نام کتاب : بغية الطلب فى تاريخ حلب نویسنده : ابن العديم جلد : 7 صفحه : 3118
واجتمعت بكر بن وائل الى خالد بن المعمر، فلما تثاقلت ربيعة، تثاقلت العرب أيضا، فضاق معاوية بذلك ذرعا، فبعث الى خالد فقدم عليه، فلما دخل اليه رحب به فقال: كيف ما نحن فيه؟ قال: أرى ملكا طريفا وبغضا تليدا، فقال معاوية: قل ما بدا لك فقد عفونا عنك، ولكن ما بال ربيعة أول الناس في حربنا وآخرهم في سلمنا؟ قال له خالد: انما أتيتك مستأمنا ولم آتك مخاصما ولست للقوم في حجتهم وان ربيعة ان تدخل في طاعتك تنفعك، وان تدخل كرها تكن قلوبها عليك، وأبدانها لك، فاعط الأمان عامتهم: شاهدهم وغائبهم، وأن ينزلوا حيث شاؤوا، فقال:
أفعل، فانصرف خالد الى قومه بذلك، ثم إن معاوية بدا له فبعث الى خالد فدعاه، فلما دخل اليه قال: كيف حبك (68- و) لعلي؟ قال: أعفني يا أمير المؤمنين مما أكره فأبى أن يعفيه فقال: أحبه والله على حلمه اذا غضب، ووفائه اذا عقد، وصدقه اذا أكد، وعدله اذا حكم، ثم انصرف ولحق بقومه وكتب الى معاوية:
معاوي لا تجهل علينا فإننا ... يد لك في اليوم العصيب معاويا
متى تدع فينا دعوة ربعية ... يجبك رجال يحصنون العواليا
أجابوا عليا إذ دعاهم لنصره ... وجروا بصفين عليك الدواهيا
فإن تصطنعنا يا بن حرب لمثلها ... تكن خير من تدعو اذا كنت داعيا
ألم ترى أهديت بكر بن وائل ... اليك وكانوا بالعراق أفاعيا
اذا نهشت قال السليم لأهله ... رويدا فإني لا أرى لي راقيا
فأضحوا وقد أهدو ثمار ... قلوبهم اليك وأفراق الذنوب كماهيا
ودع عنك شيخا قد مضى لسبيله ... على أي حاليه مصيبا وخاطيا
فانك لا تستطيع رد الذي مضى ... ولا دافعا شيئا اذا كان جائيا
وكنت أمرى يهوى العراق وأهله ... اذا أنت حجازي فأصبحت شاميا
وكتب الاعور الشني الى معاوية:
أتاك بسلم الحي بكر بن وائل ... وكنت منوطا كالسقيا الموكر
معاوي أكرم خالد بن معمر ... فانك لولا خالد لم تؤمر
فخادعته بالله حتى خدعته ... ولم يك خبّا خالد بن المعمر (68- ظ)
نام کتاب : بغية الطلب فى تاريخ حلب نویسنده : ابن العديم جلد : 7 صفحه : 3118