نام کتاب : الطبقات الكبرى - ط العلمية نویسنده : ابن سعد جلد : 2 صفحه : 104
وكارهين. وطاف رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالبيت عَلَى راحلته وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما. فجعل كلما مر بصنم منها يشير إِلَيْهِ بقضيب فِي يده ويقول: جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً] . فيقع الصنم لوجهه. وكان أعظمها هبل. وهو وجاه الكعبة. ثُمَّ جاء إلى المقام وهو لاصق بالكعبة فصلى خلفه ركعتين. ثُمَّ جلس ناحية مِن المسجد وأرسل بلالا إلى عثمان بْن طلحة أن يأتي بمفتاح الكعبة فجاء بِهِ عثمان فقبضه رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفتح الباب ودخل الكعبة فصلى فيها ركعتين وخرج فأخذ بعضادتي الباب والمفتاح معه. وقد لبط بالناس حول الكعبة. فخطب النّاس يومئذ ودعا عثمان بْن طلحة فدفع إليه المفتاح وقال: [خذوها يا بني أَبِي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم أحد إلا ظالم! ودفع السقاية] إلى العباس بن عبد المطلب وقال:
[أعطيتكم ما ترزأكم ولا ترزؤونها!] ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَمِيمَ بْن أَسَدٍ الْخُزَاعِيَّ فَجَدَّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ. وحانت الظهر فأذن بلال فوق ظهر الكعبة وقال [رسول الله.
ص: لا تغزى قريش بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة! يعني عَلَى الكفر.] [ووقف رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالحزورة وَقَالَ: إنك لخير أرض اللَّه وأحب أرض اللَّه إلي. يعني مكة. ولولا أني أخرجت منك ما خرجت] . وبث رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السرايا إلى الأصنام الّتي حول الكعبة فكسرها. منها: العزى ومناة وسواع وبوانة وذو الكفين.
فنادى مناديه بمكة: مِن كَانَ يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع فِي بيته صنما إلا كسره.
ولما كَانَ مِن الغد مِن يوم الفتح خَطَبَ رَسُولُ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد الظهر فَقَالَ: إن اللَّه قد حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام إلى يوم القيامة ولم تحل لي إلا ساعة مِن نهار ثُمَّ رجعت كحرمتها بالأمس. فليبلغ شاهدكم غائبكم. ولا يحل لنا مِن غنائمها شيء. وفتحها يوم الجمعة لعشر بقين مِن شهر رمضان وأقام بها رسول الله.
ص. خمس عشرة ليلة يصلي ركعتين. ثُمَّ خرج إلى حنين. واستعمل عَلَى مكّة عتاب بْن أسيد يصلي بهم ومعاذ بْن جبل يعلمهم السنن والفقه.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِي عَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ عَامَ الْفَتْحِ مِنَ الْمَدِينَةِ فَصَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ الآخِرَ مِنْ أَمْرِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
نام کتاب : الطبقات الكبرى - ط العلمية نویسنده : ابن سعد جلد : 2 صفحه : 104