responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 15  صفحه : 444
ذكر من اسمه النعمان

7248 - النعمان بن حميد أَبُو قدامة من كبار تابعي أهل الكوفة.
ذكر البخاري أنه صلى مع عُمَر بن الخطاب، وروى عن: عبد الله بن مسعود.
روى عنه: السماك بن حرب.
قلت: وورد المدائن، وأقام بها مدة في حياة سلمان الفارسي.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحاكم أَبُو حامد أَحْمَد بن الحسين بن علي المروزي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحارث بن مُحَمَّد بن عبد الكريم العبدي، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسرائيل، عن سماك، عن أبي قدامة، قال: كان سلمان علينا بالمدائن وهو أميرنا، فقال: إنا أمرنا أن لا نؤمكم، تقدم يا زيد.
فكان زيد بن صوحان يؤمنا ويخطبنا أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بن أَحْمَد بن إبراهيم العبدوي، قال: سمعت مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي، يقول: قرئ على مكي بن عبدان، وأنا أسمع سمعت مسلم بن الحجاج، يقول: أَبُو قدامة النعمان بن حميد، عن عُمَر، وعبد الله، روى عنه سماك.

7249 - النعمان بن ثابت أبو حنيفة التيمي
-[445]- إمام أصحاب الرأي، وفقيه أهل العراق.
رأى أنس بن مالك، وسمع عطاء بن أبي رباح، وأبا إسحاق السبيعي، ومحارب بن دثار، وحماد بن أبي سليمان، والهيثم بن حبيب الصراف، وقيس بن مسلم، وَمُحَمَّد بن المنكدر، ونافعا مولى ابن عُمَر، وهشام بن عروة، ويزيد الفقير، وسماك بن حرب، وعلقمة بن مرثد، وعطية العوفي، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الكريم أبا أمية، وغيرهم.
روى عنه: أَبُو يحيى الحماني، وهشيم بن بشير، وعباد بن العوام، وعبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، ويحيى بن نصر بن حاجب، وأبو يوسف الْقَاضِي، وَمُحَمَّد بن الحسن الشيباني، وعمرو بن مُحَمَّد العنقزي، وهوذة بن خليفة، وأبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وعبد الرزاق بن همام في آخرين،
وهو من أهل الكوفة نقله أَبُو جعفر المنصور إلى بغداد، فأقام بها حتى مات، ودفن بالجانب الشرقي منها في مقبرة الخيزران، وقبره هناك ظاهر معروف.
-[446]-
أَخْبَرَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله بن صالح العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت: كوفي، تيمي، من رهط حمزة الزيات، وكان خزازا يبيع الخز أنبأنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس بن أبي دهل الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يونس الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: سمعت محبوب بن موسى، يقول: سمعت ابن أسباط، يقول: ولد أَبُو حنيفة وأبوه نصراني.
أَخْبَرَنَا الحسن بن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عمرو الحريري، أن أبا القاسم علي بن مُحَمَّد بن كاس النخعي، أخبرهم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق البكائي، عن عُمَر بن حماد بن أبي حنيفة، قال: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى، فأما زوطى فإنه من أهل كابل، وولد ثابت على الإسلام، وكان زوطى مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبة فأعتق، فولاؤه لبني تيم الله بن ثعلبة، ثم لبني قفل، وكان أَبُو حنيفة خزازا، ودكانه معروف في دار عمرو بن حريث.
قَالَ مُحَمَّد بن علي بن عفان: وسمعت أبا نعيم الفضل بن دكين، يقول: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى أصله من كابل.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الغطريفي، قال: سمعت الساجي، يقول: سمعت مُحَمَّد بن معاوية الزيادي، يقول: سمعت أبا جعفر، يقول: كان أَبُو حنيفة اسمه عتيك بن زوطرة، فسمى نفسه: النعمان، وأباه ثابتا.
-[447]-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن جعفر بن مُحَمَّد بن سلم الختلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن علي الأبار، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد العتكي البصري، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب الذارع، قال: سمعت يزيد بن زريع، يقول: كان أَبُو حنيفة نبطيا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح النهرواني، قَالَ: أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن نصر بن طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن ميمون، قال: سمعت أبا عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، يقول: كان أَبُو حنيفة من أهل بابل، وربما، قال: في قول البابلي كذا.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَليّ بن عَمْرو الحريري، أن علي بن مُحَمَّد بن كاس النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر المروذي، قَالَ: حَدَّثَنَا النضر بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن النضر القرشي، قال: كان والد أَبُو حنيفة من نسا.
وقال النخعي أَيْضًا حَدَّثَنَا سليمان بن الربيع، قال: سمعت الحارث بن إدريس، يقول: أَبُو حنيفة أصله من ترمذ.
وقال النخعي أيضا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر أَحْمَد بن إسحاق بن البهلول الْقَاضِي، قال: سمعت أبي، يقول: عن جدي، قال: ثابت والد أبي حنيفة من أهل الأنبار.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عبد الله الحسين بن علي الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن -[448]- عبيد الله بن شاذان المروزي، قال: حَدَّثَنِي أبي، عن جدي، قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي حنيفة، يقول: أنا إِسْمَاعِيل بن حماد بن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان، من أبناء فارس الأحرار، والله ما وقع علينا رق قط، ولد جدي في سنة ثمانين، وذهب ثابت إلى علي بن أبي طالب وهو صغير فدعا له بالبركة فيه، وفي ذريته، ونحن نرجوا من الله أن يكون قد استجاب الله ذلك لعلي بن أبي طالب فينا، قال: والنعمان بن المرزبان، أَبُو ثابت، هو الذي أهدى لعلي بن أبي طالب الفالوذج في يوم النيروز، فقال: نورزونا كل يوم، وقيل كان ذلك في المهرجان، فقال: مهرجونا كل يوم.

ذكر إرادة ابن هبيرة أبا حنيفة على ولاية القضاة وامتناع أبي حنيفة من ذلك
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن حماد بن سفيان بالكوفة، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن مُحَمَّد بن الفرزدق الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله عمرو بن أَحْمَد بن عمرو بن السرح بمصر، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن سليمان الجعفي الكوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن معبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمرو الرقي، قال: كلم بن هبيرة أبا حنيفة أن يلي له قضاء الكوفة، فأبَى عليه، فضربه مائة سوط وعشرة أسواط، في كل يوم عشرة أسواط، وهو على الامتناع، فلما رأى ذلك خلى سبيله.
كتب إليَّ الْقَاضِي أَبُو القاسم الحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إبراهيم المعروف بالأنباري من مصر، وَحَدَّثَنِي أَبُو طاهر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي الصقر إمام الجامع بالأنبار عنه، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن المسور البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمرو المقدام بن داود الرعيني، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن -[449]- معبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمرو أن ابن هبيرة ضرب أبا حنيفة مائة سوط وعشرة أسواط في أن يلي القضاء فأبَى، وكان ابن هبيرة عامل مَرْوَان على العراق في زمن بني أمية
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن إسحاق المادرائي، قال: سمعت إبراهيم بن عُمَر الدهقان، يقول: سمعت أبا معمر، يقول: سمعت أبا بكر بن عياش، يقول: إن أبا حنيفة ضرب على القضاء
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عبد الله الدوري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن القاسم بن نصر أخو أبي الليث الفرائضي، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، قال: حَدَّثَنِي الربيع بن عاصم مولى بني فزارة، قال: أرسلني يزيد بن عُمَر بن هبيرة فقدمت بأبي حنيفة، فأراده على بيت المال فأبَى، فضربه أسواطا
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن عفان، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن عبد الحميد، عن أبيه، قال: كان أَبُو حنيفة يخرج كل يوم، أو قال: بين الأيام فيضرب ليدخل في القضاء، فيأبَى، ولقد بكى في بعض الأيام، فلما أطلق قال لي: كان غم والدتي أشد علي من الضرب
وقال النخعي: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سهل بن أبي منصور المروزي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن النضر، قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن سالم البغدادي، يقول: ضرب أَبُو حنيفة على الدخول في القضاء فلم يقبل القضاء، قال: وكان أَحْمَد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى وترحم على أبي حنيفة، وذلك بعد أن ضرب أَحْمَد.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم بن عُمَر المؤدب، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمَر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب بن شيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الله بن الحسن بن المبارك، عن إِسْمَاعِيل -[450]- ابن حماد بن أبي حنيفة، قال: مررت مع أبي بالكناسة فبكى، فقلت له: يا أبت، ما يبكيك؟ قال: يا بني، في هذا الموضع ضرب ابن هبيرة أبي عشرة أيام، في كل يوم عشرة أسواط على أن يلي القضاء فلم يفعل.
وقيل: إن أبا جعفر المنصور أشخص أبا حنيفة من الكوفة إلى بغداد ليوليه القضاء.

ذكر قدوم أبي حنيفة بغداد وموته بها
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بن عثمان الواعظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحكم الواسطي، وأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا طلحة بن مُحَمَّد بن جعفر المعدل، قالا: أخبرنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندي، قال: أشخص أَبُو جعفر أمير المؤمنين أبا حنيفة، فأراده على أن يوليه القضاء، فأبَى، فحلف عليه ليفعلن، فحلف أَبُو حنيفة أن لا يفعل، فحلف المنصور ليفعلن، فحلف أَبُو حنيفة أن لا يفعل، فقال الربيع الحاجب: ألا ترى أمير المؤمنين يحلف؟ فقال أَبُو حنيفة: أمير المؤمنين على كفارة أيمانه أقدر مني على كفارة أيماني، وأبَى أن يلي، فأمر به إلى الحبس في الوقت، هذا لفظ أبي العلاء، وانتهى حديث الواعظ، وزاد أَبُو العلاء: والعوام يدعون أنه تولى عدد اللبن أياما ليكفر بذلك عن يمينه، ولم يصح هذا من جهة النقل، والصحيح أنه توفي وهو في السجن.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا خارجة بن مصعب بن خارجة، قال: سمعت مغيث بن بديل، يقول: قال خارجة: دعا أَبُو جعفر أبا حنيفة إلى القضاء، فأبَى عليه، فحبسه، ثم دعا به يوما، فقال: أترغب عما نحن فيه؟ قال: أصلح الله أمير المؤمنين، إني لا أصلح للقضاء، فقال له: كذبت، قال: ثم عرض عليه الثانية، فقال أَبُو حنيفة: قد حكم علي أمير المؤمنين أني لا أصلح للقضاء لأنه -[451]- نسبني إلى الكذب، فإن كنت كاذبا فلا أصلح، وإن كنت صادقا فقد أخبرت أمير المؤمنين أني لا أصلح، قال: فرده إلى الحبس أَخْبَرَنِي أَبُو بشر مُحَمَّد بن عُمَر الوكيل، وأبو الفتح عبد الكريم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد الضبي المحاملي، قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد الحماني، قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن أبي أويس، يقول: سمعت الربيع بن يونس، يقول: رأيت أمير المؤمنين المنصور ينازل أبا حنيفة في أمر القضاء، وهو يقول: اتق الله، ولا ترعي أمانتك إلا من يخاف الله، والله ما أنا بمأمون الرضا، فكيف أكون مأمون الغضب؟ ولو اتجه الحكم عليك ثم تهددتني أن تغرقني في الفرات أو أن تلي الحكم لاخترت أن أغرق، ولك حاشية يحتاجون إلى من يكرمهم لك فلا أصلح لذلك، فقال له: كذبت، أنت تصلح، فقال: قد حكمت لي على نفسك، كيف يحل لك أن تولي قاضيا على أمانتك وهو كذاب؟
أَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبيد الله المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس الدوري، قال: حدثونا عن المنصور، أنه لما بنَى مدينته ونزلها، ونزل المهدي في الجانب الشرقي، وبنَى مسجد الرصافة، أرسل إلى أبي حنيفة فجيء به، فعرض عليه قضاء الرصافة، فأبَى، فقال له: إن لم تفعل ضربتك بالسياط، قال: أو تفعل؟ قال: نعم، فقعد في القضاء يومين فلم يأته أحد، فلما كان في اليوم الثالث أتاه رجل صفار ومعه آخر، فقال الصفار: لي على هذا درهمان وأربعة دوانيق بقية ثمن تور صفر، فقال أَبُو حنيفة: اتق الله، وانظر فيما يقول الصفار، قال: ليس له علي شيء، فقال أَبُو حنيفة للصفار: ما تقول؟ قال: استحلفه لي، فقال أَبُو حنيفة للرجل: قل: والله الذي لا إله إلا هو، فجعل يقول، فلما رآه أَبُو حنيفة معزما -[452]- على أن يحلف قطع عليه، وضرب بيده إلى كمه، فحل صرة وأخرج درهمين ثقيلين، فقال للصفار: هذان الدرهمان عوض من باقي تورك، فنظر الصفار إليهما، وقال: نعم.
فأخذ الدرهمين، فلما كان بعد يومين اشتكى أَبُو حنيفة، فمرض ستة أيام ثم مات، قال أَبُو الفضل، يعني: عباس: فهذا قبره في مقام الخيزران، إذا دخلت من باب القطانين يسرة بعد قبرين أو ثلاثة.
وقيل: إن المنصور أقدمه بغداد لأمر آخر غير القضاء
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو القاسم طلحة بن مُحَمَّد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يَعْقُوب بن شيبة، عن جده يَعْقُوب، قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن الحسن، قال: سمعت الواقدي، يقول: كنت بالكوفة، وقد أشخص أَبُو جعفر أمير المؤمنين أبا حنيفة إلى بغداد
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ، قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَجْهَرُ بِالْكَلامِ أَيَّامَ إِبْرَاهِيمَ جِهَارًا شَدِيدًا، فَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ حَتَّى تُوضَعَ الْحِبَالُ فِي أَعْنَاقِنَا.
قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ كِتَابُ الْمَنْصُورُ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى أَنِ احْمِلْ أَبَا حَنِيفَةَ، قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ وَوَجْهَهُ كَأَنَّهُ مُسِحَ، قَالَ: فَحَمَلَهُ إِلَى بَغْدَادَ فَعَاشَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ثُمَّ سَقَاهُ فَمَاتَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ، وَمَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ وَلَهُ سَبْعُونَ سَنَةً
-[453]-

صفة أبي حنيفة وذكر السنة التي ولد فيها
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عبد الله الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، قَالَ: حَدَّثَنَا حسن ابن الخلال، قال: سمعت مزاحم بن ذواد بن علبة يذكر، عن أبيه أو غيره، قال: ولد أَبُو حنيفة سنة إحدى وستين، ومات سنة خمسين ومائة، لا أعلم لصاحب هذا القول متابعا.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني بنيسابور، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق الثقفي، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بن موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قال: ولد أَبُو حنيفة سنة ثمانين، وكان له يوم مات سبعون سنة، ومات في سنة خمسين ومائة، وهو النعمان بن ثابت.
أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن حمدان بن الصباح النيسابوري بالبصرة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الصلت بن المغلس الحماني، قال: سمعت أبا نعيم، يقول: ولد أَبُو حنيفة سنة ثمانين بلا مائة، ومات سنة خمسين ومائة، وعاش سبعين سنة، قال أَبُو نعيم: وكان أَبُو حنيفة حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، حسن المجلس، شديد الكرم، حسن المواساة لإخوانه.
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن علي بن عفان، قال: سمعت نمر بن جدار، يقول: سمعت أبا يوسف، يقول: كان أَبُو حنيفة ربعة من الرجال، ليس بالقصير ولا بالطويل، وكان أحسن الناس منطقا، وأحلاه نغمة، وأنبهه على ما يريده.
-[454]-
وقال النخعي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جعفر بن إسحاق، عن عُمَر بن حماد بن أبي حنيفة، أن أبا حنيفة كان طوالا تعلوه سمرة، وكان لباسا حسن الهيئة، كثير التعطر، يعرف بريح الطيب إذا أقبل، وإذا خرج من منزله قبل أن تراه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر أَحْمَد بن الحسن الحرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الجهم، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عُمَر بن حماد بن أبي حنيفة، قال: قال أَبُو حنيفة: لا يكتنى بكنيتي بعدي إلا مجنون، قال: فرأينا عدة اكتنوا بها فكان في عقولهم ضعف.
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، قَالَ: حَدَّثَنَا عثمان بن عبيد الله الطلحي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الطلحي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن سالم البصري، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: لقيت عطاء بمكة، فسألته عن شيء، فقال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أنت من أهل القرية الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا؟ قلت: نعم، قال: فمن أي الأصناف أنت؟ قلت: ممن لا يسب السلف، ويؤمن بالقدر، ولا يكفر أحدا بذنب، قال: فقال لي عطاء: عرفت فالزم.

ذكر خبر ابتداء أبي حنيفة بالنظر في العلم
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عمرو الحريري، أن علي بن مُحَمَّد النخعي، حدثهم قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن محمود الصيدناني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن شجاع ابن الثلجي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن أبي مالك، عن أبي يوسف، قال: قال أَبُو حنيفة: لما أردت طلب العلم جعلت أتخير العلوم، -[455]- وأسأل عن عواقبها، فقيل لي: تعلم القرآن، فقلت: إذا تعلمت القرآن وحفظته فما يكون آخره؟ قالوا: تجلس في المسجد ويقرأ عليك الصبيان والأحداث، ثم لا تلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك أو يساويك في الحفظ فتذهب رئاستك، قلت: فإن سمعت الحديث وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني؟ قالوا: إذا كبرت وضعفت، حدثت واجتمع عليك الأحداث والصبيان، ثم لا تأمن أن تغلط فيرموك بالكذب، فيصير عارا عليك في عقبك، فقلت لا حاجة لي في هذا، ثم قلت: أتعلم النحو، فقلت: إذا حفظت النحو والعربية، ما يكون آخر أمري؟ قالوا: تقعد معلما، فأكثر رزقك ديناران إلى الثلاثة، قلت: وهذا لا عاقبة له، قلت: فإن نظرت في الشعر فلم يكن أحد أشعر مني، ما يكون أمري؟ قالوا: تمدح هذا فيهب لك، أو يحملك على دابة، أو يخلع عليك خلعة، وإن حرمك هجوته فصرت تقذف المحصنات، فقلت لا حاجة لي في هذا، قلت: فإن نظرت في الكلام ما يكون آخره؟ قالوا: لا يسلم من نظر في الكلام من مشنعات الكلام، فيرمى بالزندقة، فإما أن تؤخذ فتقتل، وإما أن تسلم فتكون مذموما ملوما، قلت: فإن تعلمت الفقه؟ قالوا: تسأل وتفتي الناس وتطلب للقضاء، وإن كنت شابا، قلت: ليس في العلوم شيء أنفع من هذا، فلزمت الفقه وتعلمته.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قال: سمعت إبراهيم الحربي، يقول: كان أَبُو حنيفة طلب النحو في أول أمره، فذهب يقيس فلم يجيء، وأراد أن يكون فيه أستاذا، فقال: قلب، وقلوب، وكلب، وكلوب، فقيل له: كلب، وكلاب، فتركه ووقع في الفقه، فكان يقيس، ولم يكن له علم بالنحو، فسأله رجل بمكة، فقال -[456]- له: رجل شج رجلا بحجر؟ فقال: هذا خطأ ليس عليه شيء، لو أنه حتى يرميه " بأبا قبيس " لم يكن عليه شيء.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مالك بن أبي بهز البجلي، عن عبد الله بن صالح، عن أبي يوسف، قال: قال لي أَبُو حنيفة: إنهم يقرءون حرفا في يوسف يلحنون فيه، قلت: ما هو؟ قال: قوله: {لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ} فقلت: فكيف هو؟ قال: ترزقانه
أَخْبَرَنَا الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قال: حَدَّثَنِي جعفر بن مُحَمَّد بن حازم، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن حماد، عن الحسن بن زياد، عن زفر بن الهذيل، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان، فجاءتني امرأة يوما، فقالت لي: رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة، كم يطلقها؟ فلم أدر ما أقول، فأمرتها أن تسأل حماد ثم ترجع فتخبرني، فسألت حمادا، فقال: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة، ثم يتركها حتى تحيض حيضتين، فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج، فرجعت فأخبرتني، فقلت: لا حاجة لي في الكلام، وأخذت نعلي فجلست إلى حماد، فكنت أسمع مسائله، فأحفظ قوله، ثم يعيدها من الغد فأحفظها، ويخطئ أصحابه، فقال لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة، فصحبته -[457]- عشر سنين، ثم نازعتني نفسي الطلب للرياسة فأحببت أن أعتزله، وأجلس في حلقة لنفسي، فخرجت يوما بالعشي، وعزمي أن أفعل، فلما دخلت المسجد فرأيته لم تطب نفسي أن أعتزله، فجئت، فجلست معه، فجاءه في تلك الليلة نعي قرابة له قد مات بالبصرة، وترك مالا وليس له وارث غيره، فأمرني أن أجلس مكانه، فما هو إلا أن خرج حتى وردت علي مسائل لم أسمعها منه، فكنت أجيب وأكتب جوابي، فغاب شهرين ثم قدم، فعرضت عليه المسائل وكانت نحوا من ستين مسألة، فوافقني في أربعين وخالفني في عشرين، فآليت على نفسي أن لا أفارقه حتى يموت، فلم أفارقه حتى مات
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد بن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بن عبد الله العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قال: قال أَبُو حنيفة: قدمت البصرة فظننت أني لا أسأل عن شيء إلا أجبت عَنْهُ، فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب، فجعلت على نفسي أن لا أفارق حمادا حتى يموت، فصحبته ثماني عشرة سنة
أَخْبَرَنِي الصيمري، قال: قرأنا على الحسين بن هارون الضبي، عن أبي العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبيد بن عتبة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحسين أَبُو بشير، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن سماعة مولى بني ضبة، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علما أو علمته علما
وأَخْبَرَنَا الصيمري، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بن إبراهيم المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن مغلس، قَالَ: حَدَّثَنَا هناد بن السري، قال: سمعت يونس بن بكير، يقول: سمعت إِسْمَاعِيل بن حماد بن أبي سليمان، يقول: غاب أبي غيبة في سفر له ثم قدم، فقلت له: يا أبت، إلى أي شيء كنت أشوق؟ -[458]- قال: وأنا أرى أنه يقول: إلى ابني، فقال: إلى أبي حنيفة، ولو أمكنني أن لا أرفع طرفي عنه فعلت
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن عبد الملك القرشي، قال: أَبُو العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحسين الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن أَحْمَد الفارسي، قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بن فضيل هو البلخي العابد، قال: حدثنا أَبُو مطيع، قال: قال أَبُو حنيفة: دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين، فقال لي: يا أبا حنيفة عمن أخذت العلم؟ قال: قلت عن حماد، عن إبراهيم، عن عُمَر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، قال: فقال أَبُو جعفر: بخ، بخ، استوثقت ما شئت يا أبا حنيفة الطيبين الطاهرين المباركين، صلوات الله عليهم
أَخْبَرَنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بن عُمَر الوكيل، وأبو الفتح عبد الكريم بن مُحَمَّد الضبي، قالا: حَدَّثَنَا عُمَر بن أَحْمَد الواعظ، قَالَ: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَد الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن عطية الكوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي أويس، قال: سمعت الربيع بن يونس، يقول: دخل أَبُو حنيفة يوما على المنصور، وعنده عيسى بن موسى، فقال للمنصور: هذا عالم الدنيا اليوم، فقال له: يا نعمان عمن أخذت العلم؟ قال: عن أصحاب عُمَر، عن عُمَر، وعن أصحاب علي، عن علي، وعن أصحاب عبد الله، عن عبد الله، وما كان في وقت ابن عباس على وجه الأرض أعلم منه، قال: لقد استوثقت لنفسك
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عُمَر الداودي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أَحْمَد بن يَعْقُوب المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سليمان الباغندي، قَالَ: حَدَّثَنِي شعيب بن أيوب، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يحيى الحماني،

نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 15  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست