نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 146
وأما الأصول ف " البرهان " لا يقوم عنده بحجة، وصاحب " المنهاج " لا يهتدى معه إلى محجة.
وأما النحو فلو أدركه الخليل لاتخذه خليلا، أو يونس لأنس بدرسه وشفى منه غليلاً.
وأنا المعاني ف " المصباح " لا يظهر له نور عند هذا الصباح، وماذا يفعل " المفتاح " مع من ألفت إليه المقاليد أبطال الكفاح.
إلى غير ذلك من علوم معدودة، وفضائل مأثورة مشهودة:
هُو البحرُ لا بَلْ دونَ مَا عِلْمِهِ البحرُ ... هو البدرُ لا بل دونَ طَلْعَتِهِ البدْرُ
هُوَ النَجْمُ لا بل دونَه النجمُ رُتْبَةً ... هو الدُّرُّ لا بل دون مَنْطِقِه الدُّرُّ
هو العالِمُ المشهورُ في العصرِ والذي ... به بين أَرْبابِ النُهَى افْتَخَرَ العَصْرُ
هو الكاملُ الأَوْصافِ في العلم والتُقَى ... فطابَ به في كل ما قُطْرٍ الذِّكْرُ
محاسِنُهُ جَلَّتْ عن الحَصْرِ وازْدَهَى ... بِأَوْصافِه نَظْمُ القصائِد والنَّثْرُ
ولد بالإسكندرية، في شهر رمضان، سنة إحدى وثمانمائة، وقدم القاهرة مع والده، وكان من علماء المالكية، فتلا على الزراتيتي، وأخذ النحو عن الشمس الشطنوفي، ولازم القاضي شمس الدين البساطي، وانتفع به في الأصلين، والمعاني والبيان، وأخذ عن الشيخ يحيى السيرامي، وبه تفقه، وعن العلاء البخاري، وأخذ الحديث عن الشيخ ولي الدين العراقي، وبرع في الفنون.
واعتنى به والده في صغره، فأسمعه الكثير على التقي الزُبيري، والجمال الحنبلي، والصدر الإبشطي، والشيخ ولي الدين، وغيرهم.
وأجاز له السراج البلقيني، والزين العراقي، والجمال ابن ظهيرة، والهيتمي، والكمال الدميري، والحلاوي، والجوهري، والمراغي، وآخرون.
وخرج له " مشيخة " شمس الدين السخاوي، وحدث بها، وبغيرها.
وخرج له السيوطي " جزءاً " في الحديث المسلسل بالنحاة، وحدث به.
قال: وهو إمام، علامة، منقطع القرين، سريع الإدراك، أٌرأ التفسير والحديث، والفقه، والعربية، والمعاني، والبيان، وغيرها، وانتفع به الجم الغفير، وتزاحموا عليه، وافتخروا بالأخذ عنه، مع الخير، والعفة، والتواضع، والشهامة، وحسن الشكل والأبهة، والانجماع عن بني الدنيا.
أقام بالجمالية مدة، ثم ولي المشيخة، والخطابة، بتربة قايتباي الجركسي، بقرب الجبل، ومشيخة مدرسة اللالاَّ، وطلب لقضاء الحنفية بالقاهرة، سنة ثمان وستين، فامتنع.
وصنف " شرح المُغني " لابن هشام، و " حاشية على الشفاء "، و " شرح مختصر الوقاية " في الفقه، و " شرح نظم النخبة " في الحديث، لوالده.
وله نظم حسن، قال السيوطي: أنشدني منه ما قاله حين تولى الظاهر ططر، ونوه أنه [إن] مات أفسد الأتراك وهو:
يَقول خَلِيلي العِدى أَضْمَرَتْ ... إذا مات ذا المَلْكُ سُوء الوَرَى
فقلتُ سَلِ الله إبقاءهُ ... ويَكْفِينَنَا الظاهرُ المُضْمَرَا
قال: وكتب لي نقريظاً على " شرح الألفية "، و " جمع الجوامع " تأليفي.
وقلت أمتدحه:
لُد بمَن كان للفضائل أهْلا ... مِن قَديمٍ ومنذ قد كان طِفْلا
وبِمَن حَازَ سُودَداً وارْتِفَاعاً ... ومَكَاناً عَلاَ السِّماك وأَعْلَى
عالمُ العَصْرِ من عَلاَ في حديثٍ ... وزَكَا في القديم فَرْعاً وأَصْلا
عَلَمُ الرُّشْدِ ذُخْرُ أهل المعاني ... كَنْزُ عِلْمٍ يُولِيكَ طَلاًّ وَوَبْلا
جمَّلَ اللهُ منه طَلْعَةَ عَصْ ... وكَسَا الدَّهْر منه تاجا مَحَلى
قد ترقى من العلوم مَحَلاًّ ... وتَبَوَّا من الهدايةِ نُزلا
نال في العِلْمِ ذِرْوَةَ المجدِ فامْتا ... زَ بقِدْحٍ من العلوم مُعَلى
تَوَّجَ الفِقه حين ألف شَرْحاً ... وكَساهُ بالابْتِهاجِ وحَلَّى
جلَّ عن مثله فكم أوْضَحَ المُشْ ... كَل حتَّى اكتَسَى ضِياء وجُلى
لو رآهُ النُعمان أَنْعَمَ عَيْناً ... أو رآه الخَليلُ وافَاهُ خِلاَّ
وَسْمُهُ في الأنامِ أفضلُ في التَّفْ ... ضلِ والحقُ أنه الفَرْدُ فَضْلا
نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 146