responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 341
فوصلوا إِلَى الْقَاهِرَة لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ خَامِس ذِي الْحجَّة وأكرموا غَايَة الْإِكْرَام. فَلَمَّا كَانَ وَقت الْعَصْر من يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشره: وَاجْتمعَ الْأُمَرَاء والعسكر بقلعة الْجَبَل وألبست المماليك السُّلْطَانِيَّة الكلفيات الزركش والطرز الزركش على أَفْخَر الملابس وَجلسَ السُّلْطَان بعد الْعشَاء الْآخِرَة وَبَين يَدَيْهِ ألف شمعة تعد وَقد وقفت المماليك من بَاب القلعة من بَاب الإيوان صفّين. وأحضرت الرُّسُل فَسَلمُوا وَقَامَ قَاضِي الْموصل وعَلى رَأسه طرحة فَخَطب خطْبَة بليغة وجيزة فِي معنى الصُّلْح ودعا للسُّلْطَان ولغازان وللأمراء وَأخرج كتابا من غازان مَخْتُومًا فَلم يفتح. وَأخرج بالرسل إِلَى مكانهم إِلَى لَيْلَة الْخَمِيس فَفتح الْكتاب الَّذِي من عِنْد غازا وَهُوَ فِي قطع نصف الْبَغْدَادِيّ فَإِذا هُوَ بالخط المغلي فعرب وَقُرِئَ من الْغَد بِحَضْرَة أهل الدولة فَإِذا هُوَ يتَضَمَّن أَن عَسَاكِر مصر دخلت فِي الْعَام الْمَاضِي أَطْرَاف بِلَاده وأفسدت فَأَنف من ذَلِك وَقدم إِلَى الشَّام وَهزمَ العساكر ثمَّ عَاد فَلم يخرج إِلَيْهِ أحد فَرجع إبْقَاء على الْبِلَاد لِئَلَّا تخرب وَأَنه مستعد للحرب ودعا إِلَى الصُّلْح فَكتب جَوَابه وجهز الْأَمِير شمس الدّين مُحَمَّد بن التيتي وعماد الدّين على بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعلي بن السكرِي خطب جَامع الْحَاكِم والأمير حسام الدّين أزدمر المجيري للسَّفر بِالْجَوَابِ مَعَ الرُّسُل الواصلين من عِنْد غازان. وَكَانَ هَذَا عَام: سَائِر أقطار الأَرْض مشتغلة بِالْحَرْبِ فَكَانَ الْملك المسعود عَلَاء الدّين سنجر - عَتيق شمس الدّين أيتمش عَتيق السُّلْطَان غياث الدّين - وَهُوَ ملك دله بِالْهِنْدِ قد حَارب قوما فِي السّنة الْمَاضِيَة فَأتوا فِي هَذِه السّنة إِلَى دله ونهبوا وأسروا وَخرج عَلَيْهِ طَائِفَة التتر فحاربهم حروباً عَظِيمَة وَهَزَمَهُمْ. وَقَامَ بِأَرْض الْحَبَشَة فِي السّنة الْمَاضِيَة رجل يُقَال لَهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد يَدْعُو إِلَى الْإِسْلَام فَاجْتمع عَلَيْهِ نَحْو المائتي ألف رجل. وَحَارب الأمحري فِي هَذِه السّنة حروباً كَثِيرَة. وَكَانَ بِبِلَاد الْيمن بَين ملكهَا الْملك الْمُؤَيد هزبر الدّين وَبَين الزيدية عدَّة حروب. وفيهَا ثقلت وَطْأَة الْأَمِير الْوَزير سنقر الأعسر على الْأُمَرَاء لشد تعاظمه وَكثر شمعه وتزايد كبره ووفور حرمته وَقُوَّة مهابته وَلما كَانَ من ضربه للتاج بن سعيد الدولة مُسْتَوْفِي الدولة بالمقارع حَتَّى أسلم وتغريمه مَالا كَبِيرا وَكَانَ من ألزام الْأَمِير الجاشنكير وَفِيه حمق ورقاعة زَائِدَة. فَلَمَّا فعل بِهِ الْوَزير مَا فعل نحلى عَن الْمُبَاشرَة وَانْقطع بزاوية الشَّيْخ نصر المنبجي خَارج بَاب النَّصْر حَتَّى تحدث الشَّيْخ نصر مَعَ الْأَمِير بيبرس فِي إعفائه من الْمُبَاشر فَأَجَابَهُ وَكَانَ لَهُ فِيهِ اعْتِقَاد ولكلامه عِنْده قبُول.

نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست