نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 230
فقال: اعلم أن هذا القاضي مراده اكتساب ذكر جميل، وصيت حسن، ومباهاة لمن تقدمه، ومع ذلك فله من السلطان منزلة رفيعة، وقوله عنده مسموع، وأمره لديه متبوع، ورأيته يستضئ برأيي، ويعدني من جملة ثقاته وأوليائه، وقد عرض لي وصرح مرة بعد أخرى، وثانية عقب أولى، فلم أجب، فخفت مع كثرة الخلاف أن يكون تكرار الامتناع موجباً للقطيعة، وتوقع أضرار، وإذا اتفق أمران، فاتباع ما هو أسلم جانباً، وأقل غائلة أولى، وقد كان ما كان، والكلام بعد ذلك ضرب من الهذيان.
وكان أبو علي الفارسي وأصحابه يحسدونه كثيراً.
وله من التصانيف " شرح كتاب سيبويه " لم يسبق إلى مثله، وحسده عليه أبو علي وغيره من معاصريه، " وشرح الدريدية " و " ألفات القطع والوصل "، و " الإقناع " في النحو، لم يتمه، فأتمه ولده يوسف، وكان يقول، وضع والدي النحو في المزابل بالإقناع. يعني أنه سهله جداً، فلا يحتاج إلى مفسر، و " شواهد سيبويه "، و " المدخل إلى كتاب سيبويه "، و " الوقف والابتداء "، و " صنعة الشعر والبلاغة "، و " أخبار النحاة البصريين "، و " كتاب جزيرة العرب ".
وهجاه أبو الفرج الأصبهاني لمنافسةٍ كانت بينهما، بقوله:
لَسْتَ صَدْراً ولا قَرَأت علَى صَدْ ... رٍ ولا عِلْمُكَ البَكِيُّ بشَافِ
لَعَنَ اللهُ كلَّ شِعْرٍ ونَحْوٍ ... وعَرُوضٍ يَجِئُ مِن سِيرافِ
قال أبو حيان التوحيدي: رأيت أبا سعيد، وقد أقبل على الحسين بن مردويه الفارسي، وهو يشرح له " مدخل كتاب سيبويه " ويقول له: اصرف همتك إليه، فإنك لا تدركه إلا بتعب الحواس، ولا تتصوره إلا بالاعتزال عن الناس. فقال: يا سيدي، أنا مؤثر لذلك، ولكن اختلال الأمور، وقصور الحال، يحول بيني وبين ما أريد، فقال: ألك عيال؟ قال: لا. قال: عليك ديون؟ قال: دريهمات. قال: فأنت ريح القلب، حسن الحال، ناعم البال، اشتغل بالدرس والمذاكرة، والسؤال والمناظرة، واحمد الله تعالى على خفة الحال. وأنشده:
إذا لم يكن للمرءِ مالٌ ولم يكنْ ... له طُرُقٌ يسْعى بِهنَّ الوَلائدُ
وكان له خُبزٌ ومِلحٌ ففيهما له بُلغَةٌ حتى تَجِئ الفَوائدُ
وهل هيَ إلا جَوعَةٌ إن سَدَدْتَها ... وكلُّ طعامٍ بين جَنْبَيْكَ وَاحِدُ
واستشارة أبو أحمد بن مزدك في تزويج ابنته، وذكر له أنه خطبها جماعة. قال له: اختر منهم من يخشى الله تعالى، فإنه إن أحبها بالغ في إكرامها، وإن لم يحبها تحرج من ظلمها.
وتأخر بعض أصحابه عن مجلسه في يوم السبت، فسأله عن سبب تأخره، فاعتذر بشرب دواءٍ، فأنشد:
لَنعمَ اليومُ يومُ السبتِ حَقاً ... لِصيدٍ إن أردت بلا امتراءِ
وفي الأحد البِناءُ فإن فيه ... تَبدى اللهُ في خَلْقِ السماءِ
وفي الاثنين إن سافَرتَ فيه ... يكونُ الأوْبُ فيه بالنَّماءِ
وإن تَرُمِ الحِجَامة فالثلاثَا ... ففي ساعاتهِ دَرْكُ الشفاءِ
وإن شَرِبَ امرُؤٌ يوماً دَواء ... فنِعْمَ اليومُ يومُ الأربعاءِ
وفي يوم الخميسِ قضاءُ حَاجٍ ... فإنَّ اللهَ يَأذَنُ بالقضَاءِ
ويومُ الجُمُعةِ التَّزْوِيجُ فيهِ ... ولَذَّاتُ الرِّجالِ معَ النَّساءِ
686 - الحسن بن عبد الله القاضي
أبو علي النسفي
من شيوخ أبي العباس المستغفري.
كذا ذكره في " الجواهر "، ولم يزد عليه.
687 - الحسن بن عبد الصمد الرومي
السامسوني
كان رجلاً عالماً، عاملاً، متورعاً، قرأ على المولى خسرو، وغيره.
وصار مدرساً بإحدى المدارس الثمان، ثم صار معلماً للسلطان محمد خان، ثم ولي قضاء العسكر، ثم أعيد إلى التدريس بإحدى الثمان، ثم ولي قضاء إصطنبول.
وكان محمود السيرة، مرضي الطريقة.
وكان له خط حسن، كيب به كثيراً من الكتب، منها: " صحاح الجوهري "، كتبه للسلطان محمد.
وله " حواش على المقدمات الأربع " و " حواش على حاشية شرح المختصر " للسيد.
مات سنة إحدى وتسعين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
688 - الحسن بن عثمان بن حماد بن حسان
ابن عبد الرحمن بن يزيد
أبو حسان القاضي الزيادي
نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 230