responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي نویسنده : ابن تغري بردي    جلد : 4  صفحه : 125
ولما أخذ تيمور قلعة دمشق أباح لمن معه النهب والسبي والقتل والإحراق، فهجموا المدينة، ولم يدعوا بها شيئاً قدروا عليه، وطرحوا على أهلها أنواع العذاب، وسبوا النساء والأولاد، وفجروا بالنساء جهارا، وكلا زالوا على ذلك أياماً، وألقوا النار في المباني حتى احترقت بأسرها إلى أن رحل عنها في يوم السبت ثالث شهر شعبان سنة ثلاث وثمانمائة.
واجتاز على حلب وفعل بأهلها ما قدر عليه، ثم اجتاز على الرها، ثم رحل إلى ما ردين فنزل عليها يوم الإثنين عاشر شهر رمضان من السنة، ووقع له بها أمور ثم رحل عنها، وأوهم أنه سائر إلى سمرقند يورى بذلك عن بغداد، وكان السلطان أحمد بن أويس قد استناب ببغداد أميراً يقال له فرج، وتوجه هو وقرا يوسف نحو بلاد الروم، ثم بعث تيمور أمير زاده رستم ومعه عشرون ألفاً لأخذ بغداد، ثم تبعه بمن بقي معه، ونزل على بغداد وحصرها حتى أخذها عنوة في يوم عيد النحر من السنة ووضع السيف في أهل بغداد، وألزم جميع من معه أن يأتي كل واحد منهم برأسين من رؤوس أهل بغداد، فوقع القتل في أهل بغداد حتى سالت الدماء أنهارا، وقد أتوه بما التزموه، فبنى من هذه الرؤوس مائة وعشرين مأذنه.
اخبرني غير واحد ممن كان ببغداد إذ ذاك أن عدة من قتل في هذا اليوم قد بلغت تسعين ألف إنسان تخمينا، سوى من قتل في أيام الحصار، وسوى من قتل عند دخول تيمور إلى بغداد في المضايق، وسوى من ألقى نفسه في الدجلة فغرق، وهذا شيء كثير للغاية، وقيل أن الرجل الملزوم بإحضار رأسين كان إذا عجز عن

نام کتاب : المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي نویسنده : ابن تغري بردي    جلد : 4  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست