responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 16  صفحه : 359
ذكر من اسمه يعقوب

7510 - يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة
كوفي، سمع: أبا إسحاق الشيباني، وسليمان التيمي، ويحيى بن سَعِيد الأنصاري، وسليمان الأعمش، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر العمري، وحنظلة بن أبي سفيان، وعطاء بن السائب، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وحجاج بن أرطاة، والحسن بن دينار، وليث بن سعد، وأيوب بن عتبة.
روي عنه: محمد بن الحسن الشيباني، وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعمرو بن محمد الناقد، وأحمد بن منيع، وعلي بن مسلم الطوسي، وعبدوس بن بشر، والحسن بن شبيب في آخرين.
وكان قد سكن بغداد، وولاه موسى بن المهدي القضاء بِها، ثم هارون الرشيد من بعده، وهو أول من دُعِيَ بقاضي القضاة في الإسلام.
(4742) -[16: 359] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُوسُ بْنُ بِشْرٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ "
-[360]-
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الفضل الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: قلتُ لأبي: حَدَّثَنَا عمرو الناقد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يوسف القاضي يعقوب بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام بْن عروة، عَن أَبِيهِ، أن عَبْد الله بْن جَعْفَر أتى الزبير بْن العوام، فقال: إني اشتريتُ كذا وكذا، وأن عليًّا يريدُ أن يأتي أمير المؤمنين عثمان، فذكر حديث الحجر، فقال عثمان: كيف أحجر عَلَى رَجُل فِي بيع شريكه فِيه الزبير؟ فقال أبي: لَمْ نسمع هذا إلا من حديث أبي يوسف القاضي.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن علي الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمر بْن إِبْرَاهِيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُكرم بْن أَحْمَد، قَالَ: قَالَ مُحَمَّد بْن خلف بْن حَيَّان بْن صدقة المقرئ: أبو يوسف يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن سعد بْن بُجير بْن مُعَاويَة، وأم سعد حبْتة بِنْت مالك من بني عمرو بْن عوف، وسعد ابْن حبتة من أصحاب النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فيمن عُرِض عَلَى رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد مَعَ رافع بْن خديج، وابن عُمَر
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: وأَبُو يوسف يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن سعد ابْن حبتة الْأنْصَارِيّ، وكان، يعني: سعدًا، فيمن عُرض عَلَى النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد فاستصغره، وحبيب بْن سعد أخو النعمان بْن سعد الَّذِي يروي عَن عَلِيّ بْن أبي طالب، وحبتة أمه، وهو سعد بْن بُجير بْن مُعاوية بْن قُحافة بْن بُليل بْن سدوس بْن عَبْد مناف بْن أبي أسامة بْن سحمة بْن سعد بْن عَبْد الله بْن قُدار بْن ثعلبة بْن مُعَاويَة بْن زيد بْن العوذ بْن بجيلة، وأم سعد حبتة بِنْت مالك من بني عمرو بْن عوف
-[361]-
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْد الله مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن كامل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن القاسم البرتي، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن الوليد، قَالَ: سمعتُ أَبَا يوسف يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد بْن حبتة القاضي.
قَالَ ابن كامل: هُوَ قاضي مُوسَى الهادي وهارون الرشيد ببغداد.
وقال: ولم يختلف يَحْيَى بْن معين، وَأَحْمَد بْن حنبل، وعلي ابْن الْمَدِينِيّ فِي ثقته فِي النقل، قَالَ: وهو أول من خوطب بقاضي القضاة، وكان استخلفَ ابنه يوسف عَلَى الجانب الغربي، فأقرَّه الرشيد عَلَى عمله، وولى قضاء القضاة بعد موت أبي يوسف أَبَا البختري وهب بْن وهب الْقُرَشِيّ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد الأسدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الدامغاني الفقيه، قَالَ: سمعتُ أَبَا جَعْفَر الطحاوي، يَقُولُ: مولد أبي يوسف سنة ثلاث عشرة ومائة أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بْن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الصمد بْن عُبَيْد الله، عَن عَلِيّ بْن حرملة التيمي، عَن أبي يوسف، قَالَ: كنتُ أطلبُ الحديث والفقه وأنا مقل رث الحال، فجاء أبي يومًا وأنا عِنْدَ أبي حنيفة، فانصرفتُ معه، فقال: يا بني لا تمدن رجلك مَعَ أبي حنيفة، فإن أَبَا حنيفة خبزه مشوي، وأنت تحتاج إلى المعاش، فقصرت عَن كثير من الطلب، وآثرت طاعة أبي، فتفقدني أَبُو حنيفة وسأل عني، فجعلتُ أتعاهد مجلسه، فلما كَانَ أول يوم أتيته بعد تأخري عَنْهُ، قَالَ لي: ما شغلك عنَّا؟ قلت: الشغل بالمعاش، وطاعة والدي، فجلست فلما انصرف الناس دفع إلي صرة، وقال: استمتع بِهذه، فنظرتُ فإذا فيها مائة درهم، فقال لي: الزم الحلقة، وإذا نفدت هذه فأعلمني، فلزمتُ الحلقة فلما مضت مدة يسيرة دفع إلي مائة أخرى، ثُمَّ كَانَ يتعاهدني وما أعلمته بخلة قط ولا أخبرته بنفاد شيء، وكان كأنه يُخبر بنفادها حتى استغنيتُ وتموَّلتُ -[362]- وحكي: أن والد أبي يوسف مات وخلف أَبَا يوسف طفلا صغيرًا، وأنّ أمه هِيَ التي أنكرت عَلَيْهِ حُضوره حلقة أبي حنيفة، كذلك أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أبي بَكْر، قَالَ: ذكر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش أن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن السامي أخبرهم بهراة، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الجعد، قَالَ: أَخْبَرَنِي يعقوب بْن إِبْرَاهِيم أَبُو يوسف القاضي، قَالَ: تُوُفِّيَ أبي إِبْرَاهِيم بْن حبيب وخلَّفني صغيرًا فِي حجر أمي، فأسلمتني إلى قصَّار أخدمه، فكنتُ أدع القصار وأمرُّ إلى حلقة أبي حنيفة فأجلس أستمع، فكانت أمي تجيء خلفي إلى الحلقة، فتأخذ بيدي وتذهب بي إلى القصار، وكان أَبُو حنيفة يعنى بي لما يرى من حضوري وحرصي عَلَى التعلم، فلما كثر ذَلِكَ عَلَى أمي وطال عليها هربي، قَالَتْ لأبي حنيفة: ما لِهذا الصبي فسادٌ غيرك، هذا صبي يتيم لا شيء لَهُ، وإنما أطعمه من مغزلي، وآمل أن يكسب دانقًا يعود بِهِ عَلَى نفسه، فقال لَهَا أَبُو حنيفة: مُري يا رعناء هذا هُوَ ذا يتعلم أكل الفالوذج بدهن الفستق، فانصرفت عَنْهُ، وقالت لَهُ: أنت شيخٌ قد خرفت وذهب عقلك، ثُمَّ لزمته فنفعني الله بالعلم، ورفعني حتى تقلدت القضاء، وكنت أجالس الرشيد وآكل معه عَلَى مائدته، فلما كَانَ فِي بعض الأيام قدم إلي هارون فالوذجة، فقال لي هارون: يا يعقوب كل منه فليس فِي كل يوم يُعمل لنا مثلها، فقلتُ: وما هذه يا أمير المؤمنين؟ فقال: هذه فالوذجة بدهن الفستق، فضحكتُ، فقال لي: مم ضحكت؟ فقلتُ: خيرًا، أبقى الله أمير المؤمنين، قَالَ: لتخبرني وألحّ علي، فخبرته بالقصة من أولها إلى آخرها، فعجب من ذَلِكَ، وقال: لعمري إن العلم ليرفعُ، وينفع دينًا ودنيا، وترحم عَلَى أبي حنيفة، وقال: كَانَ ينظرُ بعين عقله ما لا يراهُ بعين رأسه.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عمرو الحريري: -[363]- أنّ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي، أخبرهم، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن خازم، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبيد بْن مُحَمَّد، قال: سمعتُ عُمَر بْن حماد، يَقُولُ: سمعتُ أَبَا يوسف، يَقُولُ: ما كَانَ فِي الدُّنْيَا أحب إليّ من مجلس أجلسه مَعَ أبي حنيفة، وابن أبي ليلى، فإني ما رأيتُ فقيهًا أفقه من أبي حنيفة، ولا قاضيًا خيرًا من ابن أبي ليلى وقال النخعي: سمعتُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق البكائي، يَقُولُ: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن حماد بْن أبي حنيفة، يَقُولُ: كَانَ أصحابُ أبي حنيفة عشرة: أَبُو يوسف، وزُفَر، وأسد بْن عمرو البجلي، وعافية الأودي، وداود الطائي، والقاسم بْن معن المسعودي، وعلي بْن مسهر، ويحيى بْن زكريا بْن أبي زائدة، وحبان، ومندل ابنا علي العنزي.
ولَمْ يكن فيهم مثل أبي يوسف، وزُفر.
وقال النخعي: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عمار بْن أبي مالك، قَالَ: سمعتُ عمار بْن أبي مالك، يَقُولُ: ما كَانَ فيهم مثل أبي يوسف، لولا أَبُو يوسف ما ذكر أَبُو حنيفة، ولا ابن أبي ليلى، ولكنه هُوَ نشرَ قولهما، وبث علمهما.
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: وأبو يوسف مشهور الأمر، ظاهر الفضل، وهو صاحب أبي حنيفة، وأفقه أهل عصره، لم يتقدمه أحد فِي زمانه، وكان النهاية فِي العلم والحكم، والرياسة والقدر، وأولُ من وضع الكتب فِي أصول الفقه عَلَى مذهب أبي حنيفة، وأملى المسائل ونشرها، وبث علم أبي حنيفة فِي أقطار الأرض
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أبي علي الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ذر أَحْمَد بْن علي بْن مُحَمَّد الإستراباذي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منصور الدامغاني الفقيه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سلامة الْأزْدِيّ الطحاوي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن أبي ثَوْر الرعيني المعروف بابن عبدون قاضي إفريقية، قَالَ: حدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن عمران، قَالَ: حدَّثَنِي أسد بْن فُرات، قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن الْحَسَن، يَقُولُ: مرض أَبُو يوسف فِي زمن أبي حنيفة مرضًا -[364]- خيف عَلَيْهِ منه، قَالَ: فعاده أَبُو حنيفة ونحنُ معه، فلما خرج من عنده وضع يديه عَلَى عتبة بابه، وقال: إن يمت هذا الفتى فإنه أعلمُ من عليها، وأومأ إلى الأرض أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن علي المعدل، قل: أَخْبَرَنَا القاضي عَبْد الله بْن مُحَمَّد الأسدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الدامغاني الفقيه، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الطحاوي، قال: حَدَّثَنَا ابن أبي عمران، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن الوليد، قَالَ: سمعتُ أَبَا يوسف، يَقُولُ: سألني الأعمش عَن مسألة فأجبته فيها، فقال لي: من أَيْنَ قُلت هذا؟ فقلتُ: لحديثك الَّذِي حدثتناهُ أنت، ثُمَّ ذكرتُ لَهُ الحديث.
فقال لي: يا يعقوب، إني لأحفظُ هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك فما عرفت تأويله حتى الآن أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عثمان بْن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حُبيش البغوي الشاهد، قَالَ: حدَّثَنِي جَعْفَر بْن ياسين، قَالَ: كنت عِنْدَ المزني، فوقف عَلَيْهِ رَجُل فسأله عَن أهل العراق، فقال لَهُ: ما تَقُولُ فِي أبي حنيفة؟ فقال: سيدهم، قَال: فأبو يوسف؟ قَالَ: أتبعهم للحديث، قَالَ: فمحمد بْن الْحَسَن؟ قَالَ: أكثرهم تفريعًا، قَالَ: فزُفر؟ قَالَ: أحدّهم قياسًا أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عمرو الحريري، أنّ عَلِيّ بْن مُحَمَّد النخعي حدثهم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خازم عَبْد الحميد بْن عَبْد العزيز، عَن بَكْر العمي، عَن هلال بْن يَحْيَى، قَالَ: كَانَ أَبُو يوسف يحفظ التفسير والمغازي وأيام العرب، وكان أقل علومه الفقه وقال النخعي: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل الطلحي، عَن أَبِيهِ، عَن عُمر بن حماد بْن أبي حنيفة، عَن أَبِيهِ، قَالَ: رأيتُ أَبَا حنيفة يومًا وعن يمينه أَبُو يوسف، وعن يساره زُفَر، وهما يتجادلان فِي مسألة، فلا يَقُولُ أَبُو يوسف قولا إلا أفسده زُفَر، ولا يَقُولُ زُفَر قولا إلا أفسده أَبُو يوسف إلى وقت الظهر، -[365]- فلما أذن المؤذن رفع أَبُو حنيفة يده فضربَ بِهَا عَلَى فخذ زُفَر، وقال: لا تطمعُ فِي رياسة ببلدة فيها أَبُو يوسف، قَالَ: وقضى لأبي يوسف عَلَى زُفَر.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي البادا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن حميد بْن الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن الربيع، قَالَ: سمعتُ الفضل بْن مقاتل الخراساني، ذكر عَن عَبْد الرزاق بْن هَمَّام الصنعاني، قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن عمارة، يَقُولُ: رأيتُ أَبَا يوسف وزُفَر يومًا افتتحا مسألة عِنْدَ أبي حنيفة من حين طلعت الشمس إلى أن نودي بالظهر، فإذا قضى لأحدهما عَلَى الآخر، قَالَ لَهُ الآخر: أخطأت ما حجَّتك؟ فيخبره حتى كَانَ آخر ذَلِكَ أن قضى لأبي يوسف عَلَى زُفَر حين نودي بالظهر.
فقام أَبُو يوسف، قَالَ: فضرب أَبُو حنيفة عَلَى فخذ زُفر، وقال: لا تطمعن فِي الرياسة بأرض يكون هذا بِهَا أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري عَلِيّ بْن عمرو، أن عَلِيّ بْن مُحَمَّد النخعي حدثهم، قَالَ: حَدَّثَنَا نجيح، يعني: ابن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن كرامة، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ وكيع يومًا فقال رَجُل: أخطأ أَبُو حنيفة، فقال وكيع: كيف يقدرُ أَبُو حنيفة يُخطئ ومعه مثل أبي يوسف، وزُفر فِي قياسهما، ومثل يَحْيَى بْن أبي زائدة، وحفص بْن غياث، وحبان، ومندل فِي حفظهم الحديث، والقاسم بْن معن فِي معرفته باللغة العربية، وداود الطائي، وفُضيل بْن عياض فِي زهدهما وورعهما؟ من كَانَ هَؤُلَاءِ جلساؤه لم يكد يُخطئ؛ لأنه إن أخطأ ردوه.
وقال النخعي: حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن بُهلول، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بْن مُحَمَّد البجلي، قَالَ: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن حماد بْن أبي حنيفة، يَقُولُ: قَالَ أَبُو حنيفة يومًا: أصحابنا هَؤُلَاءِ ستة وثلاثون رجلا، منهم ثَمانية وعشرون يصلحون للقضاء، ومنهم ستة يصلحون للفتوى، ومنهم اثنان يصلحان يؤدبان القضاة وأصحاب الفتوى، وأشار إلى أبي يوسف وزفر
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن الْحَسَن الحرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو -[366]- الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يعقوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الجهم، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عُمرَ بْن حماد بْن أبي حنيفة: كَانَ أَبُو حنيفة حسن الفراسة، فقال لداود الطائي: أنت رجلٌ تتخلى للعبادة، وقال لأبي يوسف: تميلُ إلى الدُّنْيَا، وقال لزفر، وغيره كلامًا، فكان كما قَالَ
وقال ابن السماك فِي كلامه: لا أقولُ إن أَبَا يوسف مجنون، ولو قلت ذاك لم يقبل مني، ولكنه رَجُل صارع الدُّنْيَا فصرعته.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مخلد الوراق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى بْن عُروة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى النديم، قَالَ: حَدَّثَنَا عون بْن مُحَمَّد، قَالَ: حدثنا طاهر بْن أبي أَحْمَد الزبيري، قَالَ: كَانَ رَجُل يجلس إلى أبي يوسف فيطيل الصمت، فقال لَهُ، أَبُو يوسف: ألا تتكلم؟ فقال: بلى، مَتَى يفطر الصائم؟ قَالَ: إذا غابت الشمس، قَالَ: فإن لم تغب إلى نصف الليل؟ قَالَ: فضحك أَبُو يوسف، وقال: أصبت فِي صمتك، وأخطأت أَنَا فِي استدعاء نُطقك، ثُمَّ تمثل:
عجبتُ لإزراء العَييِّ بنفسه وصمت الَّذِي قد كَانَ بالقول أعلما
وفي الصمت ستر للعَيي وإنّما صحيفة لب المرء أن يتكلما
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زياد النقاش، أن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل أخبرهم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي، قَالَ: سمعتُ أَبَا يوسف القاضي، يَقُولُ: صحبة من لا يَخشى العارَ عارٌ يوم القيامة
وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر النقاش أنَّ عَبْد الله بْن أَحْمَد أخبره، عَن أَبِيهِ، قَالَ: سمعتُ أَبَا يوسف القاضي، يَقُولُ: رءوس النعم ثلاثة: فأولها نعمة الْإسْلَام التي لا تتم نعمة إلا بِهَا، والثانية نعمة العافية التي لا تطيبُ الحياة إلا بِهَا، والثالثة نعمة الغنى التي لا يتمُ العيش إلا بِهَا، فأعجبني ذَلِكَ
-[367]-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أبي القاسم الأزرق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن المقرئ، أن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن السامي أخبرهم بِهراة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن الجعد، قَالَ: سمعتُ قاضي القضاة، يعني: ابن أَبَا يوسف، يَقُولُ: العلمُ شيء لا يُعطيك بعضه حتى تُعطيه كُلَّك، وأنت إذا أعطيته كُلَّك من إعطائه البعض عَلَى غَرَرٍ
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن الخليل الجلاب، قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم الحربي: قَالَ أَبُو يوسف: من أراد أن يتعلم الرأي فليأكل خبزًا وبُنًّا حتى يحرق كبده، ولا يأكل التين والعنب، قَالَ: إِبْرَاهِيم: وقال: من نَظرَ فِي الرأي ولَم يل القضاء فقد خَسِر الدُّنْيَا والآخرةف ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُق
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر ابْن الأنباري، قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّد بْن المرزبان، قَالَ: حَدَّثَنَا العلاء بْن مَسْعُود، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: كَانَ أَبُو يوسف راكبًا وغلامه يعدو وراءه، فقال لَهُ رَجُل: أتستحل أن يعدو غلامك لِم لا تركبه؟ فقال لَهُ: أيجوز عندك أن أسلم غلامي مُكاريًا؟ قَالَ: نعم.
قَال: فيعدو معي كما يعدو لو كَانَ مكاريًا
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر التميمي، بالكوفة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الْحَسَن بْن مُحَمَّد، قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بْن أبي عُثمان عَن يَحْيَى بْن عَبْد الصمد، قَالَ: خُوصم مُوسَى أمير المؤمنين إلى أبي يوسف فِي بُستانه فكان الحكم فِي الظاهر لأمير المؤمنين، وكان الأمرُ عَلَى خِلاف ذَلِكَ.
فقال أمير المؤمنين لأبي يوسف: -[368]- ما صنعت فِي الأمر الَّذِي يُتنازع إليك فِيهِ؟ قَالَ: خصم أمير المؤمنين يسألني أن أُحَلِّفَ أمير المؤمنين أن شهوده شَهِدوا عَلَى حق، فقال لَهُ مُوسَى: وترى ذَلِكَ؟ قَالَ: قد كَانَ ابن أبي ليلى يراهُ، قَالَ: فاردد البستان عَلَيْهِ، وإنّما احتالَ عَلَيْهِ أَبُو يوسف
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عُمَر بْن رَوْح النهرواني، وَمُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الجازري، قَالَ أَحْمَد: أَخْبَرَنَا وقال مُحَمَّد: حَدَّثَنَا، المعافى بْن زكريا الجريري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي الأزهر، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن إِسْحَاق الْمَوْصِليّ، قَالَ: حدَّثَنِي أبي، قَالَ: حدَّثَنِي بشر بْن الوليد، وسألته من أَيْنَ جاء؟ قَالَ: كنتُ عِنْدَ أبي يوسف يعقوب بْن إِبْرَاهِيم القاضي وكنا فِي حديث ظريف، قَالَ: فقلتُ لَهُ حدَّثَنِي بِهِ، فقال: قَالَ لي يعقوب: بينا أَنَا البارحة قد أويت إلى فراشي، فإذا داقٌّ يدق الباب دقًّا شديدًا، فأخذت علي إزاري، وخرجتُ فإذا هُوَ هرثمة بْن أعين، فسلمت عَلَيْهِ، فقال: أجب أمير المؤمنين، فقلت: يا أَبَا حاتِم لي بك حرمة، وهذا وقت كما ترى ولست آمن أن يكون أمير المؤمنين دعاني لأمر من الأمور، فإن أمكنك أن تدفعَ بذلك إلى غد؛ فلعله أن يحدُث لَهُ رأي، فقال: ما لي إلى ذَلِكَ سبيل، قلت: كيف كَانَ السبب؟ قَالَ: خرج إلي مسرور الخادم فأمرني أن آتي بك أمير المؤمنين، فقلت: تأذن لي أصب عليّ ماء وأتحنَّط، فإن كَانَ أمرٌ من الأمور كنت قد أحكمتُ شأني، وإن رَزَقَ الله العافية فلن يضر فأذن لي، فدخلتُ فلبستُ ثيابًا جددًا، وتطيبتُ بما أمكنَ من الطيب، ثُمَّ خرجنا، فمضينا حتى أتينا دار أمير المؤمنين الرشيد، فإذا مسرور واقف، فقال لَهُ هرثمة: قد جئت بِهِ؟ فقلت لمسرور: يا أَبَا هاشم خدمتي وحُرمتي وميلي، وهذا وقت ضيق فتدري لم طلبني أمير المؤمنين؟ قَالَ: لا، قلت: فمن عنده؟ قَالَ: عيسى بْن جَعْفَر، قلت: ومن؟ قَالَ: ما عنده ثالث، قَالَ: مر فإذا صرت إلى الصحن فإنه فِي الرواق وهو ذاك جالس، فحرك -[369]- رجلك بالأرض، فإنه سيسألك، فقل: أَنَا، فجئت ففعلت، فقال: من هذا؟ قلت: يعقوب، قَالَ: ادخل، فدخلتُ فإذا هُوَ جالسٌ، وعن يمينه عيسى بْن جَعْفَر، فسلمت فرد علي السلام، وقال: أظننا رَوَّعْنَاك.
قلت: إي، والله، وكذلك من خلفي، قَالَ: اجلس، فجلستُ حتى سكن رَوْعِي، ثُمَّ التفت إليّ، فقال: يا يعقوب تدري لم دعوتُك؟ قلت: لا، قَالَ: دعوتُك لأشهدك عَلَى هذا أن عنده جارية سَأَلْتُهُ أن يهبها لي فامتنعَ، وسألته أن يبيعنيها فأبَى، والله لئن لَم يفعل لأقتلنه، قَالَ: فالتفت إلى عيسى، وقلت: وما بلغ الله بجارية تمنعها أمير المؤمنين وتنزل نفسك هذه المنزلة؟ قَالَ: فقال لي: عجَّلت علي فِي القول قبل أن تعرف ما عندي؟ قلت: وما فِي هذا من الجواب؟ قَالَ: إن عليّ يمينًا بالطلاق والعتاق وصدقة ما أملك أن لا أبيع هذه الجارية، ولا أهبها، فالتفت إليّ الرشيد، فقال: هَلْ لَهُ فِي ذَلِكَ من مخرج؟ قلت: نعم، قَالَ: وما هُوَ؟ قلت: يَهَب لك نصفها ويبيعك نصفها، فتكون لم تُبَع ولم تُهب، قَالَ عيسى: ويجوز ذَلِكَ؟ قلتُ: نعم، قَالَ: فأشهدك أني قد وهبتُ لَهُ نصفها وبعته النصف الباقي بمائة ألف دينار، فقال: الجارية، فأتي بالجارية وبالمال، فقال: خُذها يا أمير المؤمنين، بارك الله لك فيها، قَالَ: يا يعقوب بقيت واحدة، قلت: وما هِيَ؟ قَالَ: هِيَ مملوكة ولا بد أن تستبرأ ووالله إن لَمْ أبت معها ليلتي إني أظن أن نَفسي ستخرج، قلت: يا أمير المؤمنين تعتقها وتتزوجها، فإن الحرة لا تستبرأ، قَالَ: فإني قد أعتقتها، فمن يزوجنيها؟ قلت: أَنَا، فدعا بِمسرور وحُسين، فخطبتُ وحمدت الله ثُمَّ زوجته عَلَى عشرين ألف دينار، ودعا بالمال فدفعه إليها، ثُمَّ قَالَ لي: يا يعقوب انصرف، ورفع رأسه إلى مسرور، فقال: يا مسرور، قَالَ: لبيك يا أمير المؤمنين، قَالَ: احمل إلى يعقوب مائتي ألف درهم، وعشرين تختًا ثيابًا، فحُمل ذَلِكَ معي، قَالَ: فقال بشر بْن الوليد: -[370]- فالتفت إلى يعقوب، فقال: هَلْ رأيت بأسًا فيما فعلت؟ قلت: لا، قَالَ: فخذ منها حقك.
قلت: وما حقي، قَالَ: الْعُشر، قَالَ: فشكرته، ودعوتُ لَهُ، وذهبت لأقوم، فإذا بعجوز قد دخلت، فقالت: يا أَبَا يوسف بنتك تُقرئك السلام، وتقول لك: والله ما وصل إليّ فِي ليلتي هذه من أمير المؤمنين إلا المهر الَّذِي قد عرفته، وقد حملت إليك النصف منه، وخلفت الباقي لما أحتاج إِلَيْهِ، فقال: رديه، فوالله، لا قبلتها، أخرجتها من الرق، وزوجتها أمير المؤمنين وترضى لي بِهذا، فلم نَزل نطلب إِلَيْهِ أَنَا وعمومتي حتى قبلها، وأمر لي منها بألف دينار

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَازِرِيُّ، قَالَ أَحْمَدُ: أَخْبَرَنَا وَقَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا، الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الدِّيبَاجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْيُوسُفِيُّ: أَنَّ أُمَّ جَعْفَرٍ كَتَبَتْ إِلَى أَبِي يُوسُفَ: مَا تَرَى فِي كَذَا؟ وَأَحَبُّ الأَشْيَاءِ إِلَيَّ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ فِيهِ كَذَا، فَأَفْتَاهَا بِمَا أَحَبَّتْ، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِحُقِّ فِضَّةٍ فِيهِ حِقَاقُ فِضَّةٍ مُطْبَقَاتٍ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ لَوْنٌ مِنَ الطِّيبِ، وَفِي جَامِ دَرَاهِمَ وَسَطُهَا جَامٌ فِيهِ دَنَانِيرُ، فَقَالَ لَهُ جَلِيسٌ لَهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ فَجُلَسَاؤُهُ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا "، فَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: ذَاكَ حِينَ كَانَتْ هَدَايَا النَّاسِ التَّمْرَ وَاللَّبَنَ
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الصَّائِغَ أَخْبَرَهُمْ، بِمَكَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي، وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِمْ، فَوَافَقَتْهُ هَدِيَّةٌ مِنْ أُمِّ جَعْفَرٍ احْتَوَتْ عَلَى تُخُوتٍ دَيْبَقِيٍّ، وَمُصْمَتٍ، وَشُرْبٍ، وَطِيبٍ، وَتَمَاثِيلَ نِدٍّ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَذَاكَرَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[371]- " مَنْ أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ جُلُوسٌ فَهُمْ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا "، فَسَمِعَهُ أَبُو يُوسُفَ، فَقَالَ لَهُ: أَبِيَّ تُعَرِّضُ؟ ذَلِكَ إِنَّمَا قَالَهُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْهَدَايَا يَوْمَئِذٍ الأَقِطُ وَالتَّمْرُ وَالزَّبِيبُ، وَلَمْ تَكُنِ الْهَدَايَا مَا تَرَوْنَ، يَا غُلامُ، شِلْ إِلَى الْخَزَائِنِ أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عمرو الحريري، أن عَلِيّ بْن مُحَمَّد النخعي حدثهم، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق، عَن بشر بْن غياث، قَالَ: سمعتُ أَبَا يوسف، يَقُولُ: صحبتُ أَبَا حنيفة سبع عشرة سنة، ثُمَّ قد انصبَّت علي الدُّنْيَا سبع عشرة سنة، فما أظن أجلي إلا وقد قَرُب، قَالَ: فما كَانَ إلا شهورًا حتى مات.
وقال النخعي: حَدَّثَنَا أَبُو عمرو القزويني، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بْن الحكم العرني، قَالَ: سمعتُ أَبَا يوسف عِنْدَ موته، يَقُولُ: يا ليتني متُّ عَلَى ما كنتُ عَلَيْهِ من الفقر، وأني لَمْ أدخل فِي القضاء عَلَى أني ما تعمدت بِحمد الله ونعمته جورًا، ولا حابيت خَصْمًا عَلَى خَصْم من سُلطان ولا سُوقة أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد الله المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بكران الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى الصوفي، قَالَ: سمعتُ عثمان بْن حكيم، يَقُولُ: إني لأرجو لأبي يوسف فِي هذه المسألة، رُفع إلى هارون زنديقٌ، فدعا أَبَا يوسف يكلمه، فقال لَهُ هارون: كلمه وناظره، فقال لَهُ: يا أمير المؤمنين ادع بالسيف والنطع، وأعرض عَلَيْهِ الْإسْلَام فإن أسلم وإلا فاضرب عُنقه، هذا لا يناظر، وقد ألحد فِي الْإسْلَام
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الجلاب، قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم الحربي: تدري أيش قَالَ أَبُو يوسف، وكان من عقلاء الناس؟ قَالَ: لا تطلب الحديث بكثرة الرّواية

نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 16  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست