responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 254
من القلعة وَصَارَ الشجاعي بداره من القلعة محصورا. فَعِنْدَ ذَلِك تفرق عَنهُ أَصْحَابه ونزلوا إِلَى كتبغا فَلم يجد بدا من طلب الْأمان فَلم تجبه الْأُمَرَاء فتحير وَقَالَ: إِن كنت أَنا الْغَرِيم فَأَنا أتوجه إِلَى الْحَبْس طَوْعًا مني وَأَبْرَأ مِمَّا قيل عني وَخرج إِلَى بَاب الستارة السُّلْطَانِيَّة وَحل سَيْفه بِيَدِهِ وَذهب نَحْو البرج وَمَعَهُ الْأَمِير بهاء الدّين الأقوش والأمير سيف الدّين صمغار. وَقيل إِن الشجاعي لما أبي الْأُمَرَاء أَن يؤمنوه بعثوا آخر النَّهَار عِنْد الْعَصْر جمَاعَة فيهم الأقوش إِلَى عِنْد أم السُّلْطَان وطلبوا الشجاعي ليستشيروه فِيمَا يفعل فَلَمَّا حضر تكاثرت عَلَيْهِ المماليك ووثب عَلَيْهِ مِنْهُم أحد مماليك الأقوش وضربه من وَرَائه بِسيف أطار يَده وَثني بِأُخْرَى أسقطت رَأسه عَن بدنه وَرفعت فِي الْحَال على السُّور. وَكَانَ عمره نَحْو خمسين سنة. وَيُقَال إِنَّه لما حضر قَالَ لَهُ السُّلْطَان: يَا عمي لأي شَيْء هَذَا الَّذِي أَنْتُم فِيهِ فَقَالَ: لِأَجلِك يَا خوند فَقَالَ: خلوني أعمل شَيْئا تبقوا مُطْمَئِنين وَأَنا مَعكُمْ وَهُوَ أَنَّك تروح يَا أَمِير علم الدّين تقعد فِي مَكَان بالقلعة وَترسل وَرَائه الْأُمَرَاء ليطلعوا وَبعد أَيَّام نوفق بَيْنكُم ونعطيك قلعة بِالشَّام تروح إِلَيْهَا ونستريح مِنْهُم. فَقَامَ الْأُمَرَاء الْحَاضِرُونَ وقبضوا عَلَيْهِ وقيدوه وأخرجوه إِلَى مَكَان يسجن فِيهِ فَتوجه بِهِ الأقوش نَحْو البرج الجواني. فَلَمَّا كَانَ فِي أثْنَاء الطَّرِيق قَتله وَقطع رَأسه وَيَده وَأَخذهَا فِي ذيل قرظيته وَنزل إِلَى سوق الْخَيل والبرجية والمماليك السُّلْطَانِيَّة مُحِيطَة بِبَاب القلعة فَقَالُوا لَهُ: مَا مَعَك فَقَالَ: خبز سخن أرْسلهُ السُّلْطَان إِلَى الْأُمَرَاء ليعلموا أَن عندنَا الشَّيْء بِكَثْرَة يُرِيد بذلك النجَاة مِنْهُم. فظنوه صَادِقا وتركوه وَلَو علمُوا بِأَنَّهُ مَعَه رَأس الشجاعي لما خلص مِنْهُم. فَصَارَ إِلَى الْأُمَرَاء وناولهم الرَّأْس فبعثوا فِي الْحَال من حلف السُّلْطَان والأمراء الَّذين عِنْده. وَفتح بَاب القلعة وطلع كتبغا والأمراء إِلَى القلعة وهم راكبون إِلَى بَاب الْقلَّة ثَانِي يَوْم ودقت البشائر وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشريه. فَنُوديَ بعد ذَلِك بالأمان ففتحت أَبْوَاب الْقَاهِرَة وَكَانَت كلهَا مغلقة إِلَّا بَاب زويلة وَكَذَلِكَ الْأَسْوَاق كَانَت معطلة فِي هَذِه الْمدَّة. ثمَّ رفع رَأس الشجاعي على رمح وطيف بهَا الْقَاهِرَة ومصر وَلم يدعوا زقاقا حَتَّى

نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست