نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 12 صفحه : 93
5482 - عبيد الله بن أحمد بن معروف أبو محمد ولي قضاء القضاة ببغداد بعد أبي بشر عمر بن أكثم، وحدث عن يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، وأحمد بن سليمان الطوسي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وجعفر بن محمد بن المغلس، ومحمد بن حبش السراج، ويوسف بن يعقوب، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوريين، والقاضي المحاملي، ويعقوب بن إبراهيم البزاز، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وسهل بن يحيى بن سبأ الحداد.
حَدَّثَنَا عنه أَبُو محمد الخلال، والأزهري، والعتيقي، والتنوخي، وأحمد بن علي ابْن التوزي، وعبد الواحد بن الحسين بن شيطا، وأبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة، وغيرهم.
وكان ثقة.
حَدَّثَنَا علي بن المحسن التنوخي، قال: قال لي أبو الحسين القاضي ابن قاضي القضاة أبي محمد بن معروف: ولد أبي في سنة ست وثلاث مائة قلت: وكان من أجلاء الرجال، وألباء الناس، مع تجربة وحنكة ومعرفة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية، ضاربا في الأدب بسهم، وآخذا من علم الكلام بحظ، وكان يجمع وسامة في منظره، وظرفا في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، وبلاغة في خطابه، وعفة عن الأموال، ونهوضا بأعباء الحكام، وهيبة في قلوب الرجال.
سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي، يقول: كان الصاحب أبو القاسم بن عباد، يقول: كنت أشتهي أن أدخل بغداد فأشاهد جرأة محمد بن عمر العلوي، وتنسك أبي أحمد الموسوي، وظرف أبي محمد بن معروف وقال لي التنوخي: بلغني أن أبا محمد بن معروف جلس يوما للحكم في جامع الرصافة، فاستدعى أصحاب القصص إليه فتتبعها ووقع على أكثرها، ثم نظر في بعضها، فإذا فيها ذكر له بالقبيح، وموافقته على وضاعته وسقوط أصله، ثم تنبيهه وتذكيره لأحوال غير جميلة، وتعديد ذلك عليه، فقلب الرقعة وكتب على ظهرها:
العالم العاقل وابن نفسه أغناه جنس علمه عن جنسه
كن ابن من شئت وكن كيسا فإنما المرء بفضل كيسه
كم بين من تكرمه لغيره وبين من تكرمه لنفسه
من إنما حياته لغيره فيومه أولى به من أمسه
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قال: أنشدني القاضي أبو عصمة أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الملك بن بدر بن الهيثم اللخمي بطرابلس، قال: أنشدني قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف لنفسه ببغداد مضمنا البيت الأخير:
أشتاقكم كاشتياق الأرض وابلها والأم واحدها والغائب الوطنا
أبيت أطلب أبيات السلو فما ظفرت إلا ببيت شفني وعنى
أستودع الله قوما ما ذكرتهم إلا تحدر من عيني ما خزنا
قلت: وقد أنشدني الصوري الأبيات التي قد ضمن ابن معروف منها شعره البيت الآخر وهي:
يا صاحبي سلا الأطلال والدمنا متى يعود إلى عسفان من ظعنا
إن الليالي التي كنا نسر بها أبدى تذكرها في مهجتي حزنا
أستودع الله قوما ما ذكرتهم إلا تحدر من عيني ما خزنا
كان الزمان بنا غرا فما برحت أيدي الحوادث حتى فطنته بنا
أنشدنا علي بن أبي علي، قال: أنشدني أبي، أنشدني قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف لنفسه:
يا بؤس للإنسان في الدنيا وإن نال الأمل
يعيش مكتوم العلل فيها ومكتوم الأجل
بينا يرى في صحة مغتبطا قيل اعتلل
وبينما يوجد فيها ثاويا قيل انتقل
فأوفر الحظ لمن يتبعه حسن العمل
أَخْبَرَنَا العتيقي، قال: سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة، فيها توفي قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف، يوم السبت لسبع خلون من صفر، وكان مولده سنة ثلاث وثلاث مائة.
هكذا قال العتيقي وهو خطأ، والصواب أن مولده سنة ست، وقد ذكرنا ذلك قال العتيقي: وكان له في كل سنة مجلسان يجلس فيهما للحديث، أول يوم من المحرم، وأول يوم من رجب، ولم يكن له سماع كثير وكان مجردا في مذهب الاعتزال، وكان عفيفا نزها في القضاء لم نر مثله في نزاهته وعفته.
صلى عليه في داره أبو أحمد الموسوي العلوي، وكبر عليه خمسا، ثم حمل تابوته إلى جامع المنصور، وصلى عليه ابنه وكبر أربعا، وحمل إلى داره على شاطئ دجلة ودفن فيها.
سمعت القاضي أبا العلاء الواسطي، يقول: لما مات قاضي القضاة أبو محمد بن معروف حضر أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير عزاءه، فقال للقاضي أبي الحسين ابنه:
على مثله يناح ويبكى وتشق القلوب قبل الجيوب
الحمد لله الذي لم ينقله من داره إلى جواره حتى أخرج من عنصره مثلك
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 12 صفحه : 93