responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوافي بالوفيات نویسنده : الصفدي    جلد : 9  صفحه : 194
أَسمَاء
قَالَ وَلم ندخل ميافارقين إِلَّا وَقد أملق ونفد مَا كَانَ مَعَه وَمَا كَانَ يقوم بِهِ إِلَّا قراسنقر وألجأتنا الضَّرُورَة إِلَى أنني كنت أحطب والأفرم ينفح النَّار والمماليك ينَام هُنَا وَهنا مَا فيهم من يرحمه وَلَا من ينْفخ النَّار عَنهُ وَيَقُول لي والك ياسنجر تبصر فَأَقُول لَهُ أَبْصرت فيتنهد)
وتترغرغ عَيناهُ بالدموع فَلَمَّا وصلنا إِلَى بيُوت سوتاي أضافنا ضِيَافَة عَظِيمَة وَنصب لنا خيمةً كَبِيرَة كَانَ كسبها من الْمُسلمين وَعَلَيْهَا ألقاب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَلَمَّا قَامَ الأفرم ليتوضأ قَالَ لي والك يَا سنجر كَيفَ نعاند الْقُدْرَة وَنحن فِي الْمَكَان وَقد خرجنَا من بِلَاده وَهُوَ فَوق رؤوسنا وَإِذا كَانَ الله رَفعه كَيفَ نقدر نَحن نضعه قَالَ سنجر وَمن حِين وصلنا إِلَى بيُوت سوتاي عَاد إِلَيْنَا ناموس الإمرة ومشت المماليك مَعَه على الْعَادة وَأجْرِي علينا من الرَّوَاتِب مَا لم تحتج مَعَه إِلَى شَيْء آخر وَلم نزل كَذَلِك حَتَّى وصلنا الأردو فازداد إكرامنا وتوالى الإنعام علينا وَركب خربندا يَوْمًا وَدَار حَتَّى انْتهى إِلَيْنَا فَوقف وَخرج لَهُ الأفرم وَضرب لَهُ جوكاً وَقدم لَهُ خيلاً بسروجها ولجمها وَأَشْيَاء أخر فقبلها واستدعى بشرابٍ فَشرب مِنْهُ وَأمْسك أياقاً للأفرم فَضرب لَهُ جوكاً وشربه فَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ توماناً فقبضناها من خواجا عَليّ شاه ثمَّ أعطَاهُ همذان وقصدته الفداوية مَرَّات وَلم يظفروا بِهِ وقفز عَلَيْهِ مرّة وَاحِد مِنْهُم والأفرم قَاعد وقدامه بيطار ينعل لَهُ فرسا فأمسكه بِيَدِهِ وضمه إِلَى إبطه وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى أخذناه وَقَررهُ ثمَّ قَتله قَالَ وأحضر الْأَطِبَّاء فملأوا فمي زيتاً وأعطوني محاجم وَبقيت أمتص الْجرْح ثمَّ إِنَّهُم عالجوه وَبرئ ثمَّ إِن الأفرم مَاتَ حتف أَنفه بِقَضَاء الله وَقدره بهمذان بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بهَا
وَلما كَانَ بصرخذ كتب إِلَيْهِ الشَّيْخ صدر الدّين من دمشق قرين فَاكِهَة وحلوى من الطَّوِيل
(أيا جيرةً بِالْقصرِ كَانَ لَهُم مَغْنى ... رحلتم فَعَاد الْقصر لفظا بِلَا معنى)

(وأظْلمَ لمّا غَابَ نور جماله ... وَقد كَانَ من شمس الضُّحَى نوره أَسْنَى)

(فَلَا تحسبوا أنّ الديار وطيبها ... زمانكمُ لَا وَالَّذِي أذهب الحُسْنا)

(لقد كَانَت الدُّنْيَا بكم فِي اغضارةٍ ... ونُعمْى فَأعمى الله عينا أصابتنا)

(وَلَا رقْت الآصالُ إلاّ صبَابَة ... وَلَا حَرّكتْ ريحْ الصِّبَا طَربا غُصْنا)

(يَعِزُّ عَلَيْهِم بُعدُ داريَ عنهمُ ... وَقد كنتُ مِنْهُم قابَ قوسين أَو أدنى)

(وأنّي أُلَاقِي مَا لقيتُ من الَّذِي ... لقلبيَ قد أصمْى وجسميَ قد أضنى)

(لقد كنتمُ يَا جيرةَ الحيّ رَحْمَة ... أيادكمُ تمحو الْإِسَاءَة بِالْحُسْنَى)
فَجَاءَتْهُ الْهَدِيَّة والأبيات صُحْبَة قاصده وَكَانَ الأفرم قد خرج للصَّيْد فَقَالَ للخازندار كم مَعَك فَقَالَ ألف دِينَار فَقَالَ مَا تَكْفِي الشَّيْخ صدر الدّين يَا صبيان أقرضوني حوائصكم فَأَخذهَا)
وَهِي عشرُون حياصةً وجهزها قرين الدَّرَاهِم إِلَيْهِ وَقَالَ لقاصده سلم على الشَّيْخ وَقل لَهُ من الوافر

نام کتاب : الوافي بالوفيات نویسنده : الصفدي    جلد : 9  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست