نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 77
وبرع في المذهب، وأتقن الخلاف، واشتغل في الحديث والنحو، وشارك في الفنون، وصار من أعيان الفهاء، وفقهاء الأعيان.
وشرع في " شرح " على " الهداية " أطال فيه النفس، وهو مشهور، ولم يكمل، تكلم فيه على الأحاديث، وعللها.
وكان قد سمع الحديث من محمد بن أبي الخطاب بن دحية، وغيره.
فلما مات معز الدين النعمان قرر عوضه في قضاء الحنفية، وحكى عنه أنه شرب ماء زمزم لولاية القضاء، فحصل له.
وكان مشهوراً بالمهابة، والعفة والصيانة، والسماحة، وطلاقة الوجه، مع عدم مراعاة أصحاب الجاه.
فلما عزل لم يجد معه من يساعده، فمات قهراً في شهر رجب، سنة عشر وسبعمائة.
ولعل الله أراد به خيراً، وادخر له ذلك عنده.
ومن تصانيفه " الرد على ابن تيمية "، وهو فيه منصف، متأدب، صحيح المباحث، وبلغ ذلك عن ابن تيمية، فتصدى للرد على رده.
وذكره الذبي في " تاريخ "، فقال: كان نبيلاً، وقوراً، فاضلاً، كثير المحاسن والبر، وما أظنه روى شيئاً من الحديث. انتهى.
ولما كان شهر رجب سنة سبعمائة طلب بطرك النصارى، وربان اليهود، وجميع القضاة والعلماء، وفوض إليه أخذ العهد عليهم وتجديده، فجددوه، وكان من جملة ما شرط عليهم، أن لا يركب أحداً منهم فرساً ولا بغلة؛ وأن لا تلبس النصارى العمائم الزرق، واليهود العمائم الصفر، فالتزموا بذلك واستمر.
ويقال: إنه كان له دفتر يكتب فيه ما يستدينه، فأوصى عند موته أن يعتمد ما فيه، فجاء شخص، فذكر أن له عنده مائتي درهم، فلم يجدوها في الدفتر، فرآه شخص من أصدقائه في منامه، فقال له: إن الرجل صادق، وإنها في الدفتر بقلم دقيق. فانتبه الرجل، فوجد الأمر كما قال.
ويقال إنه حج، فسأل الله حاجة، ولم يذكر ذلك لأحد، فجاء شخص بعد مدة، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فأمرني ان أقول لك: أعطني جميع ما عمدك، والأمارة الحاجة التي سألتها بمكة.
فقال: نعم. وأخرج ما عنده، وهو مائة دينار وألف درهم. وقال: لو كان عندي أكثر من هذا لدفعته لك؛ فإن الإمارة صحيحة.
والله تعالى أعلم.
121 - أحمد بن إبراهيم بن عمر
ابن أحمد العمري، الصالحي، شهاب الدين
المعروف بابن زبيبة، بزاي مضمومة، وباء موحدة، وياء مشددة، تصغير زبيبة.
نزيل حلب، وأقام بها مدة يشتغل، ويدرس.
ثم توجه إلى القاهرة، وناب في الحكم بها.
وكان حفظه للنوادر والحكايات المضحكات، كثيراً جداً.
ثم ولي القضاء بالإسكندرية، وهو أول حنفي ولي بها القضاء.
ومات بها في ربيع الأول، سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.
أثنى عليه ابن حبيب، وقال: إنه عاش سبعين سنة.
كذا ذكر هذه الترجمة الحافظ ابن حجر.
وأما الوالي العراقي، فقال: أحمد بن محمد العمري الحنفي، الشهير بابن زبيبة.
تفقه، ودرس، وناب في الحكم، ثم ولي قضاء الإسكندرية.
وكان كثير الحفظ للحكايات المضحكة، حلو النادرة.
مات في رجب أو شعبان، سنة اثنتين وستين وسبعمائة. انتهى.
وهو كما تراه مُخالف لما قاله ابن حجر في اسم الأب، وتاريخ الوفاة، ولعله من تحريف الكتاب، والله تعالى أعلم.
122 - أحمد بن إبراهيم بن محمد
ابن عبد الله، شهاب الدين، أبو العباس،
اليماني الأصل، الرومي، الزاهد
نزيل الشيخونية المعروف بابن العرب، وبعرب زاده، وهو بمعنى الأول.
أصله من اليمن، ثم انتقل أبوه منها إلى بلاد الروم فسكنها، وولد صاحب الترجمة بها، ونشأ بمدينة بروسة.
وكان يقال له عرب زاده، على عادة الروم والترك في بلادهم، لمن يكون أصله عربياً ولو ولد ببلادهم، ونشأ بها.
وكانت نشأته حسنة، على قدم جيد.
ثم قدم القاهرة وهو شاب، ونزل بقاعة الشيخونية، وقرأ على غمامها خير الدين سليمان ابن عبد الله، وغيره، ونسخ بالأجرة مدة، واشتغل.
نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 77