responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 284
وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادسه: قبض على الْأَمِير بدر الدّين بيسري الشمسي وعَلى الْأَمِير شمس الدّين الْحَاج بهادر الْحلَبِي الْحَاجِب والأمير شمس الدّين سنقر شاه الظَّاهِرِيّ وَسبب ذَلِك أَن منكوتمر فِي مُدَّة ضعف السُّلْطَان كَانَ هُوَ الَّذِي يعلم عَنهُ على التواقيع والكتب وَصَارَ يخْشَى أَن يَمُوت السُّلْطَان وَلم يكن لَهُ ولد ذكر فَيجْعَل بعده فِي السلطنة بيسري وَكَانَ يكره منكوتمر. فَحسن منكوتمر لمن خيل السُّلْطَان من ذَلِك وَأَن يعْهَد لأحد فَاقْتضى رَأْيه أَن يَجْعَل الْأَمِير منكوتمر ولي عَهده ويقرن اسْمه باسمه فِي الْخطْبَة وَالسِّكَّة وَاسْتَشَارَ فِي ذَلِك الْأَمِير بيسري فَرده ردا خشناً وَقَالَ: منكوتمر لَا يَجِيء مِنْهُ جندي وَقد أَمرته وَجَعَلته نَائِب السلطة ومشيت الْأُمَرَاء والجيوش فِي خدمته فامتثلوه رِضَاء لَك مَعَ مَا تقدم من حلفك أَلا تقدم مماليكك على الْأُمَرَاء وَلَا تمكنهم مِنْهُم فَمَا قنعت بِهَذَا حَتَّى تُرِيدُ أَن تَجْعَلهُ سُلْطَانا وَهَذَا لَا يوافقك أحد عَلَيْهِ وَنَهَاهُ أَن يذكر هَذَا لغيره وخوفه الْعَاقِبَة وَانْصَرف عَنهُ فلشدة محبَّة السُّلْطَان فِي منكوتمر أعلمهُ بِمَا كَانَ من بيسري فأسرها فِي نَفسه وعاداه وَأخذ يدبر عَلَيْهِ وعَلى الْأُمَرَاء ويغري السُّلْطَان بِهِ وبهم. وَاتفقَ مَجِيء الْخَبَر بِالْحلف بَين الْمغل وَخُرُوج التجريدة إِلَى سيس فَلَمَّا تفرق الْأُمَرَاء وَلم يبْق من يخافه منكوتمر توجه إِلَى الْأَمِير بيسري. واستمال أستاداره بهاء الدّين أرسلان بن بيليك حَتَّى صَار من خواصه ورتبه فِيمَا يَقُوله. ثمَّ حسن منكوتمر للسُّلْطَان أَن ينتدب بيسري لكشف جسور الجيزة فَتقدم لَهُ بذلك مَعَ أَنَّهَا غض مِنْهُ إِذْ مَحَله أجل من ذَلِك فَلم يأب وَخرج إِلَى الجيزة بمماليكه وَأَتْبَاعه وَصَارَ يحضر الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة بالقلعة فِي يومي الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَيجْلس رَأس الميمنة تَحت الطواشي حسام الدّين بِلَال المغيثي لأجل تقدمه وَيعود إِلَى الجيزة حَتَّى أتقن عمل الجسور. فَلَمَّا تَكَامل إتقان الجسور اسْتَأْذن بيسري السُّلْطَان فِي عمل ضِيَافَة لَهُ فَإِذن فِي ذَلِك فاهتم لَهَا اهتماماً زَائِدا ليحضر إِلَيْهِ السُّلْطَان بالجيزة. فأمكنت الفرصة منكوتمر وَوجد سَبِيلا إِلَى بيسري فخدع أرسلان استادار بيسري ورتبه فِي كَلَام يَقُوله السُّلْطَان ووعده بإمرة طبلخاناه. فانخدع أرسلان وَدخل مَعَ منكوتمر إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ لَهُ بِأَن بيسري رتب أَنه يقبض عَلَيْك إِذا حضرت لضيافته فتخيل السُّلْطَان من قَوْله. وَاتفقَ أَن بيسري بعث إِلَى منكوتمر يطْلب مِنْهُ الدهليز السلطاني لينصبه السُّلْطَان فِي مَكَان المهم فَبَعثه إِلَيْهِ من غير أَن يعلم السُّلْطَان. فَلَمَّا مر الدهليز على الْجمال من تَحت القلعة ليتوجهوا بِهِ إِلَى الجيزة رَآهُ السُّلْطَان، فَأنْكر ذَلِك وَبعث ‘ لى منكوتمر يسْأَل مِنْهُ.

نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست