نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 220
أثنى عليه الشهاب ابن فضل الله، وغيره.
وذكره الصلاح الصفدي في " أعيان العصر، وأعوان النصر "، وقال في حقه: كان مجموع الفضائل، عرياً من الرذائل، كثير المكارم، عفيفاً عن المحارم، ظاهر الرياسة، حرياً بالسياسة، خليقاً بالنفاسة، يتقرب إلى الناس بالود، ويتجنب الخصماءاللد، فيه مروءة وحشمة، وبينه وبين المفاخر قرابة ولحمة، وله نظم وأدب، ورغبة في إذاعة الخير واجتهاد وطلب.
ولد بأقسراي، سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وولي قضاء ملطية أكثر من عشرين سنة.
ثم نزح إلى الشام، سنة خمس وسبعين وستمائة، خوفاً من التاتار، وأقام بدمشق، وولي قضاءها سنة سبع وسبعين وستمائة؛ بعد القاضي صدر الدين سليمان، وامتدت أيامه إلى أن تسلطن حسام الدين لاجين، فسار إليه سنة ست وتسعين، فأقبل عليه، وولاه القضاء بالديار المصرية، وولى ابنه جلال الدين مكانه في دمشق، وبقي معظماً وافر الحرمة إلى أن قتل لاجين وهو عنده، فلما ضربوا السلطان بالسيف استغاث وقال: ما يحل. فأشاروا إليه بالسيوف، فاختبأ هناك، واشتغلوا عنه بالسلطان، ولما زالت دولة لاجين قدم إلى دمشق على مناصبه وقضائه، وعزل ولده.
ولم يزل على حاله إلى أن خرج إلى الغزاة، وشهد المصاف بوادي الخازندار، في سنة تسع وتسعين وستمائة، في شهر ربيع الأول، وكان ذلك آخر العهد به، وأصابت الرزية الرازي، وكان في غنية عن قراءة الملاحم والمغازي.
قال الشيخ شمس الدين الذهبي: والأصح أنه لم يقتل بالغزاة، وصح مروره مع المنهزمين، وأنه أسر وبيع للفرنج، وأدخل إلى قبرس، هو وجمال الدين المطروحي.
وقيل: إنه تعاطى الطب والعلاج، وإنه جلس يطب بقبرس وهو في الأسر، ولكن ذلك لم يثبت.
قال: - أعني الصفدي -: وقلت بناء على صحةِ هذه الدعوى:
إنَّ حالَ الرَّازيِّ بين البَرايَا ... حَالةٌ لم نَجِدْ عليها مِثالاَ
كان قاضِي القُضاةِ شَاماً ومِصْرا ... ثم في قُبْرسٍ غَدَا كَحَّالاَ
ثم قال: الله أكرم وأرحم من أن يمشي أحداً من أهل العلم الشريف إلى ورا، وأن يرده في آخر عمره القهقري.
قال ابن حجر: وكان الحسام ممن قام في الإنكار، في قصة الكاتب النصراني، كاتب عساف أمير العرب، وكان نقل عنه أنه وقع في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فقام في أمره تقي الدين ابن تيمية، وزين الدين الفارقي، وعقد بسبب ذلك مجالس، وتعصب الشمس الأعسر شاد الدواوين النصراني، فما وسع النصراني لما خشي على نفسه إلا أنه أسلم فأطلق، فقال القاضي حسام الدين في ذلك:
إلى مَ فُتُورُ العَزْمِ يا آلَ أحْمَدِ ... بإبْقَاءِ كَلْبٍ سَبَّ دِينَ مُحَمَّدِ
وكان إذا ما أدَّنَ القَوْمُ سَبَّهُ ... وكان لِذِكْرِ القُبْحِ فيه بِمَرصَدِ
بإسْلاَمِه لا يُدْرَأُ الْحَدُّ بَعْدَما ... تَكرَّر منه الشَّرُّ في كلِّ مَوْردِ
علَى مِثْلِهِ أهْلُ الموَاهِبِ أجْمَعُوا ... فكُنْ مُمْضِياً في نَحْرِهِ بمُهَنَّدِ
فأنْتمْ لُيُوثُ الحَرْبِ في كُلِّ مَعْرَكٍ ... وأنْتُمْ سِهامُ الغَزْوِ في كُلِّ مَشْهَدِ
وهي طويلة.
ولما ولي قضاء الديار المصرية، عوضاً عن قاضي القضاة شمس الدين أبي العباس أحمد بن برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الغني السروجي الحنفي، كتب له تقليد بخط الإمام الرئيس شهاب الدين أبي الثناء محمود بن سليمان الحلبي، منه:
نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 220