نام کتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب نویسنده : الإستانبولي، محمود مهدي جلد : 1 صفحه : 44
وعندما وضحت الرؤية، وتحددت أبعاد الصورة أمام ذهنيّة الداعية فكّر في طريقة مثلى، ووسيلة مجدية، لانتشال أبناء ملته ودينه من تلك الورطة الرهيبة، فلم ير وسيلة أقرب ولا أجدى من محاولة العودة بهم إلى صفاء العقيدة في ظل حياة تستوعب حكماً عادلاً قادراً على تنفيذ خطّة إصلاح تتناول المبدأ والعقيدة والمجتمع والحياة.
ولكن كيف السبيل؟ هل يكون ذلك بمجرد الوعظ وحشد الخطب الرادعة الزاجرة أم أن ذلك يتطلب منطقاً سليماً وإرادةً واعيةً وإصراراً على فتح الحوار للتعامل في جوٍّ يتيح فرصة إيجاد التطبيق العمل؟.. وبعد أن تجمع لدى الداعية من شواهد التاريخ الماضي والحاضر أن تجربة نشر الحقيقة دون حسام أو سلطان لن يكون كافياً لمنح منطق مقبول، إن لم تتعرض الحقيقة نفسها للسلب أو التشويه أو الرفض.
فرأى أن الحكمة وحسن الدعوة أن يعتمد في دعوته على أمرين هامين:
الأمر الأول:
الأصالة والوضوح فيما يدعو إليه.. فيلتمس دعوته من النبع الصافي: كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه السلام، دون أخذ بآراء الرجال وخرصها.. وأن يفتح باب الاجتهاد الذي أغلقه الجهلة الأغبياء، والمتعصبون لمذاهبهم.
الأمر الثاني:
أن يستعين بالقدرة السلطانية على تنفيذ وحماية منطق الدعوة ومبادئها.
نام کتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب نویسنده : الإستانبولي، محمود مهدي جلد : 1 صفحه : 44