نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 144
وروى عنه يحيى بن صاعد، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وغيرهما.
قال الخطيب: كان ثقة، حجة، يذكر بالصلاح والعبادة، وكان من أصحاب القاضي يحيى بن أكثم، وكان قبل ذلك يتقلد واسط، وقطعة من أعمال السواد.
قال غير الخطيب: كان إليه أحد جانبي بغداد، والجانب الآخر إلى إسماعيل بن إسحاق، ثم استعفى في أيام المعتضد، ورد عليهم العهد، ولزم بيته، واشتغل بالعبادة حتى مات.
وروى الخطيب عن أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، قال: ركبتُ يوماً من الأيام مع إسماعيل بن إسحاق، إلى القاضي أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وهو ملازم لبيته، فرأيته شيخاً مُصفاراً، أثر العبادة عليه، ورأيت إسماعيل أعظمه إعظاماً شديداً، وسأله عن نفسه وأهله، وعجائزه، وجلسنا عنده، ثم انصرفنا، فقال لي إسماعيل: يا بني، تعرف هذا الشيخ؟
قلت: لا.
قال: هذا البرتي القاضي، لزم بيته، واشتغل بالعبادة، هكذا تكون القضاة، لا كما نحن.
وعن العلاء بن صاعد بن مخلد، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وهو جالس في موضع، فدخل عليه أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصافحه، وقبل بين عينيه، وقال: مرحباً بالذي يعمل بسنتي وأثرى.
وكان العلاء بن صاعد إذا جاءه أبو العباس قام له، وقبل بين عينيه، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل بك.
ووثقه الدارقطني.
وقال أحمد: صدوق، وما أعلم إلا خيراً.
مات ليلة السبت، لتسع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، سنة ثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
والبرتي؛ بكسر الباء الموحدة، وسكون الراء، وفي آخرهما التاء المثناة من فوق: نسبة إلى برت، قرية بنواحي بغداد.
هذا هو الصحيح من نسبته ونسبه.
وأما صاحب " الجواهر " فقد وهم، فذكره أيضاً فيمن اسمه أحمد بن عيسى.
وذكر قصة إسماعيل بن إسحاق المذكورة معه، وغيرها من ترجمته، كما هنا، وأشار إليه في الأنساب، فقال: الزنبي، نسبة أحمد بن عيسى، نسبة إلى زنب، قرية على ساحل بحر الروم، قرية من عكا، ولا أدري بالنون أو الياء، كذا قال: السمعاني، قال ابن الأثير: والصحيح أنها بالياء لا غير. انتهى.
وقد تصفحت كثيراً من كتب التواريخ، وطبقات الأئمة، فلم أجد فيها ما يشعر بأنه كان في ذلك العصر من القضاة الحنفية، من يقال له أحمد بن عيسى الزنبي، وكأن صاحب " الجواهر " - والله أعلم - رأى في بعض الكتب ترجمة أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وقد أسقط الكاتب اسم أبيه محمد، وصحف البرتي بالزنبي، فنقلها كما هي من غير تحرير ولا مراجعة، وظنها ترجمة لشخص آخر غير هذه الترجمة، وتبعه غيره ممن صنف في " طبقات الحنفية "، والله أعلم بالصواب.
347 - أحمد بن محمد بن عيسى بن زياد الأنطاكي
الفقيه، أبو بكر، ابن أبي عبد الله
ابن أبي موسى، القاضي
سمع بأنطاكية، وطرسوس، والمصيصة، وروى عن محمد بن آدم، ومحمد بن سليمان، وأحمد بن أبي بكر الحواري، وقاسم بن عثمان الجوعي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وغيره.
ذكره ابن العديم، في " تاريخ حلب "، وقال: كان أبوه أبو عبد الله قاضياً بحلب، وقنسرين، وكان أبوه وجده فقيهين على مذهب الإمام أبي حنيفة.
وقال عبد الغني بن سعيد المصري، في " كتاب القضاة ": وقدم مصر، وحدث بها وروى بسنده، أن القاضي أحمد هذا، رُفع له فيها ورقة مكتوب فيها:
أَيُها القاضِي الكثيرُ الهِبَاتِ ... صَانَكَ اللهُ مِنْ مَقامِ الدُّناتِ
أَيكُونُ القِصاصُ مِن قَتْلِ لَحْظٍ ... مِنْ غَزالٍ مُوَرَّدِ الوَجَنَاتِ
أَمْ يَخَافُ العَذَابَ من هو صَبٌّ ... مُبْتَلىً بالزَّفيرِ والْحَسَراتِ
فأخذ الورقة، وكتب على ظهرها:
يا ظَرِيفَ الصَّنيعِ والآلاتِ ... وعَظِيمَ الأَشْجان واللَّوَعاتِ
إِنْ تَكُنْ عاشقاً فلَمْ تَأْتِ ضَنْباً ... بَلْ تَرَّقَيْتَ أَرْفَعَ الدَّرَجاتِ
ومَتى أقْضِ بالقِصَاصِ على لَحْ ... ظِ حَبِيبٍ أُخْطِى طَرِيقَ القُضاةِ
348 - أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد بن السكن
أبو جعفر، السكوني
أخذ عن أبي يوسف، ومحمد، وروى عنه وكيع. قاله في " الجواهر ".
نام کتاب : الطبقات السنية في تراجم الحنفية نویسنده : الغزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 144