responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 2  صفحه : 392
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه إدريس

403 - محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن خالد بن إسحاق بن خالد بن عبد الملك بن جرير بن عبد الله البجلي، يكنى أبا الحسن، ويعرف بابن سبنك من أهل الأزج، كان أحد الشهود المعدلين، وحدث عن جده عمر بن محمد، وعن الحسين بن محمد بن عبيد العسكري وأبى سعيد الحرفي وأبى بكر بن شاذان، وأبى حفص بن شاهين، وعلي بن عمر الحربي، وأبى الحسن الدارقطني، وأبى القاسم بن حبابة، ونحوهم.
كتبت عنه وكان صدوقا، سألته عن مولده فقال: في سنة خمس وستين وثلاث مائة.
ومات في ليلة الخميس ودفن يوم الخميس الرابع والعشرة من شهر رمضان سنة أربع وأربعين وأربع مائة.

404 - محمد بن إدريس بن العباس، أبو عبد الله الشافعي الإمام زين الفقهاء وتاج العلماء.
-[393]- ولد بغزة من بلاد الشام، وقيل باليمن، ونشأ بمكة، وكتب العلم بها، وبمدينة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقدم بغداد مرتين، وحدث بها، وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.
وكان سمع من مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، وداود بن عبد الرحمن، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومسلم بن خالد الزنجي، وإبراهيم بن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، وعمه محمد بن علي بن شافع، وعبد الله بن الحارث المخزومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، ومحمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى بن سليم الطائفي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، ومطرف بن مازن، وهشام بن يوسف، ويحيى بن حسان التنيسي، ومحمد بن الحسن الشيباني، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل ابن علية، وغير هؤلاء.
حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني، وأبو يحيى محمد بن سعيد العطار، وغيرهم.
وكتاب الشافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
(350) -[2: 393] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أخبرنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءُوهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ خَطْلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ.
فَقَالَ: " اقْتُلُوهُ "
-[394]-
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قَالَ: أخبرنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن المصري صاحب الشافعي، قَالَ: الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ابن عم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْبَرَنَا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب العكبري فيما أجاز لنا، قَالَ: أخبرنا علي بن أحمد بن أبي غسان البصري بها، قَالَ: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي، وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي، قراءة قَالَ: أخبرنا عياش بن الحسن البندار، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى الساجي، قَالَ: سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة، يقول: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار، أم السائب الشفا بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف، أسر السائب يوم بدر كافرا، وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأم الشفا بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي، كان يقال لعبد يزيد: محض لا قذى فيه، وأم هاشم بن المطلب، خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس -[395]- بنى عبد مناف عاتكة بنت مرة السلمية، وأم شافع أم ولد.
سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ طَاهِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، يَقُولُ: شَافِعُ بْنُ السَّائِبِ الَّذِي يُنْسَبُ الشَّافِعِيُّ إِلَيْهِ، قَدْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَرَعْرِعٌ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ السَّائِبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَايَةِ بَنِي هَاشِمٍ فَأُسِرَ وَفْدَا نَفْسَهُ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ تُسْلِمْ قَبْلَ أَنْ تَفْتَدِيَ فِدَاكَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحَرمُ الْمُؤْمِنِينَ طَمَعًا لَهُمْ فِيَّ.
قَالَ القاضي: وَقَالَ بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي أنه شقيق رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نسبه وشريكه في حسبه، لم تنل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طهارة في مولده، وفضيلة في آبائه، إلا وهو قسيمه فيها، إلى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفا بنت هاشم بن عبد مناف، فولدت له عبد يزيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه.
فقد ولد الشافعي الهاشمان: هاشم بن المطلب، وهاشم بن عبد مناف.
والشافعي ابن عم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمته، لأن المطلب عم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والشفاء بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم الشافعي فهي أزدية، وقد قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأزد جرثومة العرب "
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قَالَ: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي بالكوفة، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن إدريس البلخي، قَالَ: سمعت نصر بن المكي، يقول: سمعت -[396]- ابن عبد الحكم، يقول: لما أن حملت أم الشافعي به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن شظيم الفامي قدم للحج، قَالَ: أخبرنا نصر بن مكي ببلخ، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قَالَ: قَالَ لي محمد بن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمس يعني ومائة، وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين.
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي غيره عن الشافعي، قَالَ: لم يكن لي مال فكنت أطلب العلم في الحداثة، أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، قَالَ: أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذغي، قَالَ: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، قَالَ: حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب الوهبي ابن أخي عبد الله بن وهب، قَالَ: سمعت محمد بن إدريس الشافعي، يقول: ولدت باليمن، فخافت أمي على الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى مكة، فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شيبه بذلك، فصرت إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم، فيقول لي: لا تشغل بهذا وأقبل على ما ينفعك.
فعجلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدل، قَالَ: أخبرنا علي بن عبد العزيز -[397]- البرذعي، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قَالَ: حدثنا أبي، قَالَ: سمعت عمرو بن سواد، يقول: قَالَ لي الشافعي: ولدت بعسقلان، فلما أتى على سنتان حملتني أمي إلى مكة، وكانت نهمتي في شيئين، في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم.
فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي.
أَخْبَرَنَا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الإستراباذي ببيت المقدس، قَالَ: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بإستراباذ، قَالَ: حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد، قَالَ: حدثنا الربيع، قَالَ: سمعت الشافعي، يقول: كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي: أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر.
قَالَ: وَقَالَ الشافعي: كنت أصيب من عشرة تسعة.
أو نحوا مما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن شاذي الهمذاني، قَالَ: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي بهمذان، قَالَ: سمعت أبا الحسن المغازلي، يقول: سمعت المزني، يقول: سمعت الشافعي، يقول: رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم علي وصافحني وخلع خاتمه فجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال لي: أما مصافحتك لعلي فأمان من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أخبرنا الحسن بن الحسين أبو علي الفقيه الهمذاني، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: والله لقد فشا ذكر الشافعي في الناس -[398]- بالعلم كما فشا ذكر علي بن أبي طالب.
(351) -[2: 398] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حدثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حدثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ مَعْبَدٍ الْكِنْدِيِّ أَوِ الْعَبْدِيِّ، عَنِ الْجَارُود، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَسُبُّوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا، أَوْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالا "
(352) -[2: 398] أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الإِسْتَرَابَاذِيُّ، قَالَ: حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حدثنا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأَرْضِ عِلْمًا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذَقْتَهُمْ عَذَابًا فَأَذِقْهُمْ نَوَالا " دعا بها ثلاث مرات.
قَالَ عبد الملك بن محمد في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فإن عالمها يملأ الأرض علما، ويملأ طباق الأرض "، علامة بينة -[399]- للمميز أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلاد، وكتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، استظهروا أقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي، إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وإن كان علمه قد ظهر وانتشر، فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه، إذ كان لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفتي ومصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه، فعلم أنه يعنيه لا غيره، وهو الذي شرح الأصول والفروع وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا
(353) -[2: 399] أخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرٌ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْجَارُودِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: نَاظَرَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بِالرَّقَّةِ فَقَطَعَهُ الشَّافِعِيُّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هَارُونَ الرَّشِيدَ فَقَالَ هَارُونُ: أَمَا عَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِذَا نَاظَرَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ يَقْطَعُهُ سَائِلا أَوْ مُجِيبًا؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلا تَقَدَّمُوهَا، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا وَلا تُعَلِّمُوهَا، فَإِنَّ عِلْمَ الْعَالِمِ مِنْهُمْ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ "
(354) -[2: 399] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حدثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ شُرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لا أَعْلَمُهُ إِلا عَنِ النَّبِيِّ -[400]- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا " أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي، قَالَ: حدثنا أبو محمد بن الورد، قَالَ: حدثنا أبو سعيد الفريابي، قَالَ: قَالَ أحمد بن حنبل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب.
فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشافعي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة، قَالَ: حدثنا علي بن أحمد بن أبي غسان البصري، قَالَ: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي.
وَأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة، قَالَ: أخبرنا عياش بن الحسن، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: أَخْبَرَنِي زكريا الساجي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن خلاد، وفي حديث ابن أيوب: محمد بن خالد البغدادي، قَالَ: حَدَّثَنِي الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل، قَالَ: هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعوا الله للشافعي واستغفر له.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور، قَالَ: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، قَالَ: حدثنا الشافعي محمد بن إدريس، قَالَ: حدثنا إسماعيل بن قسطنطين، قَالَ: قرأت على شبل، وأخبر شبل: أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير: أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد: أنه قرأ -[401]- على ابن عباس، وأخبر ابن عباس: أنه قرأ على أبي، وَقَالَ ابن عباس: وقرأ أبي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الشافعي: وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول: القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت، ولو أخذ من قرأت، كان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقرآن، مثل التوراة والإنجيل.
تهمز قرأت ولا يهمز القرآن، وإذا قرأت القرآن تهمز قرأت، ولا تهمز القرآن.
أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الطبري، قَالَ: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الخضر المعدل، قَالَ: حدثنا علي بن محمد بن سعيد، قَالَ: حدثنا أحمد بن إبراهيم الطائي الأقطع، قَالَ: حدثنا إسماعيل بن يحيى، قَالَ: سمعت الشافعي، يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وانا ابن عشر سنين.
أَخْبَرَنَا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني بصيدا، قَالَ: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الضرير بمكة، يقول: قَالَ أبي: سمعت عمي، يقول: سمعت الشافعي، يقول: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه، والمراد ما خلا حرفين.
قَالَ أبي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما " دساها ".
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، قَالَ: أخبرنا عياش بن الحسن بن عياش، قَالَ: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قَالَ: أَخْبَرَنِي زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن، قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل، قَالَ: حَدَّثَنِي -[402]- حسين بن علي يعني الكرابيسي، قَالَ: بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رايته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها، وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين.
قَالَ: فكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعا.
قلت: قد كان الشافعي بأخرة يديم التلاوة، ويدرج القراءة، فأخبرنا علي بن المحسن القاضي، قَالَ: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم الصفار، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني بمصر، قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة فإذا كان شهر رمضان ختم في كل ليلة منها ختمة وفي كل يوم ختمة فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: حدثنا أبي، قَالَ: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قَالَ: حدثنا الربيع، قَالَ: كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة.
قلت: في صلاة رمضان؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الإستراباذبي، قَالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزبير بن عبد الواحد، قَالَ: سمعت عباس بن الحسين، قَالَ: سمعت بحر بن نصر، يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض: -[403]- قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة، من حسن صوته.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، قَالَ: حدثنا علي بن إبراهيم البيضاوي، قَالَ: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: حدثنا محمد بن محمد الباغندي، قَالَ: حَدَّثَنِي الربيع بن سليمان، قَالَ: حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير، قَالَ: سمعت مسلم بن خالد الزنجي ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة، فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتي.
قلت: هكذا ذكر في هذه الحكاية عن الحميدي أنه سمع مسلم بن خالد، ومر على الشافعي، وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي، فقال له: أفت وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن.
والصواب ما أَخْبَرَنَا علي بن المحسن، قَالَ: حدثنا محمد بن إسحاق الصفار، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي، يقول: قَالَ مسلم بن خالد

نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 2  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست