نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 4 صفحه : 343
1525 - محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرحمن أبو بكر الأزدي الواسطي المعروف بابن الباغندي سمع: محمد بن عبد الله بن نمير، وأبا بكر، وعثمان ابني أبي شيبة الكوفيين، وشيبان بن فروخ الأبلي، وعلي ابن المديني، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وسويد بن سعيد الحدثاني، ودحيما الدمشقي، وهشام بن عمار، والحارث بن مسكين، وغيرهم من أهل الشام، ومصر، والكوفة وبغداد والبصرة.
وكان كثير الحديث رحل فيه إلى الأمصار البعيدة، وعنى به العناية العظيمة، وأخذ عن الحفاظ والأئمة، وسكن بغداد، وحدث بها، فروى عنه: الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو بكر الشافعي، ودعلج بن أحمد، وأبو علي ابن الصواف، ومحمد بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وخلق يطول ذكرهم.
وكان فهما حافظا عارفا، وبلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من حفظه.
حَدَّثَنَا أبو عمر بن مهدي، قَالَ: أخبرنا محمد بن مخلد العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم بن سويد الرملي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سماعه، قَالَ: حَدَّثَنَا مهدى بن إبراهيم، قَالَ: كنت أرى مالك بن أنس يغير ثيابه يوم الجمعة حتى نعله
(1024) -[4: 344] أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ بِحَضْرَةِ الدَّارَقُطْنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغِنْدِيُّ، قَالَ: حدثنا عَمْرُو بْنُ سَوَادٍ السَّرْحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ عَنْ صَلاةِ الْعَصْرِ حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى غَرُبَتِ الشَّمْسُ ".
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَاغَنْدِيُّ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ سَوَادٍ: هَذَا يُذْكَرُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شِتِّيرِ بْنِ شَكَلٍ.
فَاخْرُجْ إِلَى أَصْلِ كِتَابِهِ فَإِذَا فِيهِ كَمَّا حَدَّثَنَاهُ.
ثُمَّ حَدَّثَ مِنْ بَعْدِ فِي مَجْلِسِهِ بِالْحَدِيثِ وَأَنَا حَاضِرٌ فَلَمَّا ذَكَرَهُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ يَرْجِعُ إِلَى مَعْرِفَتِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يُذْكَرُ عِنْدَهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شِتِّيرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ.
قَالَ الْبَاغَنْدِيُّ: فَكَتَبْتُ كَلامَهُ، وَإِنَّمَا حَدَّثَ بِهِ عُنِّي حَدَّثَنِي أحمد بن علي البادا، من حفظه في المذاكرة، قَالَ: سمعت أبا بكر الأبهري، يقول: سمعت أبا بكر ابن الباغندي، يقول: أنا أجيب عن ثلاث مائة ألف مسألة في حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الأبهري: وسمعت أبا العباس بن عقدة، يقول: أحفظ ثلاثين ألف حديث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل البيت.
قَالَ ابن البادا: فجئت إلى أبي الحسين بن المظفر فأخبرته بقول الأبهري، فقال: صدق.
أنا سمعت هذا القول منها جميعا سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يذكر: أن الباغندي كان يسرد الحديث من حفظه ويهذه مثل تلاوة القرآن للسريع القراءة.
قَالَ: وكان يقول: حَدَّثَنَا فلان، قَالَ: حَدَّثَنَا فلان وَحَدَّثَنَا فلان، وهو يحرك رأسه حتى تسقط عمامته حَدَّثَنِي أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: سمعت عمر بن أحمد الواعظ، يقول: قام أبو بكر الباغندي ليصلى، فكبر ثم قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سليمان لوين، فسبحنا به، فقال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي، بصور، وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا؛ قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن شجاع أبو بكر، بالأهواز، قَالَ: كنا عند إبراهيم بن موسى الجوزي ببغداد وكان عنده أبو بكر بن الباغندي ينتقى عليه، فقال له إبراهيم بن موسى: هو ذا تسخر بي، أنت أكثر حديثا مني وأعرف وأحفظ للحديث.
فقال له: قد حبب إلى هذا الحديث، فحسبك أني رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم فلم أقل له ادع الله لي.
وقلت له: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش؟ فقال لي: منصور، منصور حدثت عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري، قَالَ: سمعت عبدان الأهوازي، وذكر أبا بكر الباغندي، فقال: لم يزل معروفا بالطلب، كان معنا عند هشام بن عمار ودحيم سمعت أبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، يقول: كان محمد بن محمد الباغندي مدلسا حَدَّثَنِي علي بن محمد بن نصر، قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي، يقول: سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ، عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، فحكى عن الوزير أبي الفضل بن حنزابة حكاية، ثم دخلت مصر وسألت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل، عن الباغندي هذا وحكيت له ما كنت سمعت من الدارقطني فقال لي الوزير: لحقت الباغندي محمد بن محمد بن سليمان وأنا ابن خمس سنين ولم أكن سمعت منه شيئا، وكان للوزير الماضي، يعني أباه حجرتان، إحداهما للباغندي يجئه يوما ويقرأ له، والأخرى لليزيدي.
قَالَ أبو الفضل: سمعت أبي يقول: كنت يوما مع الباغندي في الحجرة يقرأ لي كتب أبي بكر بن أبي شيبة، فقام الباغندي إلى الطهارة، فمددت يدي إلى جزء من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، فإذا على ظهره مكتوب مربع والباقي محكوك، فرجع الباغندي ورأى الجزء في يدي فتغير وجهه، وسألته فقال: أيش هذا مربع.
فغير ذلك ولم افطن له لأني أول ما كنت دخلت في كتب الحديث.
ثم سألت عنه فإذا الكتاب لمحمد بن إبراهيم مربع، سمع من أبي بكر بن أبي شيبة، فحك محمد بن إبراهيم وبقى مربع، فبرد على قلبي ولم أخرج عنه شيئا قَالَ حمزة: وسالت أبا بكر بن عبدان عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي هل يدخل في الصحيح؟ فقال: لو خرجت الصحيح لم أدخله فيه.
قيل له: لم؟ قَالَ: لأنه كان يخلط ويدلس.
قَالَ: وليس ممن كتبت عنه آثر عندي ولا أكثر حديثا منه إلا أنه شره.
قَالَ: والباغندي أحفظ من ابن أبي داود.
قَالَ حمزة: وسالت الدارقطني عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قَالَ: كان كثير التدليس يحدث بما لم يسمع وربما سرق، وَقَالَ: أشد ما سمعت فيه، من الوزير بن حنزابة.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا بكر بن عبدان، يقول: سمعت أبا عمرو الراسبي، يقول: دخلت على الباغندي، أنا وابن مظاهر، فأخرج إلينا أصوله فكتبنا منها ما كتبنا، ثم أخرج إلينا تخريجه، ثم قَالَ له ابن مظاهر: يا أبا بكر اقبل نصيحتي ادفع إلى تخريجك هذا أعرفه وأخرج لك ما تصير به أبو بكر بن أبي شيبة.
قَالَ ابن الراسبي: قَالَ لي ابن مظاهر: هذا رجل لا يكذب ولكن يحمله الشره على أن يقول: حَدَّثَنَا، ووجدت في كتبه مواضع: ذكره فلان، وفي كتابي عن فلان، ثم يقول: أَخْبَرَنَا.
أخبرنا 25 عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، وذكر عنده أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي، فقال: ثقة كثير الحديث لو كان بالموصل لخرجتم إليه، ولكنه يتطرح عليكم ولا تريدونه أخبرنا البرقاني، قَالَ: سألت أبا بكر الإسماعيلي، عن ابن الباغندي أبي بكر محمد بن محمد، فقال لا أتهمه في قصد الكذب، ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضا، أو قَالَ: كثير التصحيف، ثم قَالَ: حكى لي عن سويد أنه كان يدلس.
قَالَ الإسماعيلي: كأنه تعلم من سويد التدليس.
قلت: لم يثبت من أمر ابن الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرجونه في الصحيح أَخْبَرَنِي أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي، قَالَ: قَالَ لنا أحمد بن محمد بن عمران: مات محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.
وهذا وهم، والصواب ما حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر.
وَأَخبرنا السمسار، قَالَ: أخبرنا الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن قانع، أن أبا بكر ابن الباغندي مات في سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة.
قَالَ ابن قانع: لأيام بقين من السنة أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ، عن أبيه، قَالَ: مات أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي يوم الجمعة بالعشي، ودفن يوم السبت لعشرة بقين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 4 صفحه : 343