نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 2 صفحه : 380
396 - محمد بن إسماعيل المعروف بخير النساج يكنى أبا الحسن وكان من كبار الصوفية، ذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه من أهل سامراء سكن بغداد، وَقَالَ: صحب سريا السقطي، وأبا حمزة.
وَأَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيري، قَالَ: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي، قَالَ: قَالَ فارس البغدادي: كان اسم خير النساج، محمد بن إسماعيل السامري، وكان أستاذ إبراهيم الخواص.
قلت: كذا قَالَ، ولعله: كان أستاذه إبراهيم الخواس، والله أعلم، وللصوفية عن خير حكايات عجيبة جدا نحن نذكر بعضها مع البراءة من عهدتها.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الحسين بن جعفر بن علي، قَالَ أَخْبَرَنِي عبيد الله بن إبراهيم الجرزي، قَالَ: قَالَ أبو الخير الديلمي: كنت جالسا عند خير النساج فأتته امرأة وقالت: أعطني المنديل الذي دفعته إليك.
قَالَ: نعم.
فدفعه إليها، فقالت: كم الأجرة؟ قَالَ: درهمان.
قالت: ما معي الساعة شيء وأنا قد ترددت إليك مرارا فلم أرك، آتيك به غدا إن شاء الله.
فقال لها خير: إن أتيتيني به ولم تريني فارمي به في الدجلة، فإني إذا رجعت أخذته.
فقالت المرأة: كيف تأخذ من الدجلة؟ فقال خير: هذا التفتيش فضول منك افعلي ما أمرتك.
قالت: إن شاء الله.
فمرت المرأة.
قَالَ أبو الخير: فجئت كالغد وكان خير غائبا، فإذا بالمرأة قد جاءت ومعها خرقة فيها درهمان فلم تر خيرا، فقعدت ساعة ثم قامت ورمت بالخرقة في دجلة، فإذا بسرطان تعلقت بالخرقة وغاصت، وبعد ساعة جاء خير، وفتح باب حانوته، وجلس على الشط يتوضأ، فإذا بسرطان خرجت من الماء تسعى نحوه والخرقة على ظهرها، فلما قربت من الشيخ أخذها، فقلت له: رأيت كذا وكذا.
فقال: أحب أن لا تبوح به في حياتي، فأجبته إلى ذلك.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أبي الحسن القرمسيني، قَالَ: سمعت علي بن عبد الله الهمداني بمكة، يقول: حدثنا علي بن محمد الفرضي، قَالَ: حدثنا أبو الحسين المالكي، قَالَ: كنت أصحب خيرا النساج سنين كثيرة ورأيت له من كرامات الله تعالى ما يكثر ذكره غير أنه قَالَ لي قبل وفاته بثمانية أيام: إني أموت يوم الخميس المغرب، وأدفن يوم الجمعة قبل الصلاة، وستنسى فلا تنساه.
قَالَ أبو الحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة، فلقيني من خبرني بموته، فخرجت لأحضر جنازته فوجدت الناس راجعين، فسالتهم: لم رجعوا؟ فذكروا أنه يدفن بعد الصلاة.
فبادرت ولم ألتفت إلى قولهم فوجدت الجنازة قد أخرجت قبل الصلاة، أو كما قَالَ.
فسالت من حضره عن حاله عند خروج روحه، فقال: إنه لما حضر غشي عليه ثم فتح عينيه وأومأ إلى ناحية باب البيت، وَقَالَ: قف عافاك الله، فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وما أمرت به يفوتني، فدعني أمضي لما أمرت به، ثم امض لما أمرت به، فدعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى، ثم تمدد وغمض عينيه وتشهد.
وَأَخْبَرَنِي بعض أصحابنا أنه رآه في النوم فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: لا تسألني أنت عن هذا، ولكن استرحنا من دنياكم الوضرة.
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 2 صفحه : 380