نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 15 صفحه : 502
من تكلم فيه في وقتك غير مدافع، وما يتكلمون فيك إِلا حسدًا.
أَخْبَرَنَا عَليّ بن الْقَاسِم البَصْرِيّ الشاهد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن إِسْحَاق المادرائي، قَالَ: ذكر أَبُو دَاوُد يعني: السِّجِسْتَاني، ولم أسمعه منه، عن نصر بن عَليّ، قال: سَمِعْتُ ابن دَاوُد، يَقُولُ: الناس في أبي حنيفة حاسد وجاهل، وأحسنهم عندي حالا الجاهل.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحسن بن أَحْمَد الأهوازي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن إسحاق بن إبراهيم الْقَاضِي بالأهواز، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عزرة، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الربيع الحارثي، قال: سمعت عبد الله بن داود، يقول: الناس في أبي حنيفة رجلان، جاهل به، وحاسدٌ له.
وأَخْبَرَنَا الأهوازي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن مُحَمَّد الوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان بن وكيع، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دخلت عَلَى أَبِي حنيفة، فرأيته مطرقًا مفكرًا، فَقَالَ لي: من أَيْنَ أقبلت، من عند شريك؟ ورفع رأسه وأنشأ يَقُولُ:
إن يحسدوني فإني غير لائمهم قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم ومات أكثرنا غيظا بما يجد
قَالَ وكيع: وأظنه كَانَ بلغه عَنْهُ شيء
-[503]-
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَليّ بن الحُسَيْن التوزي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن الحُسَيْن بن حكمان الفقيه الشَّافِعِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نصر أَحْمَد بن نصر البُخَارِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد الله الزَّعْفَرَانِيّ، يَقُولُ: ذكر لمحمد بن الحَسَن ما يجري النَّاس من الحسد لأبي حنيفة، فَقَالَ:
محسدون وشر النَّاس منزلة من عاش في النَّاس يوما غير محسود
حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَليّ البادا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن شاذان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن حُمَيْد بن الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن الربيع بن هشام النهدي، قَالَ: سَمِعْتُ الحارث بن إدريس، يَقُولُ: قَالَ أَبُو وَهْب العابد: قل من لا يرى المسح عَلَى الخفين، أَوْ يقع في أَبِي حنيفة إِلا ناقص العقل
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن شُعَيْب البُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن موسى القمي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عَبْد قاضي الري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كُنَّا عند ابن عَائِشَة فذكر حديثا لأبي حنيفة، فَقَالَ بعض من حضر: لا نريده، فَقَالَ لَهُم: أَمَا إنكم لو رأيتموه لأردتموه، وما أعرف لَهُ ولكم مثلا إِلا ما قَالَ الشَّاعِر:
-[504]-
أقلوا عليهم ويلكم لا أَبَا لكم من اللؤم أَوْ سدوا المكان الَّذِي سدوا
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بن موسى بن الفضل الصَّيْرَفِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصاغاني، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن معين، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْد بن أبي قرة، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن ضريس، يَقُولُ: شهدت سُفْيَان وأتاه رجل، فَقَالَ لَهُ: ما تنقم عَلَى أَبِي حنيفة؟ قَالَ: وما لَهُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: آخذ بكتاب الله، فما لم أجد فبسنة رَسُول الله، فإن لم أجد في كتاب الله ولا سنة رَسُول الله، أخذت بقول أصحابه، آخذ بقول من شئت منهم، وأدع من شئت منهم، ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فَأَمَّا إِذَا انتهى الأمر، أَوْ جاء إلى إِبْرَاهِيم، وَالشَّعْبِيّ، وابن سيرين، وَالحَسَن، وعطاء، وَسَعِيد بن المسيب، وعدد رجالا، فقوم اجتهدوا فأجتهد كما اجتهدوا، قَالَ: فسكت سُفْيَان طويلا ثُمَّ قَالَ كلمات برأيه ما بقي في المجلس أحد إِلا كتبه: نسمع الشديد من الحديث فنخافه، ونسمع اللين فنرجوه، ولا نحاسب الأحياء، ولا نقضي على الأموات، نسلم ما سمعنا، ونكل ما لا نعلم إلى عالمه، ونتهم رأينا لرأيهم.
قد سقنا عن أيوب السختياني، وسفيان الثوري، وسفيان بن عُيَيْنَةَ، وَأَبِي بَكْر بن عَيَّاش، وغيرهم من الأئمة أخبارا كثيرة تتضمن تقريظ أَبِي حنيفة والمدح لَهُ، والثناء عَلَيْهِ والمحفوظ عند نقلة الحديث عن الأئمة المتقدمين وَهَؤُلاءِ المذكورون منهم في أَبِي حنيفة خلال ذَلِكَ، وكلامهم فيه كثير -[505]- لأمور شنيعة حفظت عَلَيْهِ، متعلق بعضها بأصول الديانات، وبعضها بالفروع، نَحْنُ ذاكروها بمشيئة الله، ومعتذرون إلى من وقف عليها وكره سماعها، بأن أَبَا حنيفة عندنا مَعَ جلالة قدره أسوة غيره من العُلَمَاء الَّذِين دونا ذكرهم في هذا الكتاب، وأوردنا أخبارهم، وحكينا أقوال النَّاس فيهم عَلَى تباينها، والله الموفق للصواب
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بن عَبْد الكريم بن عُمَر المُؤَدِّب، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن سَهْل، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بن أيوب، قَالَ: سَمِعْتُ يزيد بن هَارُون، وذكر أَبَا حنيفة، فَقَالَ: أَبُو حنيفة رجل من النَّاس، خطؤه كخطأ النَّاس، وصوابه كصواب النَّاس
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن سلم الخُتُّليّ، قَالَ: أملى علينا أَبُو العَبَّاس أَحْمَد بن عَليّ بن مُسْلِم الأبَّار في شهر جُمَادَى الآخرة من سنة ثمان وثمانين ومائتين، قَالَ: ذكر القوم الَّذِين ردوا عَلَى أَبِي حنيفة: أَيوب السختياني، وجرير بن حازم، وهمام بن -[506]- يَحْيَى، وَحَمَّاد بن سلمة، وَحَمَّاد بن زيد، وَأَبُو عَوَانَة، وَعَبْد الوارث، وسوار العَنْبَريّ الْقَاضِي، ويزيد بن زريع، وعَليَّ بن عاصم، ومالك بن أنس، وَجَعْفَر بن مُحَمَّد، وَعُمَر بن قيس، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن المُقْرِئ، وَسَعِيد بن عَبْد العزيز، والأوزاعي، وَعَبْد الله بن المبارك، وَأَبُو إِسْحَاق الفزاري، وَيُوسُف بن أسباط، وَمُحَمَّد بن جَابِر، وسفيان الثوري، وسفيان بن عُيَيْنَةَ، وَحَمَّاد بن أَبِي سُلَيْمَان، وابن أَبِي ليلى، وحفص بن غياث، وَأَبُو بَكْر بن عَيَّاش، وشريك بن عَبْد الله، ووكيع بن الجراح، ورقبة بن مصقلة، والفضل بن موسى، وعيسى بن يُونُس، والحجاج بن أرطاة، ومالك بن مغول، والقاسم بن حبيب، وابن شبرمة.
ما حكي عن أَبِي حنيفة في الإيمان
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الحَسَن أخو الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا جبريل بن مُحَمَّد العدل بهمذان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جبويه النَّخَّاس، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، قَالَ: سَمِعْتُ الثوري، يَقُولُ: -[507]- نَحْنُ المؤمنون، وأهل القبلة عندنا مؤمنون؛ في المناكحة، والمواريث، والصلاة، والإقرار، ولنا ذنوب ولا ندري ما حالنا عند الله؟ قَالَ وكيع: وَقَالَ أَبُو حنيفة: من قَالَ بقول سُفْيَان هَذَا فَهُوَ عندنا شاك، نَحْنُ المؤمنون هنا وعند الله حقا، قَالَ وكيع: وَنَحْنُ نقول بقول سُفْيَان، وقول أَبِي حنيفة عندنا جرأة
أَخْبَرَنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله المُعَدَّل، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن البَخْتَرِيّ الرَّزَّاز، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَل بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حمزة بن الحارث بن عُمَيْر، عن أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رجلا يسأل أَبَا حنيفة في المسجد الحرام عن رجل قَالَ: أشهد أن الكعبة حق، ولكن لا أدري: هِيَ هذه التي بمَكَّة أم لا؟ فَقَالَ: مؤمن حقا، وسأله عن رجل قَالَ: أشهد أن مُحَمَّد بن عَبْد الله نبي ولكن لا أدري: هُوَ الَّذِي قبره بالمدينة أم لا؟ فَقَالَ: مؤمن حقا، قَالَ الحُمَيْدِيّ ومن قَالَ هَذَا فقد كفر، قَالَ: وَكَانَ سُفْيَان يحدث بِهِ عن حمزة بن الحارث
أَخْبَرَنِي الحَسَن بن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العَبَّاس الخزاز، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حسنون النَّرْسيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا موسى بن عيسى بن عَبْد الله السَّرَّاج، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد البَاغَنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كُنْت عند عَبْد الله بن الزُّبَيْر، فأتاه كتاب أَحْمَد بن حَنْبَل: اكتب إليَّ بأشنع مسألة عن أَبِي حنيفة، فكتب إِلَيْهِ: حَدَّثَنِي الحارث بن عُمَيْر، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حنيفة، يَقُولُ: لو أَنَّ رجلا قَالَ: أعرف لله بيتا ولا أدري أهو الَّذِي بمَكَّة أَوْ غيره، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم، ولو أن رجلا قَالَ: أعلم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مات ولا أدري أدفن بالمدينة أَوْ غيرها، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم -[508]- قَالَ الحارث بن عُمَيْر: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لو أَنَّ شاهدين شهدا عند قاض أَنَّ فلان بن فلان طلق امرأته، وعلما جميعا أنهما شهدا بالزور، ففرق الْقَاضِي بينهما، ثُمَّ لقيها أحد الشاهدين، فله أن يتزوج بها؟ قَالَ: نعم، قَالَ: ثُمَّ علم الْقَاضِي بعد، أله أن يفرق بينهما؟ قَالَ: لا، هكذا قَالَ في هذه الرواية: عن عَبْد الله بن الزُّبَيْر الحُمَيْدِيّ، عن الحارث بن عُمَيْر من غير أن يذكر ابنه بينهما.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، وَأَبُو بَكْر الْبَرْقَانِيّ، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الهَيْثَم الأَنْبَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن شاكر، زاد بن رزق: الزاهد، ثُمَّ اتفقا، قَالَ: حَدَّثَنَا رجاء ابن السندي الخُرَاسَانِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ حمزة بن الحارث بن عُمَيْر ذكره عن أبيه، قَالَ: قُلْتُ لأبي حنيفة، أَوْ قِيلَ لَهُ وَهُوَ يسمع: رجل قَالَ: أشهد أَنَّ الكعبة حق، غير أني لا أدري هُوَ هَذَا البيت الَّذِي يحج النَّاس إليه، ويطوفون حوله، أَوْ بيت بخُرَاسَان، أمؤمن هَذَا؟ وَقَالَ البرقاني: أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نصير الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن سُلَيْمَان الحَضْرَمِيّ في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين، فقال: حَدَّثَنَا عامر بن إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنَا مؤمل، عن سفيان الثوري، قال: حَدَّثَنَا عباد بن كثير، قَالَ: قُلْتُ لأبي حنيفة: رجل قَالَ: أَنَا أعلم أن الكعبة حق، وأنها بيت الله، ولكن لا أدري هِيَ التي بمَكَّة، أَوْ هِيَ بخُرَاسَان، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم مؤمن، قُلْتُ لَهُ: فما تَقُولُ في رجل قَالَ: أَنَا أعلم أَنَّ محمدا رَسُول الله، ولكن لا أدري هُوَ الَّذِي كَانَ بالمدينة من قريش أَوْ مُحَمَّد آخر، أمؤمن هُوَ؟ قَالَ: نعم.
قَالَ مُؤَمِّل: قَالَ سُفْيَان: وَأَنَا أقول من شك في هَذَا فَهُوَ كافر
-[509]-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن الفضل القَطَّان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر بن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنِي عَليّ بن عُثْمَان بن نفيل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن حمزة، وَسَعِيد يسمع، أَنَّ أَبَا حنيفة، قَالَ: لو أَنَّ رجلا عَبْد هذه النعل يتقرب بها إلى الله، لم أر بذلك بأسا، فَقَالَ سَعِيد: هَذَا الكفر صراحا
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الحَسَن بن مُحَمَّد بن حسنويه الكاتب بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عيسى بن مزيد الخَشَّاب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مهدي بن رستم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد السَّلام، يعني: ابن عَبْد الرَّحْمَن، حَدَّثَنِي إسماعيل بن عيسى بن عَليّ، قَالَ: قَالَ لي شريك: كفر أَبُو حنيفة بآيتين من كتاب الله تعالى، قَالَ الله تعالى: {وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}، وَقَالَ الله تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} وزعم أَبُو حنيفة أَنَّ الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وزعم أَنَّ الصَّلاة ليست من دين الله
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَبْد الله السَّرَّاج بنَيْسَابُور، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْدُوس الطرائفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان بن سَعِيد الدَّارِمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا محبوب بن موسى الأنطاكي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاق الفزاري، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حنيفة، يَقُولُ: إيمان أَبِي بَكْر الصديق، وإيمان إبليس واحد، قَالَ إبليس: يا رب، وَقَالَ أَبُو بَكْر الصديق: يا -[510]- رب، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: ومن كَانَ من المرجئة ثُمَّ لم يقل هَذَا انكسر عَلَيْهِ قوله أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الحُمَيْدِيّ، عن أَبِي صالح الفَرَّاء، عن الفزاري، قَالَ: قَالَ أَبُو حنيفة: إيمان آدم، وإيمان إبليس واحد.
قَالَ إبليس: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} وَقَالَ: {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} وَقَالَ آدم: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا}
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِب يَحْيَى بن عَليّ بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن موسى بن إِبْرَاهِيم السهمي بجرجان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شافع معبد بن جمعة الروياني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن هشام بن طويل، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِم بن عُثْمَان، يَقُولُ: مر أَبُو حنيفة بسكران يبول قائما، فَقَالَ أَبُو حنيفة لو بلت جالسا؟ قَالَ: فنظر في وجهه، وَقَالَ: ألا تمر يا مرجئ؟ قَالَ لَهُ أَبُو حنيفة: هَذَا جزائي منك؟ صيرت إيمانك كإيمان جبريل!.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى بن واصل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن فضيل عن الْقَاسِم بن حبيب، قَالَ: وضعت نعلي في الحصى ثُمَّ قُلْتُ لأبي حنيفة: أرأيت رجلا صلى لهذه النعل حَتَّى مات، إِلا أَنَّهُ يعرف الله بقلبه؟ فَقَالَ: مؤمن، فَقُلْتُ: لا أكلمك أبدا.
أَخْبَرَنِي الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن عُمَر بن مُحَمَّد المشتري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عُبَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا طاهر -[511]- ابن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا وكيع، قَالَ: اجتمع سُفْيَان الثوري، وشريك، وَالحَسَن بن صالح، وابن أَبِي ليلى، فبعثوا إلى أَبِي حنيفة، قَالَ: فأتاهم، فقالوا لَهُ: ما تَقُولُ في رجل قتل أباه؟ ونكح أمه؟ وشرب الخمر في رأس أبيه؟ فَقَالَ: مؤمن، فَقَالَ لَهُ: ابن أَبِي ليلى: لا قبلت لك شهادة أبدا، وَقَالَ لَهُ سُفْيَان الثوري: لا كلمتك أبدا، وَقَالَ لَهُ شريك: لو كَانَ لي من الأمر شيء لضربت عنقك، وَقَالَ لَهُ الحَسَن بن صالح: وجهي من وجهك حرام، أن أنظر إلى وجهك أبدا
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن حرب وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل أَيْضًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن كامل الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى البربري، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، عن سُلَيْمَان بن حرب، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد بن زيد، قَالَ: جلست إلى أَبِي حنيفة، فذكر سَعِيد بن جُبَيْر، فانتحله في الإرجاء، فَقُلْتُ: يا أَبَا حنيفة، من حدثك؟ قَالَ: سالم الأفطس، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: سالم الأفطس كَانَ مرجئا ولكن حَدَّثَنِي أيوب، قَالَ: رآني سَعِيد بن جُبَيْر جلست إلى طلق، فَقَالَ: ألم أرك جلست إلى طلق؟ لا تجالسه.
قَالَ حَمَّاد: وَكَانَ طلق يرى الإرجاء، قَالَ: فَقَالَ رجل لأبي حنيفة: يا أَبَا حنيفة، ما كَانَ رأي طلق؟ فأعرض عَنْهُ، ثُمَّ سأله فأعرض عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: ويحك، كَانَ يرى العدل.
واللفظ لحديث ابن الغلابي
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المُؤَدِّب بأصبهان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر ابن المُقْرِئ، قَالَ: حَدَّثَنَا سلامة بن محمود القَيْسِيّ بعسقلان، -[512]- قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عَمْرو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِر، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة رأس المرجئة
أَخْبَرَنَا الحَسَن بن الحُسَيْن بن العَبَّاس النعالي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّد بن عَبْد الله بن يزيد المُقْرِئ، عن أبيه، قَالَ: دعاني أَبُو حنيفة إلى الإرجاء أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ
أَخْبَرَنَا جَعْفَر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن عَبْد الله بن سُلَيْمَان الحَضْرَمِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد المُقْرِئ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: دعاني أَبُو حنيفة إلى الإرجاء، فأبيت
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا عبدة، قَالَ: سَمِعْتُ ابن المبارك، وذكر أَبَا حنيفة، فَقَالَ رجل: هَلْ كَانَ فيه من الهوى شيء؟ قَالَ: نعم، الإرجاء، وَقَالَ يَعْقُوب: حَدَّثَنَا أَبُو جزي بن عَمْرو بن سَعِيد بن -[513]- سالم، قَالَ: سَمِعْتُ جدي، قَالَ: قُلْتُ لأبي يُوسُف: أكان أَبُو حنيفة مرجئًا؟ قَالَ: نعم، قُلْتُ: أكان جهميا؟ قَالَ: نعم، قلت: فأين أَنْتَ منه؟ قَالَ: إنما كَانَ أَبُو حنيفة مدرسا، فما كَانَ من قوله حسنا قبلناه، وما كَانَ قبيحا تركناه عَلَيْهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن عُمَر بن بُكَيْر المُقْرِئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَان بن أَحْمَد بن سمعان الرَّزَّاز، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف الدُّورِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعِيد، عن أَبِيهِ، قَالَ: كُنْت مَعَ أمير المؤمنين موسى بجرجان ومعنا أَبُو يُوسُف، فسألته عن أَبِي حنيفة، فَقَالَ: وما تصنع بِهِ وقد مات جهميا
-[514]-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عُمَر البَجَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد الله المطوعي النَّيْسَابُوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حامد بن بلال، قَالَ: حَدَّثَنَا سختويه بن مازيار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن عُثْمَان، قَالَ: سَمِعْتُ زنبورا، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حنيفة، يَقُولُ: قدمت علينا امْرَأَة جهم بن صَفْوَان فأدبت نساءنا
أَخْبَرَنَا الحَسَن بن الحُسَيْن بن العَبَّاس بن دوما النعالي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جَعْفَر بن سلم الخُتُّليّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا منصور بن أَبِي مُزَاحِم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الأخنس الكِنَانِيّ، قَالَ: رَأَيْت أَبَا حنيفة، أَوْ حَدَّثَنِي الثقة أَنَّهُ رأى أَبَا حنيفة، آخذا بزمام بعير مولاة للجهم، قدمت من خُرَاسَان، يقود جملها بظهر الكوفة يمشي قد حكي، عن بِشْر بن الوليد، عن أَبِي يُوسُف، أَنَّ أَبَا حنيفة كَانَ يذم جهما ويعيب قوله.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أَنَّ عَليّ بن مُحَمَّد النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحَسَن بن مكرم، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بن الوليد، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُف، يَقُولُ: قَالَ أَبُو حنيفة: صنفان من شر النَّاس بخُرَاسَان، الجهمية والمشبهة، وربما قَالَ: والمقاتلية
وَقَالَ النخعي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن عَفَّان، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن -[515]- عَبْد الحميد بن عَبْد الرَّحْمَن الحماني، عن أَبِيهِ، سَمِعْتُ أَبَا حنيفة، يَقُولُ: جهم بن صَفْوَان كافر.
وَلَيْسَ عندنا شك في أَنَّ أَبَا حنيفة يخالف المعتزلة في الوعيد، لِأَنَّهُ مرجئ، وفي خلق الأفعال لِأَنَّهُ كَانَ يثبت القدر.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن سلم، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عَليّ الأبَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى ابن المُقْرِئ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: رَأَيْت رجلا أحمر كَأَنَّهُ من رجال الشَّام، سَأَلَ أَبَا حنيفة، فَقَالَ: رجل لزم غريما لَهُ، فحلف لَهُ بالطلاق أن يعطيه حقه غدا، إِلا أن يحول بينه وبينه قضاء الله عَزَّ وَجَلَّ فَلَمَّا كَانَ من الغد جلس عَلَى الزنا وشرب الخمر؟ قَالَ: لم يحنث، ولم تطلق منه امرأته
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن محمود
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 15 صفحه : 502