responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 16  صفحه : 306
7449 - يحيى بن معاذ أبو زكريا الرازي الواعظ سَمِعَ: إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وعلي بن محمد الطنافسي.
روى عنه: الغرباء من أهل الري، وَهَمَذان، وخراسان، أحاديث مُسْنَدة قليلة.
وكان قد انتقل عن الري فسكن نيسابور إلى أن مات بِها، وقدم بغداد، واجتمع إليه بِها مشايخ الصوفية.
فأَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن علي القصري، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي، قَالَ: بلغني أن يَحْيَى بْن معاذ قدم إلى بغداد فاجتمعَ إِلَيْهِ النساك، ونصبوا لَهُ منصة وأقعدوه عليها، وقعدوا بين يديه يتحاورون، فتكلم الجنيد، فقال لَهُ يَحْيَى: اسكت يا خروف، ما لك وللكلام إذا تكلم الناس؟ قَالَ: وكان ليحيى بْن معاذ أخٌ، يُقالُ لَهُ: إِسْمَاعِيل بْن معاذ، وكان صاحب أدب وشعر ومجالسة للملوك، وكانت لَهُ امْرَأَة يُقال لَهَا: فاطمة أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَلُّويه، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معاذ، يَقُولُ: من لَمْ يكن ظاهره مَعَ العوام فضة، ومع المريدين ذهبًا، ومع العارفين المقربين دُرًّا وياقوتًا فليس من حُكماء الله المريدين قَالَ: وسمعتُ يَحْيَى، يَقُولُ: أحسن شيء كلام صحيح، من لسان فصيح، فِي وجه صبيح، كلام رقيق، يُستخرج من بحر عميق، عَلَى لسان رَجُل رفيق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلان الوراق، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْهَرَويّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاق مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الوكيل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن محمود السمرقندي، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معاذ الرازي، يَقُولُ: الكلام الْحَسَن حسن، وأحسن من الكلام معناهُ، وأحسن من معناهُ استعماله، وأحسن من استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رضى من يعمل بِهِ قَالَ: وسمعتُ يَحْيَى، يَقُولُ: إلهي، حُجتي حاجتي، وعدتي فاقتي، وسيلتي إليك نعمتك عليّ، وشفيعي لديك إحسانُك إليّ.
سمعتُ أَبَا سعد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن المثنى الإستراباذي، ببيت المقدس، يَقُولُ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: سمعتُ الْحَسَن بْن علويه، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ، يَقُولُ: إلهي، أعلم أن لا سبيل إليك إلا بفضلك، ولا انقطاع عنك إلا بُعْد لك، إلهي كيف أنساك وليس لي رب سواك؟ إلهي لا أقول لا أعود، لا أعود لأني أعرف من نفسي نقض العهود، لكني أقول لا أعود، لعلي أموت قبل أن أعود قَالَ وسمعتُ يَحْيَى، يَقُولُ: عملٌ كالسراب، وقلبٌ من التقوى خراب، وذنوبٌ بعدد الرمل والتراب، ثُمَّ نطمعُ فِي الكواعب الأتراب، هيهات أنت سكران بغير شراب، ما أكملك لو بادرت أملك، ما أجلك لو بادرت أجلك، ما أقواك لو خالفت هواك.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْم، قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله المقرئ، يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَسْعُود البذشي، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ، يَقُولُ: الكيِّس من فِيهِ ثلاث خِصَال: من بادر بعمله، وسوّف بأمله، واستعدَّ لأجله أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم بكران بْن الطيب بْن الْحَسَن السقطي، بجرجرايا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد المفيد، قَالَ: حَدَّثَنَا السري بْن سهل الرازي، بِمصر، قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ الرازي، يَقُولُ: ما صحت إرادة رَجُل قط فمات حتى حنَّ إلى الموت، واشتهاه اشتهاء الجائع الطعام؛ لارتداف الآفات، واستيحاشه من الأهل والإخوان، ووقوعه فيما يتحير فِيهِ صريح عقله أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن المثنى، قَالَ: سمعتُ أبي، يَقُولُ: سمعتُ الْحَسَن بْن علويه، يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن مُعاذ: كل مريد لم يحول نفسه عَن لذاذة الدُّنْيَا فقد صار ضحكة للشيطان، وعجبتُ من قوم باعوا ربهم بشهوات أنفسهم، ورفضوا آخرتِهم بدنياهم، وطرحوا دينهم، ورفعوا طيهم، كلاب الأماني كأنَّهم لا يؤمنون بيوم الحساب أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَان سَعِيد بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الْقُرَشِيّ الْهَرَويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بْن أسفندياذ الدامغاني الشيخ الصالِح بدامغان، قَالَ: سمعتُ الْحَسَن، يعني: ابن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن سلام الدامغاني المعروف بالحسن بْن علويه الواعظ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معاذ الرازي، يَقُولُ: ومن لي بمثل ربي؟ إن أدبرتُ ناداني، وإن أقبلتُ ناجاني، وإن دعوتُ لبَّاني، حسبي ربي، وأنشأ يَقُولُ:
حسبي حياةُ الله من كل مَيت وحسبي بقاءُ الله من كل هالكِ
إذا ما لقيتُ الله عني راضيًا فإن سرورَ النفس فيما هنالك
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العبدوي، بنيسابور، قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن أبي إِسْمَاعِيل العلوي، يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن مُعاذ الرازي، يَقُولُ: كيف أمتنعَ بالذنب من الدعاء، ولا أراكَ تمتنعُ بذنبي من العطاء؟ وَأَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي، قَالَ: سمعتُ منصور بْن عَبْد الوهاب، يَقُولُ: قَالَ أَبُو عمرو مُحَمَّد بْن أَحْمَد الصرام: دخل يَحْيَى بْن معاذ الرازي عَلَى علوي ببلخ زائرًا لَهُ ومُسلِّمًا عَلَيْهِ، فقال العلوي ليحيى: أيَّد الله الأستاذ، ما يَقُولُ فينا أهل البيت؟ قَالَ: ما أقول فِي طين عُجن بماء الوحي، وغرس غُرس بماء الرسالة، فهل يفوحُ منهما إلا مسك الْهُدى، وعَنْبَر التقى، قَالَ: فحشا العلوي فاه بالدر، ثُمَّ زاره من الغد، فقال يَحْيَى بْن مُعاذ: إن زُرْتَنا فبفضلك، وإن زُرْنَاك فلفضلك، فلك الفضلُ زائرًا ومَزورًا أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عيسى بْن عَبْد العزيز البزاز بِهمذان، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد القزويني، قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر الوراق، يَقُولُ: سمعتُ عَبْد الله بْن سهل، يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن معاذ، يَقُولُ: ما بعد طريق إلى صديق، ولا استوحش فِي طريق من سلك فِيهِ إلى حَبيب.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن الطيب الدسكري لفظًا بِحلوان، قَالَ: سمعتُ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الدامغاني، بِها، يَقُولُ: سمعتُ الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن سلام، يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن معاذ: طبيبُ المحب حبيبٌ هُوَ أرفق بِهِ من كل طبيب وقال يَحْيَى: حبك للحبيب يُذللك، وحبه لك يُدللك.
وقال يَحْيَى: لو أن مؤمنًا مات من حب ملَك أو نبي لم يكن عجبًا منه، فكيف من حب الله؟ وقال يَحْيَى: العيشُ فِي حُبه أعجبُ من الموت فِي حبه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي، قَالَ: سمعتُ يعقوب بْن يوسف الأبهري، يَقُولُ: سمعتُ أَبَا بَكْر بْن طاهر، يَقُولُ: كَانَ ليحيى بْن مُعاذ أخ، يقال لَهُ: إِسْمَاعِيل، وكان أكبر منه، فقال رَجُل: مَعَ من يريد أن يعيش أخوك يَحْيَى، وقد هَجَر الخلق؟ فذكر ذَلِكَ ليحيى، فقال لَهُ يَحْيَى: ألا قلت لَهُ: مَعَ من هجركم فِيهِ أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن النعالي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن نصر الذارع، قَالَ: سمعتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق، يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْن معاذ الرازي.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عقيل أَحْمَد بْن عيسى بْن زيد القزَّاز، قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن نصر بْن مُحَمَّد بْن إشكاب الْبُخَاريّ، يَقُولُ: سمعتُ جَعْفَر بْن نُمير القزويني، يَقُولُ: سمعتُ أَبَا زكريا يَحْيَى بْن معاذ الرازي، يَقُولُ: مسكين ابْن آدم، لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ ابْن التوزي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن، قَالَ: خرج يَحْيَى بْن معاذ الرازي إلى بلخ، وأقام بِهَا أيامًا ثُمَّ رجع إلى نيسابور، ومات بِهَا فِي سنة ثَمان وخمسين ومائتين أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي المقرئ، عَن مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري الحافظ، قَالَ: سكن يَحْيَى بْن معاذ نيسابور إلى أن تُوُفِّيَ بِهَا وقال مُحَمَّد بْن عَبْد الله: قرأتُ عَلَى اللوح فِي قبر يَحْيَى بْن مُعاذ الرازي: مات حكيم الزمان يَحْيَى بْن معاذ الرازي، رحمه الله وبيض وجهه وألحقه بنبيه مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين لست عشرة خلت من جُمادى الأولى، سنة ثَمان وخمسين ومائتين

نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 16  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست