responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 320
عزائمهم على الثَّبَات حَتَّى كثر الْبكاء. هَذَا وغازان ثَابت لم يَتَحَرَّك وَقد تقدم إِلَى أَصْحَابه كلهم أَلا يَتَحَرَّك أحد مِنْهُم حَتَّى يحمل هُوَ بِنَفسِهِ فيتحركون عِنْد ذَلِك يدا وَاحِدَة فبادر عَسَاكِر الْمُسلمين للحركة وأشعل الزراقون النفط وحملوا على غازان فَلم يَتَحَرَّك وَكَانَ فِي الظَّن أَن غازان أَيْضا يَتَحَرَّك إِلَى لقائهم. فمرت خُيُول العساكر بِقُوَّة شوطها فِي الْعَدو ثمَّ لما طَال المدى قصرت فِي عدوها وخمد نَار النفط. فَحمل عِنْد ذك غازان. بِمن مَعَه حَملَة وَاحِدَة حَتَّى اخْتَلَط بالعساكر بَعْدَمَا قدم عشرَة آلَاف مشَاة يرْمونَ بالنشاب حَتَّى أَصَابَت سِهَامهمْ خيولاً كَثِيرَة وَألقى الفرسان عَنْهَا. وَكَثُرت نكاية الْعَرَب بِالسِّهَامِ فولى الْعَرَب أَولا وتبعهم جَيش حلب وحماة فتمت هزيمَة الميمنة من ميسرَة غازان. وصدمت الميسرة ميمنة غازان صدمة فرقت جمعهَا وهزمتها عَن آخرهَا وَقتلت مِنْهَا نَحْو الْخَمْسَة آلَاف وَكتب بذلك للسُّلْطَان - وَهُوَ معتزل فِي طَائِفَة مَعَ حسام الأستادار - فسر بذلك. وَكَاد غازان أَن يولي الإدبار واستدعى قبجق نَائِب دمشق فشجعه قبجق وثبته حَتَّى تلاحق بِهِ من انهزم وَعَاد لَهُ أمره فَحمل حَملَة وَاحِدَة على الْقلب فَلم يثبت لَهُ وَولى سلار وبكتمر الجوكندار وبرلغى وَسَائِر الْأُمَرَاء البرجية وَركب غازان أقفيتهم حَتَّى كَانَت سهامه تصيب خوذة الْفَارِس فتقدح نَارا. هَذَا وَالسُّلْطَان معتزل وَمَعَهُ الحسام وَهُوَ يبكى ويبتهل وَيَقُول: يَا رب لَا تجعلني كَعْبًا نحساً على الْمُسلمين ويهم أَن يفر مَعَ الْقَوْم فيمنعه الحسام وَيَقُول: مَا هِيَ كسرة لَكِن الْمُسلمين قد تَأَخَّرُوا وَلم يبْق مَعَه من المماليك غير اثنى عشر مَمْلُوكا. وعادت الميسرة الإسلامية بعد كسرة ميمنة غازان إِلَى حمص بعد الْعَصْر وَمَعَهُمْ الْغَنَائِم فَإِذا الْأُمَرَاء البرجية أهل الْقلب قد انكسروا والمغل فِي أَعْقَابهم فَبُهِتُوا. وخشى غازان من الكمناء فَكف عَن اتِّبَاع العساكر وَكَانَ ذَلِك من لطف الله بهم فَلَو قد مر فِي طَلَبهمْ لهلكوا من عِنْد آخِرهم. وَوصل المنهزمون إِلَى حمص وَقت الْغُرُوب وَقد غنم التتر سَائِر مَا كَانَ مَعَهم مِمَّا لَا يدْخل تَحت الْحصْر وألقوا عَن أنفسهم السِّلَاح طلبا للنجاة فَاشْتَدَّ صُرَاخ أهل حمص وصاحوا بالعسكر: الله الله فِي الْمُسلمين وَقد كلت الْخُيُول فَمروا إِلَى بعلبك ونزلوا عَلَيْهَا بكرَة يَوْم الْجُمُعَة وَقد غلقت أَبْوَابهَا فامتاروا مِنْهَا ومروا فِي سيرهم إِلَى

نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست