responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 16  صفحه : 439
7565 - يوسف بن يحيى أبو يعقوب البويطي المصري الفقيه صاحب الشافعي سَمِعَ: عبد الله بن وهب، ومحمد بن إدريس الشافعي.
روى عَنْهُ: أَبُو إِسْمَاعِيل الترمذي، وإبراهيم بْن إِسْحَاق الحربي، وقاسم بْن المغيرة الجوهري، وَأَحْمَد بْن منصور الرمادي، والقاسم بْن هاشم السمسار.
وكان قد حُمِلَ إلى بغداد فِي أيام المحنة، وأُريدَ عَلَى القول بخلق القرآن فامتنعَ من الإجابة إلى ذَلِكَ، فحُبِسَ ببغداد، ولَم يزل فِي الحبس إلى حين وفاته.
وكان صالِحًا متعبدًا زاهدًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار الإستراباذي ببيت المقدس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الطيبي بإستراباذ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعتُ الربيع هُوَ ابن سُلَيْمَان، قَالَ: سمعتُ أَبَا الوليد بْن أبي الجارود، يَقُولُ: كَانَ أَبُو يعقوب البويطي جاري، قَالَ: فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا سَمِعْتُهُ يقرأ ويصلي.
قَالَ الربيع: كَانَ أَبُو يعقوب أبدًا يُحرك شفتيه بذكر الله، أو نحو ما قَالَ أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن حَكمان الفقيه الهمداني، قَالَ: حدَّثَنِي الفضل بْن الفضل الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن، يعني: ابن مُحَمَّد الرازي، قَالَ: قَالَ الربيع بْن سُلَيْمَان: ما رأيتُ أحدًا أنزع بحجة من كتاب الله تعالى من أبي يعقوب البويطي أَخْبَرَنَا العتيقي، والتنوخي، قالا: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد العزيز البرذعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتِم، قَالَ: فِي كتابي عَن الربيع بْن سُلَيْمَان، قَالَ: كَانَ لأبي يعقوب البويطي من الشافعي منزلة، وكان الرجل ربما يسأله عَن المسألة، فيقول: سل أَبَا يعقوب، فإذا أجابه أخبره، فيقول: هُوَ كما قَالَ، قَالَ: وربما جاء إلى الشافعي رسول صاحب الشرط فيوجه الشافعي أَبَا يعقوب البويطي، ويقول: هذا لساني حدثت عَن أبي أَحْمَد الْحُسَيْن بْن علي التميمي النيسابوري، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، يعني: ابن أَبَا بَكْر بْن خُزيمة، يَقُولُ: سَمِعْتُ سعد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحكم، يَقُولُ: كَانَ الشافعي ربما جاء راكبًا إلى الباب، فيقول: ادع لي محمدًا، فأدعوه فيذهب معه إلى منزله فيبقى عنده ويقيلُ عنده، قَالَ أَبُو بَكْر: وهم أربعة إخوة: عَبْد الحكم، وعبد الرَّحْمَن، وَمُحَمَّد، وسعد، لم نُدرك نحنُ منهم إلا اثنين، وكان مُحَمَّد أعلم من رأيت بِمذهب مالك وأحفظهم لَهُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كنت أتعجب ممن يَقُولُ فِي المسائل لا أدري، قَالَ أَبُو بَكْر: فأمّا الإسناد فلم يكن يحفظه، وكان أعبدهم وأكثرهم اجتهادًا وصلاة سعد بْن عَبْد الله، وكان مُحَمَّد من أصحاب الشافعي وممن يتعلم منه، فوقعت وحشة بينه وبين يوسف بْن يَحْيَى البويطي فِي مرض الشافعي الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَر السكري صديق للربيع، قَالَ: لما مرض الشافعي مرضه الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، جاء مُحَمَّد بْن عَبْد الحكم ينازع البويطي مجلس الشافعي، فقال البويطي: أَنَا أحق بِهِ منك، وقال ابن عَبْد الحكم: أَنَا أحق بِمجلسه منك، فجاء الحميدي وكان فِي تِلْكَ الأيام بِمصر، فقال: قَالَ الشافعي: لَيْسَ أحدٌ أحق بمجلسي من يوسف بْن يَحْيَى، وليس أحد من أصحابي أعلم منه، فقال لَهُ ابن عَبْد الحكم: كذبت، فقال لَهُ الحميدي: كذبت أنت، وكذب أبوك، وكذبت أمك، وغضب ابن عَبْد الحكم فترك مجلس الشافعي، وتقدّم فجلس فِي الطاق الثالث، وترك طاقًا بين مجلس الشافعي ومجلسه، وجلس البويطي فِي مجلس الشافعي فِي الطاق الَّذِي كَانَ يجلس، قَالَ أَبُو بَكْر: وقال لي ابن عَبْد الحكم: كَانَ الحميدي معي فِي الدار نحوًا من سنة، وأعطاني كتاب ابن عُيَيْنَة، ثُمَّ أبوا إلا أن يُوقعوا بيننا ما وقع أَخْبَرَنَا أَبُو سعد إِسْمَاعِيل بْن علي الإستراباذي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحافظ، بنيسابور، قَالَ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب غير مرة، يَقُولُ: رأيتُ أبي فِي المنام، فقال لي: يا بُني، عليك بكتاب الْبُوَيْطي، فليسَ فِي الكتب أقلَّ خطأ منه أَخْبَرَنَا أَبُو نصر الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن طلاب الخطيب، بدمشق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر الزنبري، بِمصر، قَالَ: سمعتُ الربيع بْن سُلَيْمَان، يَقُولُ: كنتُ عِنْدَ الشافعي، أَنَا والمزني، وأبو يعقوب البويطي، فنظر إلينا، فقال لي: أنت تموت فِي الحديث، وقال للمزني: هذا لو ناظره الشيطان قطعه أو جدله، وقال للبويطي: أنت تموت فِي الحديد، قَالَ الربيع: فدخلتُ عَلَى البويطي أيام المحنة فرأيته مقيدًا إلى أنصاف ساقيه، مغلولة يداهُ إلى عنقه أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بْن عثمان بْن يَحْيَى الدقاق، قَالَ: حدَّثَنِي أَحْمَد بْن قاج من لفظه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن حَمدان بْن سُفْيَان الرازي الطرائفي، قَالَ: سمعتُ الربيع بْن سُلَيْمَان المرادي، يَقُولُ: كُنَّا جلوسًا بين يدي الشافعي أَنَا والبويطي والمزني، فنظر إلى البويطي، فقال: ترون هذا؟ إنه لن يموت إلا في حديده، ثم نظر إلى المزني، فقال: ترون هذا؟ أما إنه سيأتي عليه زمان لا يُفسر شيئًا فيخطئه، ثُمَّ نظر إليّ، فقال: أما إنه ما فِي القوم أحدٌ أنفع لي منه، ولوددت أني حشوته العلم حشوًا حَدَّثَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عَبْد العزيز البزاز، إملاء بِهمذان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد الأنْمَاطي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حَمْدان الطرائفي، قَالَ: حَدَّثَنَا الربيع بْن سُلَيْمَان، قَالَ: رأيتُ البويطي عَلَى بَغل فِي عنقه غلٌّ، وفي رجليه قيدٌ، وبين الغل والقيد سلسلة حديد، فيها طوبة وزنَها أربعون رطلا، وهو يَقُولُ: إنّما خلق الله الخلق بكن، فإذا كانت كُن مخلوقة فكأنَّ مخلوقًا خلق مخلوقًا، فوالله لأموتن فِي حديدي هذا حتى يأتي من بعدي قومٌ يعلمون أَنَّهُ قد مات فِي هذا الشأن قومٌ فِي حديدهم، ولئن أدخلت إِلَيْهِ لأصدقنّه، يعني: الواثق قَالَ الربيع: وكتب إليّ من السجن أَنَّهُ ليأتي عليّ أوقات ما أحس بالحديد أَنَّهُ عَلَى بدني حتى تمسه يدي، فإذا قرأتَ كتابي هذا فأحسن خُلقُك مَعَ أهل حلقتك، واستوص بالْغُرباء خاصة خيرًا، فكثيرًا ما كنت أسمع الشافعي يتمثل بِهذا البيت:
أهين لَهم نفسي لكي يُكرمونَها ولا تُكرَم النفسُ التي لا تُهينُها
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الْحَسَن الحَرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، قَالَ: سمعتُ الربيع بْن سُلَيْمَان، يَقُولُ: كتب إليّ أَبُو يعقوب البويطي أن اصبر نفسك للغرباء، وأحسن خُلقك لأهل حلقتك، فإني لَم أزل أسمع الشافعي، يَقُولُ، يكثر أن يتمثل بِهذا البيت:
أهين لَهم نفسي لكي يُكرمونَها ولن تُكرَم النفسُ التي لا تُهينُها
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الإستراباذي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد الطيبي، قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد قلت للربيع سَمِعْتُ البويطي، يَقُولُ: إنّما خلق الله كل شيء بكن، فإن كانت كن مخلوقة فمخلوق خلق مخلوقًا؟ قَالَ: نعم أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن يونس بْن عَبْد الأعلى الْمِصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: يوسف بْن يَحْيَى أَبُو يعقوب البويطي كَانَ من أصحاب الشافعي، وكان متقشفًا، حُمِلَ من مصر أيام الفتنة والمحنة بالقرآن إلى العراق، فأرادوه عَلَى الفتنة فامتنع، فسجن ببغداد وقُيد وأقام مسجونًا إلى أن تُوُفِّيَ فِي السجن والقيد ببغداد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وقد كُتب عَنْهُ شيء يسير أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن نُصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان الحضرمي، قَالَ: سنة إحدى وثلاثين ومائتين فيها مات البويطي قلت: هذا القول فِي وفاته أصح، وقد ذكره هكذا غيرُ واحد أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المظفر، قَالَ: قَالَ عَبْد الله بْن مُحَمَّد البغوي.
وأنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن غالب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْن هارون، قَالَ: مات أَبُو يعقوب البويطي فِي رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين قَالَ مُوسَى: وشهدتُ جنازته، حبس فِي القرآن فلم يُجب.

نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 16  صفحه : 439
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست