
(1835) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ وَأَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَهْلِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ ابْنِ سُفْيَانَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى لُغَةِ الْكَعْبَيْنِ، كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَهُوَ أَبُو قُرَيْشٍ، وَكَعْبِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ أَبُو خُزَاعَةَ "
أَخْبَرَنَا الحسين بْن عَلِيّ الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: أَخْبَرَنَا مصعب وَهُوَ ابْن عَبْد اللَّهِ الزبيري، قَالَ: عمرو بْن لحي بْن قمعة بْن خندف يقولون أنه أَبُو خزاعة، وخزاعة، تقول: كعب بْن عمرو بْن ربيعة بْن حارثة بْن عمرو بْن عامر بْن غسان، ويأبون هذا النسب، وَالله أعلم، إن كَانَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ما روى فرسول اللَّه أعلم، وما قَالَ فهو الحق.
قلت: وكَانَ أَحْمَد بْن نصر من أهل الفضل وَالعلم، مشهورا بالخير أمارا بالمعروف، قوَالا بالحق، وسمع الحَدِيث من مالك بْن أنس، وحماد بْن زيد، ورباح بْن زيد، وعبد الصمد بْن معقل، وهشيم بْن بشير، وعبد العزيز بْن أَبِي رزمة، ومحمد بْن ثور، وعلي بْن الحسين بْن واقد، ولم يرو إلا شيئا يسيرا.
روى عنه: يَحْيَى بْن معين، ويَعْقُوب، وأَحْمَد ابنا إِبْرَاهِيم الدورقي، ومحمد بْن يُوسُف ابْن الطباع، ومحمد بْن المطلب الخزاعي، ومحمد بْن يُوسُف الصابوني.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيّ، قَالَ: قرأت عَلَى إِسْحَاق النعالي: حدثكم عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد يعني ابْن كثير، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن نصر بْن مالك، قَالَ: كلمت مالك بْن أنس وسألته عَن حَدِيث، فَقَالَ لغلام له: جأ عنقه وأقمه.
(1836) -[6: 398] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ الْبَزَّارُ، مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ اسْتِلامِ الْحَجَرِ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُهُ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: أَرَأَيْتَ إِنْ زُحِمْتَ أَوْ غُلِبْتَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِالْيَمَنِ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ "، قَالَ ابْنُ نَجِيحٍ فِي كِتَابِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ وَالصَّوَابُ ابْنُ عَرَبِيٍّ
(1837) -[6: 399] أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَفْصٍ الْمَغَازِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ الأَخْرَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي الدَّوْرَقِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ الْمَقْتُولُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رُزْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوِتْرُ وَاجِبٌ، فَمَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا " أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن مُحَمَّد المتوثي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سهل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُوسُف الصابوني الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن نصر الخزاعي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن مُحَمَّد الْمَرْوَزِيُّ شيخ له، عَن ابْن جريج، قَالَ: قَالَ عطاء المعتكف كأنه محرم بين يدي الرحمن تَعَالَى، يقول: لا أبرح حتى تغفر لي.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن عَلِيّ الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان المخرمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عليل المطيري، قَالَ: حَدَّثَنِي داود بْن سُلَيْمَان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن نصر بْن مالك الخزاعي، يقول: رأيت مصابا قد وقع فقرأت فِي أذنه فكلمتني الجنية من جوفه، فقالت: يا أبا عَبْد اللَّهِ بالله دعني أخنقه، فإنه يقول القرآن مخلوق! حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن جَعْفَر الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجنيد، قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين، وذكر أَحْمَد بْن نصر بْن مالك، فترحم عَلَيْهِ، وَقَالَ: قد ختم اللَّه له بالشهادة، قلت ليحيى: كتبت عنه شيئا؟ قَالَ: نعم نظرت له فِي مشايخ الجنديين، وأحاديث عَبْد الصمد بْن معقل، وعبد اللَّه بْن عمرو بْن مسلم الجندي، قلت ليحيى: من يحدث، عَن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن مسلم؟ قَالَ: عَبْد الرزاق، قلت: ثقة هو؟ قَالَ: ثقة ليس بِهِ بأس، قلت: فأبوه عمرو بْن مسلم الَّذِي يحدث عَن طاوس كيف هو؟ قَالَ: وأبوه لا بأس بِهِ، ثم قَالَ: يَحْيَى كَانَ عند أَحْمَد بْن نصر مصنفات هشيم كلها، وعن مالك أحاديث كبار، ثم قَالَ يَحْيَى: كَانَ أَحْمَد يقول: ما دخل عَلَيْهِ أحد يصدقه، يعني الخليفة، ثم قَالَ يَحْيَى: ما كَانَ يحدث، كَانَ يقول: لست موضع ذاك، يعني أَحْمَد بْن نصر بْن مالك رحمه اللَّه، وأحسن يَحْيَى الثناء عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحضرمي، قَالَ: وقتل أَحْمَد بْن نصر بْن مالك الخزاعي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قلت: وكَانَ قتله فِي خلافة الواثق لامتناعه عَنِ القول بخلق القرآن.
حَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الصيمري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن يَحْيَى الصولي، قَالَ: كَانَ أَحْمَد بْن نصر بْن مالك بْن الهيثم الخزاعي من أهل الحَدِيث، وكَانَ جده من رؤساء نقباء بني الْعَبَّاس، وكَانَ أَحْمَد وسهل بْن سلامة حين كَانَ المأمون بخرسان بايعا الناس عَلَى الأمر بالمعروف وَالنهي عَنِ المنكر، إِلَى أن دخل المأمون بغداد فرفق بسهل حتى لبس السواد، وأخذ الأرزاق، ولزم أَحْمَد بيته، ثم إن أمره تحرك ببغداد فِي آخر أيام الواثق، واجتمع إليه خلق من الناس يأمرون بالمعروف إِلَى أن ملكوا بغداد، وتعدى رجلان من أصحابه يقال لأحدهما: طَالِب فِي الجانب الغربي، ويقال للآخر: أَبُو هارون فِي الجانب الشرقي، وكَانَا موسرين فبذلا مالا، وعزما عَلَى الوثوب ببغداد فِي شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين، فنم عليهم قوم إِلَى إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، فأخذ جماعة فِيهم أَحْمَد بْن نصر، وأخذ صاحبيه طالبا، وأبا هارون فقيدهما، ووجد فِي منزل أحدهما أعلاما، وضرب خادما لأَحْمَد بْن نصر فأقران هؤلاء كَانُوا يصيرون إليه ليلا، فِيعرفونه ما عملوا، فحملهم إِسْحَاق مقيدين إِلَى سر من رأى، فجلس لهم الواثق، وَقَالَ لأَحْمَد بْن نصر: دع ما أخذت له، ما تقول فِي القرآن؟ قَالَ كلام اللَّه، قَالَ: أفمخلوق هو؟ قَالَ: هو كلام اللَّه، قَالَ: أفترى ربك فِي القيامة؟ قَالَ كذا جاءت الرواية فَقَالَ: ويحك يرى كما يرى المحدود المتجسم، ويحويه مكَانَ، ويحصره الناظر؟ أَنَا أكفر برب هذه صفته، ما تقولون فِيهِ؟ فقال عَبْد الرحمن بْن إِسْحَاق، وكَانَ قاضيا عَلَى الجانب الغربي ببغداد، فعزل: هو حلال الدم، وَقَالَ جماعة من الفقهاء كما قَالَ، فأظهر ابْن أَبِي دؤاد أنه كاره لقتله، فَقَالَ للواثق: يا أمير المؤمنين شيخ مختل لعل بِهِ عاهة أو تغير عقل، يؤخر أمره، ويستتاب، فَقَالَ الواثق: ما أراه إلا مؤديا لكفره قائما بما يعتقده منه، ودعا الواثق بالصمصامة، وَقَالَ: إذا قمت إليه فلا يقومن أحد معي، فإني أحتسب خطاي إِلَى هذا الكافر الَّذِي يعبد ربا لا نعبده، ولا نعرفه الصفة التي وصفه بِهَا، ثم أمر بالنطع، فأجلس عَلَيْهِ وَهُوَ مقيد، وأمر بشد رأسه بحبل، وأمرهم أن يمدوه ومشى إليه حتى ضرب عنقه، وأمر بحمل رأسه إِلَى بغداد، فنصب فِي الجانب الشرقي أياما، وفِي الجانب الغربي أياما، وتتبع رؤساء أصحابه فوضعوا فِي الحبوس.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَر الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن بحر الحربي، يقول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد الصائغ، يقول: بصر عيني، وإلا فعميتا، وسمع أذني وإلا فصمتا: أَحْمَد بْن نصر الخزاعي حيث ضربت عنقه يقول رأسه لا اله إلا اللَّه، أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحذاء المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن سلم الختلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي، قَالَ: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل، وذكر أَحْمَد بْن نصر، فَقَالَ: رحمه اللَّه ما كَانَ أسخاه لقد جاد بنفسه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي، قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاس السياري، يقول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن سَعِيد، قلت: وليس بابن عقدة هذا شيخ مروزي، قَالَ: لم يصبر فِي المحنة إلا أربعة كلهم من أهل مرو: أَحْمَد بْن حَنْبَل أَبُو عَبْد اللَّهِ، وأَحْمَد بْن نصر بْن مالك الخزاعي، ومحمد بْن نوح بْن ميمون المضروب، ونعيم بْن حماد، وقد مات فِي السجن مقيدا.
فأما أَحْمَد بْن نصر، فضربت عنقه، وهذه نسخة الرقعة المعلقة فِي إذن أَحْمَد بْن نصر بْن مالك: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذا رأس أَحْمَد بْن نصر بْن مالك دعاه عَبْد اللَّهِ الإمام هارون وَهُوَ الواثق بالله أمير المؤمنين إِلَى القول بخلق القرآن، ونفى التشبيه فأبي إلا المعاندة، فجعله اللَّه إِلَى ناره، وكتب مُحَمَّد بْن عَبْد الملك، ومات مُحَمَّد بْن نوح فِي فتنة المأمون، وَالمعتصم ضرب أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَالواثق قتل أَحْمَد بْن نصر، وكذلك نعيم بْن حماد.
ولما جلس المتوكل دخل عَلَيْهِ عَبْد العزيز بْن يَحْيَى المكي، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين، ما رؤي أعجب من أمر الواثق قتل أَحْمَد بْن نصر، وكَانَ لسانه يقرأ القرآن إِلَى أن دفن، قَالَ: فوجد المتوكل من ذلك، وساءه ما سمعه فِي أخيه، إذ دخل عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الزيات، فَقَالَ له: يا ابْن عَبْد الملك فِي قلبي من قتل أَحْمَد بْن نصر، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين أحرقني اللَّه بالنار إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا، قَالَ: ودخل عَلَيْهِ هرثمة، فَقَالَ يا هرثمة: فِي قلبي من قتل أَحْمَد بْن نصر، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين قطعني اللَّه إربا إربا إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا، قَالَ: ودخل عَلَيْهِ أَحْمَد بْن أَبِي دؤاد، فَقَالَ: يا أَحْمَد فِي قلبي من قتل أَحْمَد بْن نصر، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين ضربني اللَّه بالفالج إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا، قَالَ المتوكل: فأما ابْن الزيات فأَنَا أحرقته بالنار، وأما هرثمة فإنه هرب، وتبدى، واجتاز بقبيلة خزاعة، فعرفه رَجُل فِي الحي، فَقَالَ: " يا معشر خزاعة هذا الَّذِي قتل ابْن عمكم أَحْمَد بْن نصر فقطعوه إربا إربا، وأما ابْن أَبِي دؤاد فقد سجنه اللَّه فِي جلده.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، عَن أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي، قَالَ: حمل أَحْمَد بْن نصر بْن مالك الخزاعي من بغداد إِلَى سر من رأى، فقتله الواثق فِي يوم الخميس ليومين بقيا من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وفِي يوم السبت مستهل شهر رمضان نصب رأسه ببغداد عَلَى رأس الجسر، وأخبرني أَبِي أنه رآه قَالَ: وكَانَ شيخا أبيض الرأس وَاللحية، وأخبرني أنه وكل برأسه من يحفظه بعد أن نصب برأس الجسر، وأن الموكل بِهِ ذكر أنه يراه بالليل يستدير إِلَى القبلة بوجهه، فِيقرأ سورة يس بلسان طلق، وأنه لما أخبر بذلك طلب، فخاف عَلَى نفسه فهرب.
أَخْبَرَنَا أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الجرباذقاني بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا معمر بْن أَحْمَد الأصبِهَاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عمرو عثمان بْن مُحَمَّد العثماني أجازه، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن إسماعيل بْن خلف، قَالَ: كَانَ أَحْمَد بْن نصر خلى، فلما قتل فِي المحنة، وصلب رأسه أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن، فمضيت، فبت بقرب من الرأس مشرفا عَلَيْهِ، وكَانَ عنده رجالة، وفرسان يحفظونه، فلما هدئت العيون سمعت الرأس تقرأ {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)} فاقشعر جلدي، ثم رأيته بعد ذلك فِي المنام وعليه السندس وَالإستبرق وعلى رأسه تاج فقلت: ما فعل اللَّه بك يا أخي؟ قَالَ: غفر لي وأدخلني الجنة إلا أني كنت مغموما ثلاثة أيام قلت: ولم؟ قَالَ: رأيت رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بي فلما بلغ خشبتي حول وجهه عني، فقلت له بعد ذلك: يا رَسُولَ اللَّه قتلت عَلَى الحق أو عَلَى الباطل؟ فَقَالَ: أَنْتَ عَلَى الحق، ولكن قتلك رَجُل من أهل بيتي، فإذا بلغت إليك أستحي منك.
قرأت عَلَى أَبِي بكر الْبَرْقَانِيّ، عَن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى المزكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، قَالَ: سمعت أبا بكر المطوعي، قَالَ: لما جيء برأس أَحْمَد بْن نصر صلبوه عَلَى الجسر، كَانَت الريح تديره قبل القبلة، فاقعدوا له رجلا معه قصبة أو رمح، فكَانَ إذا دار نحو القبلة أداره إِلَى خلاف القبلة، قَالَ: وسمعت خلف بْن سالم يقول بعد ما قتل أَحْمَد بْن نصر وقيل له: ألا تسمع ما الناس فِيهِ يا أبا مُحَمَّد؟ قَالَ: وما ذاك؟ قَالَ يقولون إن رأس أَحْمَد بْن نصر يقرأ، قَالَ: كَانَ رأس يَحْيَى بْن زكريا يقرأ، وَقَالَ السراج: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد يقول: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن، قَالَ: رأى بعض أصحابنا أَحْمَد بْن نصر بْن مالك فِي النوم بعد ما قتل، فَقَالَ: ما فعل بك ربك؟ قَالَ: ما كانت إلا غفوة حتى لقيت اللَّه فضحك إِلَيَّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر النجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن بْن العطار مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعت أبا جَعْفَر الأنصاري، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عبيد، وكَانَ من خيار الناس، يقول: رأيت أَحْمَد بْن نصر فِي منامي فقلت: يا أبا عَبْد اللَّهِ، ما صنع بك ربك؟ قَالَ: غضبت له، فأباحني النظر إِلَى وجهه تَعَالَى.
قلت: لم يزل رأس أَحْمَد بْن نصر منصوبا ببغداد، وجسده مصلوبا بسر من رأى ست سنين إِلَى أن حط، وجميع بين رأسه وبدنه، ودفن بالجانب الشرقي في المقبرة المعروفة بالمالكية.
أنبأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن غالب الجعفِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْن هارون، قَالَ: دفن أَحْمَد بْن نصر بْن مالك ببغداد فِي شوَال سنة سبع وثلاثين بعد الفطر بيوم أو يومين.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي: سنة سبع وثلاثين: فِيهَا دفن أَحْمَد بْن نصر بْن مالك الخزاعي بعد الفطر بيومين.
قرأت عَلَى الْبَرْقَانِيّ، عَن أَبِي إِسْحَاق المزكي، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج: قتل أَحْمَد بْن نصر بْن مالك يوم السبت غرة رمضان سنة إحدى وثلاثين، وأنزل برأسه وأَنَا حاضر ببغداد يوم الثلاثاء لثلاث خلت من شوَال سنة سبع وثلاثين ومائتين.

نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 6  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست