responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 15  صفحه : 473
الطحان: ليت بعض علمه بيني وبينك أَخْبَرَنَا علي بن القاسم أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل، وأبو الفتح الضبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخزوم، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وكان إذا حَدَّثَنَا عن أبي حنيفة، قَالَ: حَدَّثَنَا شاهانشاه.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد البلخي، قال: سمعت شداد بن حكيم، يقول: ما رأيت أعلم من أبي حنيفة.
وقال النخعي: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الفارسي، قال: سمعت مكي بن إبراهيم ذكر أبا حنيفة، فقال: كان أعلم أهل زمانه أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حمدان بن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت، قال: سمعت مليح بن وكيع، يقول: سمعت أبي، يقول: ما لقيت أحدا أفقه من أبي حنيفة، ولا أحسن صلاة منه، وقال ابن الصلت: سمعت الحسين بن حريث، يقول: سمعت النضر بن شميل، يقول: كان الناس نياما عن الفقه حتى أيقظهم أَبُو حنيفة بما فتقه، وبينه، ولخصه
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن جعفر الخرقي، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف الدوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن منصور بن سيار، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: كم من شيء حسن قد قاله أَبُو حنيفة.
أَخْبَرَنَا علي بن القاسم الشاهد، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إسحاق المادرائي، قال: سمعت أبا جعفر بن أشرس، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت يحيى القطان، يقول: لا نكذب الله، ربما آخذ بالشيء من رأي أَبُو حنيفة
-[474]-
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر بن نصر بن مُحَمَّد الدمشقي بها، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن سعيد الْقَاضِي، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان، يقول: لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله.
قال يحيى بن معين: وكان يحيى بن سعيد يذهب في الفتوى إلى قول الكوفيين، ويختار قوله من أقوالهم، ويتبع رأيه من بين أصحابه أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم بن علي، قال: سمعت حمزة بن علي البصري، يقول: سمعت الربيع، يقول: سمعت الشافعي، يقول: الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه أَخْبَرَنَا علي بن القاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إسحاق المادرائي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا بن عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن أَحْمَد، قال: قال هارون بن سعيد: سمعت الشافعي، يقول: ما رأيت أحدا أفقه من أبي حنيفة.
قلت: أراد بقوله " ما رأيت ": ما علمت أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر مُحَمَّد بن علي بن مُحَمَّد بن يُوسُف الواعظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد أَبُو إسحاق البخاري، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بن عزير أَبُو الفضل القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا حرملة بن يحيى، قال: سمعت مُحَمَّد بن إدريس الشافعي، يقول: الناس عيال على هؤلاء الخمسة، من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة.
قال: وسمعته، يعني: الشافعي، يقول: كان أَبُو حنيفة ممن وفق له الفقه، ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى، ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على مُحَمَّد بن إسحاق، ومن أراد أن -[475]- يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي، ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت الحماني، قال: سمعت أبا عبيد، يقول: سمعت الشافعي، يقول: من أراد أن يعرف الفقه فليلزم أبا حنيفة وأصحابه، فإن الناس كلهم عيال عليه في الفقه.
أَخْبَرَنِي أَبُو الوليد الحسن بن مُحَمَّد الدربندي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن سليمان الحافظ ببخارى، قال: سمعت علي بن الحسن بن عبد الرحيم الكندي، يقول: سمعت أبا مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن عُمَر الأديب، يقول: سمعت يَعْقُوب بن إبراهيم بن أبي خيران، يقول: سمعت الحسن بن عثمان الْقَاضِي، يقول: وجدت العلم بالعراق والحجاز ثلاثة: علم أبي حنيفة، وتفسير الكلبي، ومغازي مُحَمَّد بن إسحاق أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: القراءة عندي: قراءة حمزة، والفقه: فقه أبي حنيفة، على هذا أدركت الناس.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن مخلد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر أَحْمَد بن كامل، إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: شيئان ما ظننت أنهما يجاوزان قنطرة الكوفة، وقد بلغا الآفاق: قراءة حمزة، ورأي أَبِي حنيفة.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قال: سمعت علي -[476]- ابن المديني، يقول: كان يزيد بن زريع يقول: وذكر أَبَا حنيفة: هيهات، طارت بفتياه البغال الشهب
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي حدثهم، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سهل، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن هانئ، قال: سمعت جعفر بن الربيع، يقول: أقمت على أبي حنيفة خمس سنين فما رأيت أطول صمتا منه، فإذا سئل عن شيء من الفقه تفتح وسال كالوادي، وسمعت له دويا وجهارة بالكلام أَخْبَرَنَا الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن بهلول، قال: هذا كتاب جدي إِسْمَاعِيل بن حماد، فقرأت فيه: حَدَّثَنِي سعيد بن سويد القرشي، قال: سمعت إبراهيم بن عكرمة المخزومي، يقول: ما رأيت أحدا أورع ولا أفقه من أبي حنيفة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، قَالَ: حَدَّثَنَا المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر المطيري، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن منصور الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عاصم، قال: دخلت على أبي حنيفة، وعنده حجام يأخذ من شعره، فقال للحجام: تتبع مواضع البياض، قال الحجام: لا ترد، قال: ولم؟ قال: لأنه يكثر، قال: فتتبع مواضع السواد لعله يكثر.
بلغني أن شريكا حكيت له هذه الحكاية عن أبي حنيفة فضحك، وقال: لو ترك قياسه لتركه مع الحجام
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، وَمُحَمَّد بن عبد الملك القرشي قال الحسن: حَدَّثَنَا، وقال محمد: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد الفارسي الفقيه، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن فضيل الزاهد، قال: سمعت أبا مطيع، يقول: مات رجل وأوصى إلى أبي حنيفة وهو -[477]- غائب، قال: فقدم أَبُو حنيفة، فارتفع إلى ابن شبرمة، وادعى الوصية، وأقام البينة أن فلانا مات وأوصى إليه، فقال له ابن شبرمة: يا أبا حنيفة، احلف أن شهودك شهدوا بحق، قال: ليس علي يمين كنت غائبا، قال: ضلت مقاليدك يا أبا حنيفة، قال: ضلت مقاليدي؟! ما تقول في أعمى شج فشهد له شاهدان أن فلانا شجه، على الأعمى يمين أن شهوده شهدوا بالحق ولا يرى؟ أَخْبَرَنِي أَبُو بشر الوكيل، وأبو الفتح الضبي، قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سليمان المروزي قدم علينا، قال: قرئ على عبد الله بن علي القزاز، عن أَحْمَد بن إسحاق، عن النضر بن مُحَمَّد، قال: دخل قتادة الكوفة، ونزل في دار أبي بردة، فخرج يوما وقد اجتمع إليه خلق كثير، فقال قتادة: والله الذي لا إله إلا هو، ما يسألني اليوم أحد عن الحلال والحرام إلا أجبته، فقام إليه أَبُو حنيفة، فقال: يا أبا الخطاب، ما تقول في رجل غاب عن أهله أعواما، فظنت امرأته أن زوجها مات، فتزوجت، ثم رجع زوجها الأول، ما تقول في صداقها؟ وقال لأصحابه الذين اجتمعوا إليه: لئن حدث بحديث ليكذبن، ولئن قال برأي نفسه ليخطئن، فقال قتادة: ويحك، أوقعت هذه المسألة؟ قال: لا، قال: فلم تسألني عما لم يقع؟ فقال أَبُو حنيفة: إنا نستعد للبلاء قبل نزوله، فإذا ما وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه، قال قتادة: والله لا أحدثكم بشيء من الحلال والحرام، سلوني عن التفسير، فقام إليه أَبُو حنيفة، فقال له: يا أبا الخطاب، ما تقول في قول الله تعالى: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} قال: نعم، هذا آصف بن برخيا بن شمعيا كاتب سليمان بن داود وكان يعرف اسم الله الأعظم، فقال أَبُو حنيفة: وهل كان يعرف الاسم سليمان؟ قال: لا، قال: فيجوز أن يكون في زمان نبي من هو أعلم من النبي؟ قال: فقال قتادة، والله لا أحدثكم بشيء من التفسير، سلوني عما اختلف فيه العلماء، قال: فقام إليه أَبُو حنيفة، فقال: يا أبا الخطاب، أمؤمن أنت؟ قال: أرجو، قال: ولم؟ قال: لقول إبراهيم -[478]- عليه السلام: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} فقال أَبُو حنيفة: فهلا قلت كما قال إبراهيم عليه السلام: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى} فهلا قلت: بلى؟ قال: فقام قتادة مغضبا، ودخل الدار، وحلف أن لا يحدثهم أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد، يعني: الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا الفضل بن غانم، قال: كان أَبُو يوسف مريضا شديد المرض، فعاده أَبُو حنيفة مرارا، فصار إليه آخر مرة فرآه ثقيلا، فاسترجع، ثم قال: لقد كنت أؤملك بعدي للمسلمين، ولئن أصيب الناس بك ليموتن معك علم كثير، ثم رزق العافية، وخرج من العلة، فأخبر أَبُو يوسف بقول أبي حنيفة فيه، فارتفعت نفسه، وانصرفت وجوه الناس إليه، فعقد لنفسه مجلسا في الفقه، وقصر عن لزوم مجلس أبي حنيفة، فسأل عنه، فأخبر أنه قد عقد لنفسه مجلسا، وأنه قد بلغه كلامك فيه فدعا رجلا كان له عنده قدر، فقال: صر إلى مجلس يَعْقُوب فقل له: ما تقول في رجل دفع إلى قصار ثوبا ليقصره بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب، فقال له القصار: مالك عندي شيء وأنكره، ثم إن رب الثوب رجع إليه فدفع إليه الثوب مقصورا، أله أجرة؟ فإن قال: له أجرة، فقل: أخطأت، وإن قال: لا أجرة له، فقل: أخطأت، فصار إليه، فسأله، فقال أَبُو يوسف: له الأجرة، فقال: أخطأت، فنظر ساعة، ثم قال: لا أجرة له، فقال: أخطأت، فقام أَبُو يوسف من ساعته، فأتى أبا حنيفة، فقال له: ما جاء -[479]- بك إلا مسألة القصار؟ قال: أجل، قال: سبحان الله، من قعد يفتي الناس، وعقد مجلسا يتكلم في دين الله، وهذا قدره لا يحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات، فقال: يا أبا حنيفة، علمني، فقال: أن كان قصره بعدما غصبه فلا أجرة له لأنه قصره لنفسه، وإن كان قصره قبل أن يغصبه فله الأجرة لأنه قصره لصاحبه، ثم قال: من ظن أنه يستغني عن التعلم فليبك على نفسه
أَخْبَرَنِي أَبُو القاسم الأَزْهَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قال: أملى علي بعض أصحابنا أبياتا مدح بها عبد الله بن المبارك أبا حنيفة:
رأيت أبا حنيفة كل يوم يزيد نبالة ويزيد خيرا
وينطق بالصواب ويصطفيه إذا ما قال أهل الجور جورا
يقايس من يقايسه بلب فمن ذا تجعلون له نظيرا
كفانا فقد حماد وكانت مصيبتنا به أمرا كبيرا
فرد شماتة العداء عنا وأبدى بعده علما كثيرا
رأيت أبا حنيفة حين يؤتى ويطلب علمه بحرا غزيرا
إذا ما المشكلات تدافعتها رجال العلم كان بها بصيرا
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحنيفي، قال: أنشدنا أَبُو القاسم عبد الله بن مُحَمَّد الشاهد، قَالَ: أنشدنا مكرم بن أَحْمَد، لأبي القاسم غسان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سالم التَّيْمِيّ:
وضع القياس أَبُو حنيفة كله فأتى بأوضح حجة وقياس
وبنَى على الآثار أس بنائه فأتت غوامضه على الأساس
والناس يتبعون فيها قوله لما استبان ضياؤه للناس
-[480]-
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل النيسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن يحيى أَبُو يحيى السمرقندي، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر بن يحيى البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن زياد اللؤلؤي، قال: كانت ههنا امرأة يقال لها: أم عمران، مجنونة، وكانت جالسة في الكناسة، فمر بها رجل فكلمها بشيء، فقالت له: يا ابن الزانيين، وابن أبي ليلى حاضر يسمع ذلك، فقال للرجل: أدخلها عَليّ المسجد، وأقام عليها حدين، حدا لأبيه، وحدا لأمه، فبلغ ذلك أبا حنيفة، فقال: أخطأ فيها في ستة مواضع: أقام الحد في المسجد، ولا تقام الحدود في المساجد، وضربها قائمة والنساء يضربن قعودا، وضرب لأبيه حدا ولأمه حدا، ولو أن رجلا قذف جماعة كان عليه حد واحد، وجمع بين حدين، ولا يجمع بين حدين حتى يخف أحدهما، والمجنونة ليس عليها حد، وحد لأبويه وهما غائبان لم يحضرا فيدعيان، فبلغ ذلك ابن أبي ليلى، فدخل على الأمير فشكى إليه، وحجر على أبي حنيفة، وقال: لا يفتي، فلم يفت أياما حتى قدم رسول من ولي العهد، فأمر أن يعرض على أبي حنيفة مسائل حتى يفتي فيها، فأبَى أَبُو حنيفة، وقال: أنا محجور علي، فذهب الرسول إلى الأمير، فقال الأمير: قد أذنت له، فقعد فأفتى
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله الوراق الدوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن القاسم بن نصر أخو أبي الليث الفرائضي، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، قال: قال رجل بالشام للحكم بن هشام الثقفي أَخْبَرَنِي عن أبي حنيفة، قال: على الخبير سقطت، كان أَبُو حنيفة لا يخرج أحدا من قبلة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى يخرج من الباب الذي منه دخل، وكان من أعظم الناس أمانة، وأراده سلطاننا على أن يتولى مفاتيح خزائنه أو يضرب ظهره فاختار عذابهم على عذاب الله، فقال له: -[481]- ما رأيت أحدا وصف أبا حنيفة بمثل ما وصفته به، قال: هو كما قلت لك أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن منصور الرمادي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرزاق، قال: شهدت أبا حنيفة في مسجد الخيف، فسأله رجل عن شيء، فأجابه، فقال رجل: إن الحسن يقول: كذا، وكذا، قال أَبُو حنيفة: أخطأ الحسن، قال: فجاء رجل مغطى الوجه قد عصب على وجهه، فقال: أنت تقول: أخطأ الحسن يابن الزانية، ثم مضى، فما تغير وجهه ولا تلون، ثم قال: إي والله، أخطأ الحسن وأصاب بن مسعود أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن الصواف، قَالَ: حَدَّثَنَا محمود بن مُحَمَّد المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا حامد بن آدم، قال: سمعت سهل بن مزاحم، يقول: سمعت أبا حنيفة، يقول: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}، قال: كان أَبُو حنيفة يكثر من قول: اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن مُحَمَّد الخصيبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو خازم الْقَاضِي، قال: حَدَّثَنِي شعيب بن أيوب الصريفيني، قال: سمعت الحسن بن زياد اللؤلؤي، يقول: سمعت أبا حنيفة، يقول: قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا
وأَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الأبهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عروبة الحراني، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن سيف، قال: سمعت أبا عاصم، يقول: قال رجل لأبي حنيفة: متى يحرم الطعام على الصائم؟ قال: إذا طلع الفجر، قال: فقال له السائل: فإن طلع نصف الليل؟ قال: فقال له أَبُو حنيفة: -[482]- قم يا أعرج

ما ذكر من عبادة أبي حنيفة وورعه
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي بن عُمَر بن حبيش الرازي، قال: سمعت مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عصام، يقول: سمعت مُحَمَّد بن سعد العوفي، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت يحيى القطان، يقول: جالسنا، والله، أبا حنيفة وسمعنا منه، وكنت، والله، إذا نظرت إليه عرفت في وجهه أنه يتقي الله عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَنَا الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن الوليد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق البلخي، قال: سمعت الحسن بن مُحَمَّد الليثي، يقول: قدمت الكوفة، فسألت عن أعبد أهلها، فدفعت إلى أبي حنيفة، ثُمَّ قدمتها وَأَنَا شيخ، فسألت عن أفقه أهلها، فدفعت إلى أَبِي حنيفة
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قال: سمعت أبا نصر، وَأَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بن نصر بن مُحَمَّد بن إشكاب البخاري، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّد بن سفيان، يقول: سمعت علي بن سلمة، يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: رحم الله أبا حنيفة، كان من المصلين، أعني: أنه كان كثير الصلاة
-[483]-
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حمدان بن الصباح، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت الحماني، قال: سمعت سويد بن سعيد، يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: ما قدم مكة رجل في وقتنا أكثر صلاة من أبي حنيفة أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك القرشي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن فضيل، قال: قال أَبُو مطيع: كنت بمكة، فما دخلت الطواف في ساعة من ساعات الليل إلا رأيت أبا حنيفة وسفيان في الطواف أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إبراهيم الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا مقاتل بن صالح أَبُو علي المطرز، قال: سمعت يحيى بن أيوب الزاهد، يقول: كان أَبُو حنيفة لا ينام الليل
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن فارس، فيما أذن لي أن أرويه عنه، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بن سليمان، قَالَ: حَدَّثَنَا علي ابن المديني، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: كان أَبُو حنيفة له مروءة، وله صلاة في أول زمانه.
قال سفيان: اشترى أبي مملوكا، فأعتقه، وكان له صلاة من الليل في داره، فكان الناس ينتابونه فيها، يصلون معه من الليل، فكان أَبُو حنيفة فيمن يجيء يصلي
-[484]-
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن بكر، قال: سمعت أبا عاصم النبيل، يقول: كان أَبُو حنيفة يسمى: الوتد، لكثرة صلاته أَخْبَرَنِي الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن نوح، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يزيد السلمي، قَالَ: حَدَّثَنَا حفص بن عَبْد الرَّحْمَن، قال: كان أَبُو حنيفة يحيي الليل بقراءة القرآن في ركعة ثلاثين سنة وقال ابن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قال: سمعت زافر بن سليمان، يقول: كان أَبُو حنيفة يحيي الليل بركعة يقرأ فيها القرآن.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الكاغدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الحارث الحارثي البخاري ببخارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسين البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن قريش، قال: سمعت أسد بن عمرو، يقول: صلى أَبُو حنيفة فيما حفظ عليه صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء أربعين سنة، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن في ركعة واحدة، وكان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه -[485]- جيرانه، وحفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف مرة.
أَخْبَرَنِي الحُسَيْن بن مُحَمَّد أخو الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد ابن حَمْدَان المُهَلَّبِيّ ببُخَارَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا قيس بن أَبِي قيس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حرب المَرْوَزِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن أَبِي حنيفة، عن أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا مات أَبِي سألنا الحَسَن ابن عمارة أن يتولى غسله ففعل، فَلَمَّا غسله، قَالَ: رحمك الله وغفر لك، لم تفطر منذ ثلاثين سنة، ولم تتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، وقد أتعبت من بعدك، وفضحت القراء
أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد المُعَدَّل، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَهْل النَّيْسَابُوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن هَارُون الفقيه، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن المنذر بن سَعِيد الهَرَويّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَهْل بن منصور المَرْوَزِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: سَمِعْتُ منصور بن هاشم، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ عَبْد الله بن المبارك بالقادسية إِذْ جاءه رجلٌ من أهل الكوفة، فوقع في أَبِي حنيفة، فَقَالَ لَهُ عَبْد الله: ويحك، أتقع في رجل صلى خمسًا وأربعين سنة خمس صلوات على وضوء واحد؟ وَكَانَ يجمع القُرْآن في ركعتين في ليلة، وتعلمت الفقه الَّذِي عندي من أَبِي حنيفة.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحَسَن بن مكرم، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بن الوليد، عن أَبِي يُوسُف، قَالَ: بينا أَنَا أمشي مَعَ أَبِي حنيفة، إِذْ سَمِعَ رجلا يَقُولُ لرجل: هَذَا أَبُو حنيفة، لا -[486]- ينام الليل، فَقَالَ أَبُو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما لا أفعل، فَكَانَ يحيى الليل صلاةً، ودعاءً، وتضرعًا أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيّ وَالجَوْهَرِيّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الخِرقِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف الدُّورِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن يزيد بن سليم مولى بني هاشم، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن فضيل، قَالَ: كُنْت مَعَ جماعة، فأقبل أَبُو حنيفة، فَقَالَ بعض القوم: ما ترونه ما ينام هَذَا الليل، قَالَ: وَسَمِعَ أَبُو حنيفة ذَلِكَ، فَقَالَ: أراني عند النَّاس خلاف ما أَنَا عند الله، لا توسدت فراشا حَتَّى ألقى الله، قَالَ يَحْيَى: كَانَ أَبُو حنيفة يقوم الليل كله حَتَّى تُوُفِّي، أَوْ قَالَ: حَتَّى مات أَخْبَرَنِي أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن فضالة النَّيْسَابُوري الحَافِظ بالري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحُسَيْن المذكر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن أَحْمَد بن موسى الفارسي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن فضيل العابد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الحماني، قَالَ: حَدَّثَنِي سلم بن سالم، عن أَبِي الجويرية، قَالَ: صحبت حَمَّاد بن أَبِي سُلَيْمَان، ومحارب بن دثار، وعلقمة بن مرثد، وعون بن عَبْد الله، وصحبت أَبَا حنيفة، فما كَانَ في القوم رجل أحسن ليلا من أَبِي حنيفة، لقد صحبته أشهرًا فما منها ليلة وضع فيها جنبه،

نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 15  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست