responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 277
فَبعث الْملك الْمَنْصُور لاجين من مصر الْأَمِير سنقر الأعسر وَكَانَ فِي خدمته. فوصل إِلَى ظَاهر دمشق فِي رَابِع عشره وَأقَام ثَلَاثَة أَيَّام وَفرق عدَّة كتب على الْأُمَرَاء وَغَيرهم وَأخذ الْأَجْوِبَة عَنْهَا وَحلف الْأُمَرَاء. وَسَار إِلَى قارا وَكَانَ بهَا عدَّة أُمَرَاء مجردين فحلفهم وَحلف عدَّة من النَّاس وَكتب بذلك كُله إِلَى مصر. وَسَار إِلَى لد فَأَقَامَ بهَا فِي جمَاعَة كَبِيرَة لحفظ الْبِلَاد وَلم يعلم كتبغا بِشَيْء من ذَلِك. فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت رَابِع عشريه: وصل الْأَمِير سيف الدّين كجكن وعدة من الْأُمَرَاء كَانُوا مجردين بالرحبة فَلم يدخلُوا دمشق ونزلوا بميدان الْحَصَا قَرِيبا من مَسْجِد الْقدَم فأعلنوا باسم السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور لاجين وراسلوا الْأُمَرَاء بِدِمَشْق فَخَرجُوا إِلَيْهِم طَائِفَة بعد طَائِفَة. وانحل أَمر كتبغا فتدارك نَفسه وَقَالَ لِلْأُمَرَاءِ: السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور خوشداشي وَأَنا فِي خدمته وطاعته وَأَنا أكون فِي بعض القاعات بالقلعة إِلَى أَن يُكَاتب السُّلْطَان وَيرد جَوَابه بِمَا يَقْتَضِيهِ فيأمري فَأدْخلهُ الْأَمِير جاغان الحسامي مَكَانا من القلعة. وَاجْتمعَ الْأُمَرَاء بِبَاب الميدان وحلفوا للْملك الْمَنْصُور وَكَتَبُوا إِلَيْهِ بذلك وَحفظ جاغان القلعة ورتب بهَا من يحفظ كتبغا وغلقت أَبْوَاب دمشق كلهَا إِلَّا بَاب النَّصْر وَركب الْعَسْكَر بِالسِّلَاحِ ظَاهر دمشق وأحاط جمَاعَة بالقلعة خوفًا من خُرُوج كتبغا وتحيزه فِي جِهَة أخرج. وَكثر كَلَام النَّاس وَاخْتلفت أَقْوَالهم وَعظم اجْتِمَاعهم بِظَاهِر دمشق حَتَّى أَنه سقط فِي الخَنْدَق جمَاعَة لشدَّة الزحام فِيمَا بَين بَاب النَّصْر وَبَاب القلعة فَمَاتَ نَحْو الْعشْرَة. وَاسْتمرّ الْحَال على هَذَا يَوْم السبت الْمَذْكُور ثمَّ دقَّتْ البشائر بعد الْعَصْر على القلعة وأعلن بِالدُّعَاءِ للْملك الْمَنْصُور ودعي لَهُ على المآذن فِي لَيْلَة الْأَحَد وَضربت البشائر على أَبْوَاب الْأُمَرَاء. وَفتحت الْأَبْوَاب فِي يَوْم الْأَحَد وَحضر الْأُمَرَاء والقضاة بدار السَّعَادَة وحلفوا الْأُمَرَاء بِحُضُور الْأَمِير أغرلو نَائِب الشَّام وَحلف هُوَ وَأظْهر السرُور. وَركب أغرلو والأمير جاغان الْبَرِيد إِلَى مصر وَبلغ ذَلِك الْأَمِير سنقر الأعسر بلد فَنَهَضَ إِلَى دمشق ودخلها يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشريه وَقد تَلقاهُ النَّاس وأشعلوا لَهُ الشموع وَأَتَاهُ الْأَعْيَان وَنُودِيَ من لَهُ مظْلمَة فَعَلَيهِ بِبَاب الْأَمِير شمس الدّين سنقر الأعسر. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة أول شهر ربيع الأول: خطب بِدِمَشْق للْملك الْمَنْصُور. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة ثامنه: وصل الْأَمِير حسام الدّين الأستادار بعسكر مصر

نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست