responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 2  صفحه : 322
374 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة أبو عبد الله الجعفي البخاري الإمام في علم الحديث صاحب الجامع الصحيح والتاريخ،
رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز، والشام، ومصر، وسمع مكي بن إبراهيم البلخي، وعبدان بن عثمان المروزي، وعبيد الله بن موسى العبسي، وأبا عاصم الشيباني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان النهدي، وسليمان بن حرب الواشحي، وأبا سلمة التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم بن الفضل، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا معمر المنقري، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا بكر الحميدي، وسعيد بن أبي مريم المصري، ويحيى بن بكير المخزومي، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأبا اليمان الحمصي، وإسماعيل بن أبي أويس المديني، وعبد القدوس بن الحجاج، وحجاج بن المنهال، ومحمد بن كثير العبدي، وخالد بن مخلد القطواني، وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وخلقا سواهم يتسع ذكرهم.
-[323]- وورد بغداد دفعات، وحدث بها فروى عنه: من أهلها: إبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأخر من حدث عنه بها الحسين بن إسماعيل المحاملي.
(321) -[2: 323] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حدثنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يُسْنِدُ بَعْضُهُ بَعْضًا "، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا إِذْ جَاءَهُ رَجَلٌ أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ "
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة عليه، قَالَ: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، قَالَ: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان البخاري، يقول: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة بن بذدزبة البخاري، وبذدزبه مجوسي مات عليها، والمغيرة بن بذدزبة، أسلم على يدي يمان البخاري والى بخارى، ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمد المسندي الجعفي، وعبد الله بن محمد هو ابن جعفر بن يمان البخاري الجعفي، والبخاري قيل له:
-[324]- جعفي لأن أبا جده، أسلم على يدي أبي جد عبد الله المسندي، ويمان جعفي فنسب إليه لأنه مولاه من فوق.
وعبد الله قيل له: مسندي لأنه كان يطلب المسند من حداثته.
وَأَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عدي، قَالَ: سمعت الحسن بن الحسين البزاز ببخارى، يقول: رأيت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير.
ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرة شوال من سنة ست وخمسين ومائتين.
عاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، قَالَ: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوري، قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام المروزي، يقول: سمعت أحمد بن سيار، يقول: ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، أبو عبد الله طلب العلم، وجالس الناس، ورحل في الحديث، ومهر فيه وأبصر، وكان حسن المعرفة، حسن الحفظ، وكان يتفقه.
حَدَّثَنِي أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي أحمد بن علي الفارسي، قَالَ: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد، قَالَ: سمعت جدي محمد بن يوسف بن مطر الفربري، يقول: حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي، قَالَ: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قَالَ: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب.
قَالَ: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فقَالَ: عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر، -[325]- فجعلت اختلف إلى الداخلي وغيره، وَقَالَ يوما فيما كان يقرأ للناس: " سفيان عن أبي الزبير، عن إبراهيم ".
فقلت له: يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يروه عن إبراهيم.
فانتهرني، فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك، فدخل ونظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت: هو الزبير بن عدي بن إبراهيم.
فأخذ القلم مني وأحكم كتابه، فقال: صدقت.
فقال له بعض أصحابه: ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال: ابن إحدى عشرة فلما طعنت في ست عشرة سنة، حفظت كتب ابن المبارك ووكيع وعرفت كلام هؤلاء.
ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة، فلما حججت رجع أخي.
بها تخلفت بها في طلب الحديث، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى، وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليالي المقمرة، وَقَالَ: قل اسم في التاريخ إلا وله عندي قصة، إلا أني كرهت تطويل الكتاب.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي بن أحمد المقرئ، قَالَ: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني في كتابه إلى، وَحَدَّثَنِي عنه أبو عمرو البحيري، قَالَ: أخبرنا خلف بن محمد بن إسماعيل، قَالَ: أخبرنا محمد بن يوسف، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي حاتم وراق البخاري، قَالَ: سمعت البخاري يقول: لو نشر بعض أستاذي، هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب التاريخ ولا عرفوه.
ثم قَالَ: صنفته ثلاث مرات.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الوراق، قَالَ: حدثنا محمد بن -[326]- حام البخاري، قَالَ: أخبرنا محمد بن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: أخذ إسحاق بن راهويه كتاب التاريخ الذي صنفت، فأدخله على عبد الله بن طاهر، فقال: أيها الأمير ألا أريك سحرا؟ قَالَ: فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه، وَقَالَ: لست أفهم تصنيفه.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، قَالَ: سمعت محمد بن حميد اللخمي، يقول: سمعت القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي، يقول: سمعت أبا العباس بن سعيد، يقول: لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن كتاب تاريخ محمد بن إسماعيل البخاري.
قرأت على الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب أخي أبي محمد الخلال عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن عبد الله بن محمد بن سعيد الحافظ أبو عبد الله السرخسي بسمرقند، قَالَ: حَدَّثَنِي الحسن بن الحسين البخاري، قَالَ: حدثنا عامر بن المنتجع، قَالَ: سمعت أبا بكر المديني، يقول: كنا يوما بنيسابور عند إسحاق بن راهويه، ومحمد بن إسماعيل حاضر في المجلس في المجلس، فمر إسحاق بحديث من أحاديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان دون صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عطاء الكيخاراني فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله أيش كيخاران؟ قَالَ: قرية باليمن كان معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن فسمع منه عطاء حديثين.
فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله كأنك قد شهدت القوم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: سمعت خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: سمعت إبراهيم بن معقل النسفي، يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل، يقول: كنت عند إسحاق بن راهويه، فقال لنا بعض أصحابنا: لو جمعتم كتابا مختصرا -[327]- لسنن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب يعني: كتاب الجامع.
كتب إلي علي بن أبي حامد الأصبهاني يذكر أن أبا أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني حدثهم، قَالَ: سمعت السعداني، يقول: سمعت بعض أصحابنا، يقول: قَالَ محمد بن إسماعيل: أخرجت هذا الكتاب يعني الصحيح من زهاء ست مائة ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عدي، قَالَ: سمعت الحسن بن الحسين البخاري، يقول: سمعت إبراهيم بن معقل، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: حدثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ، قَالَ: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن الفضل، قَالَ: أخبرنا محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون، قَالَ: سئل أبو عبد الرحمن يعني النسائي، عن العلاء وسهيل، فقال: هما خير من فليح ومع هذا فما في هذه الكتب أجود من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري.
حَدَّثَنِي أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر العطار الأصبهاني بالري، قَالَ: سمعت أبا الهيثم الكشمهيني، يقول: سمعت محمد بن يوسف الفربري، يقول: قَالَ لي محمد بن إسماعيل البخاري: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
حَدَّثَنِي محمد بن أبي الحسن الساحلي، قَالَ: أخبرنا أحمد بن الحسن الرازي، قَالَ: سمعت عبد الله بن عدي، يقول: سمعت عبد القدوس بن همام، يقول: سمعت عدة من المشايخ يقولون: حول محمد بن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنبره، وكان يصلى لكل ترجمة ركعتين.
-[328]-
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور، قَالَ: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الفقيه البلخي، يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن عبد الله الصفار البلخي، يقول: سمعت أبا إسحاق المستملي يروى، عن محمد بن يوسف الفربري أنه كان يقول: سمع كتاب الصحيح لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل فما بقى أحد يروى عنه: غيرى.
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال، عن عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن حم، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف الفربري، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل: تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف؟ فقال: لا يخفى على جميع ما فيه.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه السمرقندي، قَالَ: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مت الأشتيخني بها، قَالَ: حدثنا الفربري محمد بن يوسف، قَالَ: سمعت محمدا البخاري بخوارزم، يقول: رأيت أبا عبد الله محمد ابن إسماعيل، يعني في المنام، خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشي فكلما رفع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدمه وضع أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني، قَالَ: أخبرنا عبد الله بن عدي، قَالَ: سمعت محمد بن يوسف الفربري، قَالَ، سمعت النجم بن الفضيل وكان من أهل الفهم، يقول: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام خرج من قرية ماستي، ومحمد بن إسماعيل خلفه فكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا خطا خطوة يخطو محمد بن إسماعيل ويضع قدمه على خطوة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتبع أثره.
كتب إلى أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الحسين الخرجاني -[329]- من أصبهان يذكر أنه سمع أبا أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني، يقول: سمعت محمد بن يوسف الفربري، يقول: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد محمد بن إسماعيل البخاري.
فقال: أقرئه مني السلام.
حَدَّثَنِي أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان من لفظه، قَالَ: حدثنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه، قَالَ: حدثنا خلف بن محمد الخيام، قَالَ: سمعت أبا محمد المؤذن عبد الله بن محمد بن إسحاق السمسار، يقول: سمعت شيخي يقول: ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك.
قَالَ: فأصبح وقد رد الله عليه بصره.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدربندي، قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل الحافظ ببخارى، قَالَ: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، قَالَ: سمعت أبا حسان مهيب بن سليم، يقول: سمعت جعفر بن محمد القطان إمام الجامع بكرمينية، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: كتبت عن ألف شيخ وأكثر ما عندي حديث لا أذكر إسناده.
وَقَالَ أبو عبد الله سمعت أبا عمر وأحمد بن محمد بن عمر المقرئ، يقول: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن عمر الأديب، يقول: سمعت أحيد بن أبي جعفر والي بخارى، يقول: قَالَ محمد بن إسماعيل يوما: رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر.
قَالَ: فقلت له يا أبا عبد الله بكماله؟ قَالَ: فسكت.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، وأبو نصر -[330]- أحمد بن أبي حامد الباهلي، قالا: سمعنا أبا سعيد بن بكر بن منير، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، يقول: كنت عند أبي حفص أحمد بن حفص أسمع كتاب الجامع، جامع سفيان، في كتاب والدي فمر أبو حفص على حرف ولم يكن عندي ما ذكر، فراجعته فقال الثانية كذلك، فراجعته الثانية فقال كذلك، فراجعته الثالثة فسكت سويعة، ثم قَالَ: من هذا؟ قالوا: هذا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن بذدزبة، فقال أبو حفص: هو كما قَالَ، واحفظوا فإن هذا يوما بصير رجلا.
قَالَ أبو نصر الباهلي: سمعت بكر بن منير، يقول: ابن بذدزبة هو بالبخارية، وبالعربية الزراع.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد البلخي الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ ببخارى، قَالَ: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، قَالَ: حدثنا أبو سعيد بكر بن منير، قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل يقول: منذ ولدت ما اشتريت من أحد بدرهم شيئا قط ولا بعت من أحد بدرهم شيئا.
فسألوه عن شراء الحبر والكواغد، فقال: كنت أمر إنسانا يشترى لي.
وَقَالَ أبو سعيد بكر بن منير: كان حمل إلى محمد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه فلان، فاجتمع بعض التجار إليه بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم، فقال لهم: انصرفوا الليلة.
فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة آلاف درهم فردهم، وَقَالَ: إني نويت البارحة أن أدفع إليهم بما طلبوا يعني الذين طلبوا أول مرة ودفع بربح خمسة آلاف درهم، وَقَالَ: لا أحب أن أنقض نيتي.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن خالد المطوعي، قَالَ: حدثنا مسبح بن -[331]- سعيد، قَالَ: كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلى بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية وكذلك إلى أن يختم القرآن.
وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة، وتكون ختمة عند الإفطار كل ليلة ويقول: عند كل ختم دعوة مستجابة.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، قَالَ: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، قَالَ: سمعت أبا سعيد بكر بن منير، يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلى ذات يوم فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى صلاته قَالَ: انظروا أيش هذا الذي آذاني في صلاتي؟ فنظروا فإذا الزنبور قد ورمه في سبعة عشر موضعا، ولم يقطع صلاته.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي أحمد بن علي الفارسي، قَالَ: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد، قَالَ: حدثني جدي محمد بن يوسف الفربري، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان بعض أصحابه، فلما حضرت صلاة الظهر صلى بالقوم، ثم قام للتطوع فأطال القيام، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه، فقال لبعض من معه: انظر هل ترى تحت قميصى شيئا؟ فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا، وقد تورم من ذلك جسده، وكان آثار الزنبور في جسده ظاهرة فقال له بعضهم: كيف لم تخرج من الصلاة في أول ما أبرك؟ فقال: كنت في سورة فأحببت أن أتمها.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني، قَالَ: سمعت أحمد بن علي السليماني، يقول: سمعت علي بن محمد بن منصور، يقول: سمعت أبي يقول: كنا في مجلس أبي عبد الله محمد بن إسماعيل، فرفع إنسان من لحيته قذاة فطرحها على الأرض، قَالَ: فرأيت -[332]- محمد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس، فلما غفل الناس رايته مد يده فرفع القذاة من الأرض فأدخلها في كمه، فلما خرج من المسجد رايته أخرجها فطرحها على الأرض.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أحبرنا محمد بن أبي بكر البخاري الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ، قَالَ: سمعت بكر بن منير، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: إني أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا.
وَأَخْبَرَنِي الحسن بن محمد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ، قَالَ: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون الملاحمي، قَالَ: سمعت أبا بكر محمد بن صابر بن كاتب، يقول: سمعت عمر بن حفص الأشقر، يقول: كنا مع محمد بن إسماعيل البخاري بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أياما فطلبناه، فوجدناه في بيت وهو عريان، وقد نفد ما عنده ولم يبق معه شيء، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الوراق، قَالَ: حدثنا محمد بن حام، قَالَ: أخبرنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا، فكنت أراه يوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا بيده ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها ثم يضع رأسه، وكان يصلى في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، وكان لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت له: إنك تحمل على نفسك كل هذا ولا توقظني، قَالَ: أنت شاب فلا أحب أن أفسد عليك نومك.
ورأيته استلقى على -[333]- قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيف التفسير، وكان أتعب نفسه في ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث، فقت له: يا أبا عبد الله سمعتك تقول يوما إني ما أتيت شيئا بغير علم قط منذ عقلت، فأي علم في هذا الاستلقاء؟ فقال: أتعبنا أنفسنا في هذا اليوم، وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو فأحببت أن أستريح وآخذ أهبة ذلك، فإن غافصنا العدو كان بنا حراك.
حَدَّثَنِي أبو عبد الله محمد بن علي الصوري ببغداد، وأبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور، وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا، قالوا: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن محمد بن آدم بن عبيد أبو سعيد، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف البخاري، قَالَ: كنت عند محمد بن إسماعيل البخاري بمنزله ذات ليلة فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة، ثماني عشرة مرة.
حَدَّثَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: سمعت محمد بن الفضل المفسر، يقول: سمعت أبا إسحاق الريحاني، يقول: سمعت عبد الرحمن بن رساين البخاري، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: صنفت كتابي الصحاح لست عشرة سنة، خرجته من ست مائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.
وَأَخْبَرَنِي أبو الوليد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، -[334]- قَالَ: حدثنا محمد بن سعيد التاجر، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوارق، قَالَ: سمعت حاشد بن إسماعيل، يقول: كان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام، فكنا، نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب فما معناك فيما تصنع؟ فقال لنا بعد ستة عشرة يوما: إنكما قد أكثرتما على وألححتما، فأعرضا علي ما كتبتما فأخرجنا ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر القلب حتى جعلنا نحكم كتبنا على حفظه، ثم قَالَ: أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامى؟ فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
قَالَ: وكان أهل المعرفة من أهل البصرة يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسونه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه.
قَالَ: وكان أبو عبد الله عند ذلك شاب لم يخرج وجهه.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ، قَالَ: حدثنا خلف بن محمد، قَالَ: سمعت أبا العباس الفضل بن إسحاق بن الفضل البزاز، يقول: حَدَّثَنَا أحمد بن المنهال العابد، قَالَ: حدثنا أبو بكر الأعين، قَالَ: كتبنا عن محمد بن إسماعيل على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة، فقلت: ابن كم كنت؟ قَالَ: ابن سبع عشرة سنة.
(322) -[2: 334] وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ مَنْصُورَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا -[335]- مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّاغُونِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُوسَى الْمَرُّورُوذِيُّ، يَقُولُ: كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ فِي جَامِعِهَا إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي، يَا أَهْلَ الْعِلْمِ قَدْ قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَقَامُوا فِي طَلَبِهِ وَكُنْتُ مَعَهُمْ، فَرَأَيْنَا رَجُلا شَابًّا لَمْ يَكُنْ فِي لِحْيَتِهِ شَيْءٌ مِنَ الْبَيَاضِ يُصَلِّي خَلْفَ الأُسْطُوَانَةِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ أَحْدَقُوا بِهِ وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُمْ مَجْلِسَ الإِمْلاءِ فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، فَقَامَ الْمُنَادِي ثَانِيًا فَنَادَى فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ، قَدْ قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَعْقِدَ مَجْلِسَ الإِمْلاءِ فَقَدْ أَجَابَ بِأَنْ يَجْلِسَ غَدًا فِي َوْضِعِ كَذَا.
قَالَ: فَلَمَّا أَنْ كَانَ بِالْغَدَاةِ حَضَرَ الْفُقَهَاءُ وَالْمُحَدِّثُونَ وَالْحُفَّاظُ وَالنُّظَّارُ حَتَّى اجْتَمَعَ قَرِيبٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا.
فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ للإِمْلاءِ، فَقَالَ: قَبْلَ أَنْ أخُذَ فِي الإِمْلاءِ، قَالَ لَهُمْ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ أَنَا شَابٌّ وَقَدْ سَأَلْتُمُونِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِأَحَادِيثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِكُمْ تَسْتَفِيدُونَ الْكُلَّ.
قَالَ: فَبَقَوْا النَّاسُ وَتَعَجَّبُوا مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الإِمْلاءِ، فَقَالَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ أَبِي رَوَّادٍ الْعَتَكِيُّ، بُلَدَيْكُمْ، قَالَ: أخبرنا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ.
فَذَكَرَ حَدِيثَ " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "
ثم قَالَ محمد بن إسماعيل: هذا ليس عندكم إنما عندكم عن غير منصور، عن سالم.
قَالَ يوسف بن موسى: وأملى عليهم مجلسا على هذا النسق، يقول: في -[336]- كل حديث روى شعبة هذا الحديث عندكم كذا، فأما من رواية فلان فليس عندكم، أو كلاما ذا معناه.
قَالَ يوسف بن موسى: وكان دخولي البصرة أيام محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وهلال الرأي، وأحمد بن عبدة الضبي، وحميد بن مسعدة، وغيرهم.
ثم دخلت البصرة مرات بعد ذلك.

ذكر وصف البصريين البخاري ومدحهم إياه
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا محمد بن سعيد التاجر، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف بن مطر، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت حاشد بن إسماعيل، يقول: كنت بالبصرة فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل، فلما قدم، قَالَ: محمد بن بشار: دخل اليوم سيد الفقهاء.
وَأَخْبَرَنِي الحسن، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: أخبرنا أبو شجاع الفضيل بن العباس بن الخصيب التميمي، قَالَ: حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف، قَالَ: سمعت بندارا محمد بن بشار، يقول: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابورى، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، قَالَ: حدثنا خلف بن محمد بن إسماعيل، قَالَ: حدثنا عمر بن محمد بن بجير، قَالَ: سمعت محمد بن بشار العبدي بندارا، يقول: عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، غلماني خرجوا من تحت كرسيي.
وَقَالَ خلف: سمعت أبا علي الحسين بن إسماعيل الفارسي، يقول: سمعت محمد بن إبراهيم البوشنجي، يقول: سمعت بندارا محمد بن بشار، سنة ثمان وعشرين ومائتين، يقول: -[337]- ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل.
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال، عن أبي سعد الإدريسي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن حام بن ناقب البخاري بسمرقند، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف الفربري، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: لما دخلت البصرة صرت إلى مجلس محمد بن بشار، فلما خرج وقع بصره علي، فقال: من أين الفتى؟ قلت: من أهل بخارى.
قَالَ: كيف تركت أبا عبد الله؟ فامسكت.
فقال له أصحابه: رحمك الله هو أبو عبد الله.
فقام فأخذ بيدي وعانقني، وَقَالَ: مرحبا بمن افتخر به منذ سنين.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قَالَ: أخبرنا أبو الفضل محمد بن يوسف بن ريحان الأمير ببخارى، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي يوسف بن ريحان، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: كان علي ابن المديني يسألني عن شيوخ خراسان، فكنت أذكر له محمد بن سلام فلا يعرفه إلى أن قَالَ لي يوما: يا أبا عبد الله كل من أثنيت عليه فهو عندنا الرضا.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي، قَالَ: سمعت محمد بن محمد بن العباس، يقول: سمعت جدي أحمد بن عبد الله، يقول: سمعت جدي محمد بن يوسف، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني، وربما كنت أغرب عليه.
حَدَّثَنِي عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني لفظا، قَالَ: حدثنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه، قَالَ: حدثنا خلف الخيام، قَالَ: سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف، يقول: سمعت محمد بن إسماعيل غير مرة، يقول: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني، ما سمعت الحديث من في إنسان -[338]- أشهى عندي أن أسمعه من في على.
وَقَالَ إسحاق: حَدَّثَنِي حامد بن أحمد، قَالَ: ذكر لعلي ابن المديني قول محمد بن إسماعيل: ما تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني، فقال: ذروا قوله هو ما رأى مثل نفسه.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي المعدل، قَالَ: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي البخاري، قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حريث، قَالَ: حدثنا أحمد بن سلمة، قَالَ: حَدَّثَنِي فتح بن نوح النيسابوري، قَالَ: أتيت علي ابن المديني، فرأيت محمد بن إسماعيل جالسا عن يمنيه، وكان إذا حدث التفت إليه كأنه يهابه.
حَدَّثَنِي أبو النجيب الأرموي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم الأصبهاني، قَالَ: أَخْبَرَنِي محمد بن إدريس الوراق، قَالَ: حدثنا محمد بن حام، قَالَ: أخبرنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن علي بحديث، فقلت: لا أعرفه، فسروا بذلك، وصاروا إلى عمرو بن علي، فقالوا له: ذاكرنا محمد بن إسماعيل البخاري بحديث فلم يعرفه.
فقال عمرو بن علي: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا أبو نصر محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف بن مطر، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم الوراق، قَالَ: سمعت محمد بن قتيبة، قريب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل، يقول: كنت عند أبي عاصم النبيل فرأيت عنده غلاما فقلت له: من أين أنت؟ قَالَ: من بخارى.
قلت: ابن من؟ فقال: ابن إسماعيل.
فقلت له: أنت قرابتي، فعانقته، فقال لي الرجل في مجلس أبي عاصم: هذا الغلام يناطح الكباش.
-[339]-
أَخْبَرَنِي أبو الوليد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، قَالَ: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الخولاني، قَالَ: حدثنا أبو ذر محمد بن محمد بن يوسف القاضي، قَالَ: سمعت أبا معشر حمدويه بن الخطاب، يقول: لما قدم أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل من العراق قدمته الأخيرة، وتلقاه من تلقاه من الناس، وازدحموا عليه وبالغوا في بره.
فقيل له في ذلك وفيما كان من كرامة الناس وبرهم له.
فقال: فكيف لو رأيتم يوم دخولنا البصرة.
وصف أهل الحجاز والكوفة له
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، قَالَ: حدثنا محمد بن سعيد التاجر، قَالَ: حدثنا محمد بن يوسف، قَالَ: حدثنا محمد بن أبي حاتم، قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل، يقول: كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه، وَقَالَ: هذه أحاديث انتخبها محمد بن إسماعيل من حديثي.
قَالَ محمد بن أبي حاتم: وسمعت حاشد بن عبد الله، يقول: قَالَ لي أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني: محمد بن إسماعيل افقه عندنا وأبصر من ابن حنبل.
فقال رجل من جلسائه: جاوزت الحد.
فقال أبو مصعب: لو أدركت مالكا ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت: كلاهما واحدا في الفقه والحديث.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قَالَ: أخبرنا محمد بن أبي بكر، قَالَ: حدثنا خلف بن محمد، قَالَ: حدثنا أبو عمرو عامر بن المنتجع، قَالَ: حدثنا أحمد بن الضوء، قَالَ: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير، يقولان: ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد، قَالَ: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، قَالَ:

نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 2  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست