responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 3  صفحه : 237
أَبِيه بعد مُدَّة بسفارة الْأَمِير بكتمر الساقي فَلم يقم إِلَّا نَحْو السّنة وَزَاد فِي قبح السِّيرَة فَأخْرجهُ السُّلْطَان ثَانِيًا وَأقَام سنة. فَلم يُطلق أَبوهُ غيبته عَنهُ وَكَانَ قد فتن بِهِ حَتَّى أَنه لشدَّة حبه إِيَّاه لَا يكَاد يصبر عَنهُ سَاعَة وَاحِدَة فَسَأَلَ السُّلْطَان فِي عوده مشافهة وَضمن تَوْبَته فَأَعَادَهُ السُّلْطَان إِلَى الْقَاهِرَة فَأَنْشَأَ بجوار بَيت أَبِيه على النّيل دَارا كلف قُضَاة الْأَعْمَال فِيهَا لحمل الرخام وَغَيره واستدعى لَهَا الصناع من الشَّام وَبَالغ فِي اتقانها فبلغت النَّفَقَة عَلَيْهَا زِيَادَة على خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم. وَبلغ السُّلْطَان ذَلِك فَحدث الْأُمَرَاء. بِمَا بلغه وَأنكر على القَاضِي بتمكين وَلَده من هَذَا فَبعث الْأَمِير عز الدّين أيدمر الخطيري إِلَى القَاضِي يعنفه ويشنع عَلَيْهِ ويلومه على إِنْفَاق وَلَده هَذَا المَال الْكَبِير فَاعْتَذر عَنهُ بِأَنَّهُ اقْترض مَا عمر بِهِ هَذِه الدَّار فَإِن سُكْنى الْقَاهِرَة لم توافقهم واحتاجوا إِلَى السُّكْنَى على النّيل. ثمَّ إِنَّه أَيْضا اشْترى فِي الْقَاهِرَة دَارا وجددها بِمَا يزِيد على مِائَتي ألف دِرْهَم فَكثر الْكَلَام فِيهِ. هَذَا مَعَ جفائه للنَّاس وَقُوَّة نَفسه وَسُوء سيرته وسيرة إخْوَته أَيْضا وتغافل أَبِيهِم عَنْهُم وتصاممه عَن الشكوى فيهم فَكتب فِي القَاضِي عدَّة أوراق للسُّلْطَان وَنسب فِيهَا إِلَى أَنه لَا يولي نَائِبا عَنهُ فِي بلد حَتَّى يجْتَمع بأولاده وشنع فِيهَا أَن الْقُضَاة فِي أَيَّامه إِنَّمَا تلِي بالبراطيل وتتزايد فِي الولايات. وَكَانَ السُّلْطَان لَا يرشى ويعاقب من يرتشي أَشد الْعقُوبَة فَكَانَ يُرَاعِي الْقُضَاة لما فِي نَفسه من إجلالهم وتعظيمهم إِلَى أَن نعاط أَمر أَوْلَاد القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي وَكَثُرت الْقَصَص فيهم وَفِي مَمْلُوكه. وَعمل حسن الْغَزِّي الشَّاعِر فيهم قصيدة شنيعة وأوصلها إِلَى شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله فقصد نكاية الْقزْوِينِي وَقَالَ للسُّلْطَان عَنْهَا وَقرأَهَا عَلَيْهِ فأثرت فِي السُّلْطَان وغيرته على الْقزْوِينِي وَمِنْهَا وَهِي طَوِيلَة: قَاض على الْأَيَّام سل صَارِمًا بحده يلتقط الدراهما وَسن من أَوْلَاده لَهَا دَمًا جردهم فانتهكوا المحارما والشبل فِي الْمخبر مثل الْأسد وَابْنه البدري خطيب جلقي بِامْرَأَة الْكَامِل مشغوف شقي بادره بِالْعَزْلِ فَلَيْسَ يرتقي مَنَابِر الْإِسْلَام إِلَّا متقي متزر ثوب العفاف مُرْتَد يَا ملك الْإِسْلَام يَا ذَا الهمة أزل عَن الْملَّة هذي الْغُمَّة واحلل بِعَبْد الله سيف النقمَة فَإِنَّهُ حجاج هذي الْأمة واردعه ردع كل مُفسد

نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 3  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست