نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 241
قاضي القضاة بمصر.
ولد ببغداد، وتولى الحسبة فيها، ثم القضاء، ثم قدم القاهرة، فاستقر بها في قضاء الحنفية، فباشر بصرامة ومهابة، لكنه كان كثير المزاح والهزل والسخف وبذاءة اللسان، مع عدم معرفة بالشروط والسجلات، وعدم مساركة في الفقه وغيره، وعي في لسانه، واجتراء على رفقته وعلى غيرهم، حتى آل الأمر إلى أن هجم جماعة من المطبخ السلطاني، كان أساء إلى بعضهم، وحكم على بعضهم، فأقاموه، وخرقوا عمامته في عنقه، ومزقوا ثيابه، وتناولوه بالنعال، حتى أدركه بعض الأمراء وهو يستغيث، واستنقذه منهم، وقبض على بعضهم فعاقبه، ثم شيعه إلى منزله بالصالحية، فاقتحم العوام عليه بيته، فنهبوه، وكانت وقعة شنيعة، ثم اقتضى رأي أهل الدولة أن أخرجوه من القاهرة، وشيعوه على أقبح صورة.
وكان سبب تسليط العامة عليه أنه أفتى بقتل سلطان ذلك الوقت.
ويحكى عنه من السخف أن المرأة كانت إذا تحاكمت إليه مع زوجها ينظر إليها، ويفحش في مخاطبتها، حتى قال لامرأة مرة: اكشفي وجهك. فأسفرت، فقال لوالدها: يا مدمغ، مثل هذه تزوجها بهذا المهر، والله إن مبيتها ليلة واحدة يساوي أكثر منه.
وكان يعاقب بالضرب الشديد، والتعزير العنيف، قيل: إنه مر برجل راكب وفي يده فروجان، وقد جعل رجلهما بيده، ورؤوسهما منكسة، فلما رآه وقف وطلب الرسل فأخذوا الرجل، وأحضروه إلى الصالحية، فقال له: كيف يحل لك أن تأخذ حيواناً تجعل رجليه في يدك، ورأسه إلى أسفل، اصلبوا هذا حتى يعرف إن كان هذا الفعل يضر، فحصلت فيه شفاعة، فاختصر أمره على أن ضربه ضرباً مؤلماً.
وهو أول من أمر أن يكتب في المسطور أربعة من الشهود، وأن يكتبوا سكن المديون.
ولما أخرج من مصر سكن دمشق مدة، ثم توجه إلى بغداد، وولي تدريس مشهد أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه.
هكذا نقلت هذه الترجمة من " الدرر الكامنة، في أعيان المائة الثامنة "، و " رفع الإصر، عن قضاة مصر "، كلاهما لابن حجر، بعضها تلخيصاً، وبعضها نقلاً بالحروف، والعهدة في جميع ذلك عليه، وما أظنه يخلو من شائبة تعصب.
وذكره صاحب " الجواهر " ولم يحك عنه شيئاً من هذه المساوي، وقال: بلغنا موته سنة نيف وخمسين وسبعمائة، ببغداد، رحمه الله تعالى.
714 - حسن جلبي بن محمد شاه بن محمد بن حمزة
ابن محمد بن محمد الرومي
العلامة بدر الدين، المعروف بابن الفنري
ذكره الحافظ جلال الدين السيوطي، في " أعيان الأعيان "، فقال: إمام، علامة، محقق، حسن التصنيف، له " حاشية " على " المطول " كثيرة الفائدة.
وذكره السخاوي، في " الضوء اللامع "، وقال: ولد سنة أربعين وثمانمائة، ببلاد الروم، ونشأ بها، واشتغل على علمائها، منهم؛ ملا فخر الدين، والمولى الطوسي، والمولى خسرو، حتى برع في الكلام، والمعاني، والبيان، والعربية، والمعقولات، وأصول الفقه، ولكن جل انتفاعه بأبيه، وجعل " حاشية " في مجلد ضخم على " شرح المواقف "، و " حاشية " على " المطول " كبرى، وصغرى، وأخرى على " التلويح "، وغير ذلك، مع نظم بالعربي والفارسي، وذكاء تام، واستحضار، وثروة، وحوز لنفائس من الكتب، وتواضع، واشتغال بنفسه.
وقد قدم الشام في سنة سبعين، فحج مع الركب الشامي، وكذا ورد القاهرة قريباً من سنة ثمانين، فسلم على الزين ابن مزهر ببولاق، ولم ير من ينزله منزلته، ولا يعرف مقداره، وما أقرأ بها أحداً، وكان متوعك الجسم في أكثر مدة إقامته بها، فبادر إلى التوجه لمكة من جهة الطور في البحر، ومعه جماعة من طلبته، وأقام يسيراً، وأقرأ هناك.
وممن قرا عليه ثم الشمس الوزيري الخطيب، وأثنى، هو وغيره، على فضائله وتحقيقه.
قال السخاوي: والفنري لقب لجد أبيه؛ لأنه فيما قيل أول ما قدم على ملك الروم أهدى له فناراً، فكان إذا سأل عنه يقول: أين الفنري؟ فعرف بذلك.
وذكره في " الشقائق النعمانية "، فقال: حسن جلبي بن محمد شاه الفنري، كان ممن جمع بين وظيفتي العلم والعمل، وكان يلبس الثياب الخشنة، ولا يركب دابة، ويحب المساكين، ويعاشر الفقراء، وبيلبس العباءة، ويسكن في بعض الحجر بمدرسته.
نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 241