responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 11  صفحه : 415
5266 - عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير بن العوام أبو بكر الأسدي روى عن أبي حازم سلمة بن دينار، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة، حدث عنه ابنه مصعب، وهشام بن يوسف، وإِبْرَاهِيم بن خالد الصنعانيان.
وكان من أهل مدينة رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمهدي أمير المؤمنين لَما قدم المدينة، وصحبه وصار أحد خواصه.
وقدم بغداد مرات، وولاه الرشيد إمارة المدينة واليمن، وكان محمودًا في ولايته، جَميل السيرة، مع جلالة قدره، وعظم شرفه، وتوفي بالرقة في صحبة الرشيد.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
وأَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن العباس، وأَحْمَد بن عبد اللَّه الدوري، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سليمان الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بن بكار، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن مسلمة المخزومي، قَالَ: كان مالك بن أنس إذا ذكر عبد اللَّه بن مصعب، قَالَ: المبارك، يتكلم في أمر المدينة في العطاء والقسم، وكان في صحابة أمير المؤمنين المهدي، وولاه اليمامة، فقَالَ له: يا أمير المؤمنين، إني أقدم بلدًا أنا جاهل بأهله، فأعني برجلين من أهل المدينة لَهما فضل وعلم: عبد العزيز بن مُحَمَّد الدراوردي، وعبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عجلان، فأعانه بِهما، وكتب في إشخاصهما إليه.
قَالَ الزبير وَحَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه، قَالَ: كان سبب عبد اللَّه بن مصعب إلى أمير المؤمنين المهدي أن أمير المؤمنين المهدي قدم المدينة سنة ستين ومائة، فدق المقصورة وجلس للناس في المسجد، فجعلوا يدخلون عليه ويأمر لهم بالجوائز، ويحضرهم الشفعاء من وزرائه، وكان رجال قد أحسوا بجلوس أمير المؤمنين المهدي وما يريد في الناس، فطلبوا الشفاعات، ودخل عليه عبد اللَّه بن مصعب بغير شفيع، وكان وسيمًا جَميلًا مفوهًا فصيحًا، قد عرفت له مروءته وقدره بالبلد قبل ذلك، فتكلم بين يدي أمير المؤمنين المهدي، فأعجب به، وألحق جائزته بأفضل جوائزهم، وكساه كسوة خاصة، وأدخله في صحابته، وخرج به معه إلى بغداد، فَقَالَ عبد اللَّه بن مصعب:
لما أوجه الشفعاء قوما على خطبي فجل عن الشفيع
وجاء يدافع الأركان عني أب لي في ذرى ركن منيع
أب يتركح الأبناء منه إذا انتسبوا إلى الشرف الرفيع
سعى فحوى المكارم ثم ألقى مساعيه إلى غير المضيع
فورثني على رغم الأعادي مساعي لا ألف ولا وضيع
فقمت بلا تنحل خارجي إذا عد الفعال ولا بديع
فإن يك قد تقدمني صنيع يشرفني فما دنى صنيعي
وكانت له من أمير المؤمنين المهدي، ومن أمير المؤمنين موسى، ومن أمير المؤمنين هارون الرشيد، خاصة ومنزلة.
قَالَ الزبير وَحَدَّثَنِي عبد اللَّه بن نافع بن ثابت، قَالَ: بعث أبو عبيد اللَّه إلى عبد اللَّه بن مصعب في أول ما صاحب أمير المؤمنين المهدي بألفي دينار فردها، وكتب إليه: إني لا أقبل صلة إلا من خليفة، أو ولي عهد.
قَالَ الزبير وَحَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه، قَالَ: قَالَ شبيب بن شيبة لأمير المؤمنين المهدي في عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت وهو يذكره لا واللَّه ما كان في آبائه أحد إلا وهو أكمل منه، ولا واللَّه ماله في الناس نظير في كماله.
أَخْبَرَنَا أبو عمر الْحَسَن بن عثمان الواعظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الحكم المؤدب، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو عبد اللَّه أَحْمَد بن سليمان الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير بن أبي بكر، قَالَ: حَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي عبد اللَّه بن مصعب، قَالَ: قَالَ لي أمير المؤمنين المهدي: يا أبا بكر، ما تقول فيمن يتنقص أصحاب رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قلت: زنادقة.
قَالَ: ما سمعت أحدًا قَالَ هذا قبلك؟ قَالَ: قلت: هم قوم أرادوا رسول اللَّه بنقص، فلم يجدوا أحدًا من الأمة يتابعهم على ذلك، فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء، فكأنهم قَالُوا: رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصحبه صحابة السوء، وما أقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء.
فَقَالَ: ما أراه إلا كما قلت.
أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وأَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن العباس، وأَحْمَد بن عبد اللَّه الدوري، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سليمان الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير، قَالَ: حَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه، قَالَ: كان أبي يكره الولاية، فعرض عليه أمير المؤمنين هارون الرشيد ولاية المدينة، فكرهها، وأَبَى أن يليها، وألزمه ذلك أمير المؤمنين الرشيد، فأقام بذلك ثلاث ليال يلزمه ويأَبَى عليه قبولها، ثم قَالَ له في الليلة الثالثة: اغد علي بالغداة إن شاء اللَّه، فغدا عليه فدعا أمير المؤمنين بقناة وعمامة، فعقد اللواء بيده، ثم قَالَ: عليك طاعة؟ قَالَ: نعم يا أمير المؤمنين، قَالَ: فخذ هذا اللواء، فأخذه، وقَالَ له: إما إذ ابتليتني يا أمير المؤمنين بعد العافية، فلا بد لي من أن أشترط لنفسي.
قَالَ له: فاشترط لنفسك.
فاشترط خلالًا، منها أنه قَالَ لَهُ: مال الصدقات، مال قسمة اللَّه بنفسه ولم يكله إلى أحد من خلقه، فلست استجيز أرتزق منه، ولا أن أرزق المرتزقة، فأحمل معي رزقي ورزق المرتزقة من مال الخراج، قَالَ: قد أجبتك إلى ذلك.
قَالَ: وأنفذ من كتبك ما رأيت، وأقف عما لا أرى.
قَالَ: وذلك لك.
قَالَ: فولي المدينة، وكان يأمر بمال الصدقات يصير إلى عبد العزيز بن مُحَمَّد الدراوردي، وإلى آخر معه، وهو يَحْيَى بن أبي غسان الشيخ الصالح من أهل الفضل، فكانا يقسمانه.
ثم ولاه أمير المؤمنين هارون الرشيد اليمن، وزاده معها ولاية عك، وكانت عك إلى والي مكة، ورزقه ألفي دينار في كل شهر، فَقَالَ يَحْيَى بن خالد: يا أمير المؤمنين كان رزق والي اليمن ألف دينار فجعلت رزق عبد اللَّه بن مصعب ألفي دينار، فأخاف أن لا يرضى أحد توليه اليمن من قومك من الرزق بأقل مما أعطيت عبد اللَّه بن مصعب، فلو جعلت رزقه ألف دينار كما كان يكون وأعضته من الألف الآخر مالًا تجيزه به، لم تكن عليك حجة لأحد من قومك في الجائزة، فصير رزقه ألف دينار، وأجازه بعشرين ألف دينار.
فاستخلف على اليمن الضحاك بن عثمان بن الضحاك، وكلم له أمير المؤمنين، فأعانه على سفره بأربعين ألف درهم، فأقام الضحاك خليفته حتى قدم عليه.
حَدَّثَنَا ابن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قَالَ: وولي بكار بن عبد اللَّه بن مصعب المدينة، وشخص عبد اللَّه بن مصعب أبوه إلى مدينة السلام، فأقام بالباب.
ذكر مُحَمَّد بن أبي الفوارس، أن مُحَمَّد بن حُميد المخرمي أخبرهم، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن الْحُسَيْن بن حبان، قَالَ: وجدت في كتاب أبي بِخط يده: سألته، يعني يَحْيَى بن معين، عن أبي مصعب الزبيري عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت، فَقَالَ: كان ضعيف الحديث لم يكن عنده كتاب، إنما كان يحفظ.
أخبرنا الأزهري، قال: حدثنا أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الطوسي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزبير، قَالَ: حَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه، قَالَ: مات عبد اللَّه بن مصعب وهو ابن سبعين سنة.
قَالَ الزبير: وَحَدَّثَنِي أبي وكل من سألت من أصحابنا، أن عبد اللَّه بن مصعب بن ثابت مات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة بالرقة يوم الأحد لثلاث ليال بقين من شهر ربيع الأول من سنة أربع وثَمانين ومائة.

نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 11  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست