(تالله مَا نالني حجر وَلَا ألم ... الا اسْتَغَاثَ رجائي فِيك يَا لعَلي)
مَاتَ بِدِمَشْق بخلوته من زَاوِيَة الشَّيْخ خَلِيل القلعي فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَلم يعلم بِمَوْتِهِ الا بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَلم يحصل لَهُ من أهل دمشق أَنْصَاف وَلذَا قَالَ فِيمَا كتب بِهِ من هُنَاكَ لِأَخِيهِ لأمه:
(دمشق غَدا بهَا حَالي عسيرا ... وفيهَا ضَاعَ مَالِي مَعَ قماشي)
(قلت نعم عيونها كَثِيرَة ... لَكِنَّهَا لَيْسَ بهَا إِنْسَان)
وَقَالَ أَيْضا:
(قَالُوا دمشق لم يزل خريرها ... يسمع من أنهارها الجراره)
(فَقلت مصر بعد خلجانها ... تحكي لكم أنهارها الخراره)
وَمن نظمه:
(إِذا قيل فِي الْأَسْفَار خمس فَوَائِد ... أَقُول وَخمْس لَا تقاس بهَا بلوى)
(فتضييع أَمْوَال وَحمل مشقة ... وهم وأنكاد وَفرْقَة من أَهْوى)
784 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الصَّدْر بن الشّرف ابْن الْمعِين اليونيني البعلي الْحَنْبَلِيّ قريب عبد الْغَنِيّ بن الْحسن / الْمَاضِي. ولد فِي نصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الشحرور وَحفظ الْمقنع وَعرضه على الْبُرْهَان بن البحلاق وَعَلِيهِ اشْتغل فِي الْفِقْه، وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن أَبِيه وبدمشق عَن الْعَلَاء بن مُفْلِح ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء بَلَده فِي سنة ثَلَاث وَخمسين إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ قد سمع على وَالِده والتاج بن بردس والقطب اليونيني القَاضِي فِي آخَرين، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل مصر وَغَيرهَا، لَقيته ببعلبك، وَكَانَ مَذْكُورا بِحسن السِّيرَة لكنه مزجي البضاعة فِي الْعلم. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ بصالحية دمشق وَدفن
نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : السخاوي، شمس الدين جلد : 4 صفحه : 295