نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 195
فقال: إن كنت كاذباً فلا نفعك الله بعقلك.
قال: فأخبرني من رآه وهو ذاهب العقل، يسيل لعابه، يسبه الناس وهو يرميهم بالحجارة، وهم يقولون: هذه دعوة بكار.
قال: وتقدم إليه نصراني، فقال: أيها الأمير: إن هذا الذي يزعم أنه كان قاضياً جعل ربع أبي حبساً.
فقال بكار: ثبت عندي أن اباه حبس هذا الربع، وهو تملكه، فأمضيت الحبس، فجاءني هذا مُتظلماً، فضربته، فخرج إلى بغداد، فجاءني بكتاب هذا الذي تزعم أنه الموفق: " لا تمض أحباس النصارى "، فعرفت أنه جاهل، فلم ألتفت إليه، وقد شهد عندي إسحاق بن معمر، بأن هذا كان أسلم ببغداد على يد الموفق، لفإن شهد عندي آخر مثل إسحاق ضربت عنقه.
فصاح أحمد بالنصراني: المطبق، المطبق، فأخرج وحُبس.
قال الطحاوي: ولما قبض أحمد بن طولون يد كار عن الحكم وسجنه، أمره أن يُسلم القضاء لمحمد بن شاذان الجوهري، كالخليفة له، ففعل.
ثم كان بكار إذا حضر مجلس المظالم للمناظرة يعاد إلى السجن إذا انقضى المجلس، وكان يغتسل في كل يوم جمعة، ويلبس ثيابه، ويجيء إلى باب السجن، فيرده السجان، ويقول: أعذرني أيها القاضي، فما أقدر على إخراجك.
فيقول: اللهم اشهد.
فبلغع ذلك أحمد، فأرسل إليه: كيف رأيت المغلوب المقهور لا أمر له ولا نهي، ولا تصرف له في نفسه، لا يزال هكذا حتى يرد على كتاب المعتمد بإطلاقك.
ولما طال حبس بكار طلب أصحاب الحديث إلى أحمد أن يأذن لهم في السماع منه، فكان يحدثهم من طاق السجن، فأكثر من سمع منه في آخر عمره كان كذلك.
قال ابن زولاق: ثم أمر ابن طولون بنقل بكار من السجن إلى دار اكتريت له عند درب الصقلي، فأقام فيها.
فلما مات أحمد بن طولون بلغ بكاراً، فقال: ما للناس؟! قيل: انصرف أيها القاضي إلى منزلك، فقد مات أحمد.
فقال: انصرف أيها القاضي إلى منزلك، فقد مات أحمد.
فقال: الدار بأجرة، وقد صلحت لي.
وعاش بعد ابن طولون أربعين يوماً، ومات في تلك الدار، وكانت جنازة حافلة جداً، وما روى أحد فيها راكباً، وصلى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبة، ودفن بطريق القرافة. والدعاء عند قبره مستجاب، ومات يوم الخميس، لخمس بقين من ذي الحجة، سنة سبعين ومائتين، وقد قارب التسعين، وكانت مدة ولايته أربعاً وعشرين سنة، رحمه الله تعالى، ورضى عنه، ونفعنا ببركاته، آمين.
572 - بكر بن محمد بن أحمد بن مالك بن جماع بن عبد الرحمن
ابن فرقد، أبو أحمد، السنجي، الورسنيني
دسكن سمرقند،، وروى عن أبيه، في آخرين، وكان فقيهاً، مناظراً، عقد له مجلس الإملاء.
ومات بسمرقند، سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. قاله في " الجواهر ".
وقال السمعاني: مات ببخارى، سنة إحدى وخمسين.
وسيأتي تحقيق النسبة إلى سنج، وورسنين، في باب الأنساب مفصلاً، إن شاء الله تعالى.
573 - بكر بن محمد بن علي بن الحسن بن أحمد
ابن إبراهيم بن إسحاق بن عثمان بن جعفر بن جابر
ابن عبد الله الأنصاري، الزرنجري، أبو الفضائل
الملقب شمس الأئمة، من أهل بُخارى.
تفقه على شمس الأئمة الحلواني، وغيره، وبرع في الفقه، وكان يضرب به المثل في حفظ مذهب أبي حنيفة، وكان مُصيباً في الفتاوى، وأجوبة الوقائع، وكانت له معرفة بالأنساب والتواريخ، وكان أهل بلده يسمونه أبا حنيفة الأصغر.
وكان نهاية في الحفظ، بحيث إن المتفقه إذا طلب منه إلقاء درسٍ من أي محل كان، يلقيه من حفظه، ولا يحتاج إلى مراجعة كتاب.
وكانت الفقهاء إذا وقع لهم في الرواية إشكال يراجعونه، ويأخذون بقوله.
وأملى، وحدث، وسمع أباه، وشيخه الحلواني، وأبا مسعود البجلي، وكانت عنده كتب عالية.
وذكره السمعاني في " مشيخته "، وحكى أنه أجازه مكاتبة، سنة ثمان وخمسمائة، وأن جماعة كثيرة بخراسان وما وراء النهر رووا له عنه، وأن ولادته كانت سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ووفاته في شعبان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
وقيل: إنه مات في ربيع الأول، من هذه السنة، رحمه الله تعالى.
574 - بكر بن محمد العمي
تفقه على محمد بن سماعة، وتفقه عليه القاضي أبو حازم، وكان من أعيان الأئمة علماً وعملاً.
وسيأتي في الأنساب بيان هذه النسبة مفصلاً، إن شاء الله تعالى.
575 - بكبرس، أبو الفضائل، وأبو شجاع
نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 195