responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 20
وَفِي سادس عشريه: سَار السُّلْطَان جربذة إِلَى عثليث وسير الْأَمِير سنقرا السِّلَاح دَار والأمير عز الدّين الْحَمَوِيّ والأمير سنقرا الألفي إِلَى حيفا. فوصلوا إِلَيْهَا ففر الفرنج إِلَى المراكب وَتركُوا قلعتها فَدَخلَهَا الْأُمَرَاء بعد مَا قتلوا عدَّة من الفرنج وَبعد مَا أَسرُّوا كثيرا وخربوا الْمَدِينَة والقلعة وأحرقوا أَبْوَابهَا فِي يَوْم وَاحِد وعادوا بالأسري والرءوس والغنائم سَالِمين. وَوصل السُّلْطَان إِلَى عثليث فَأمر بتشعيثها وَقطع أشجارها فَقطعت كلهَا وَخَربَتْ أبنيتها فِي يَوْم وَاحِد. وَعَاد إِلَى الدهليز بقيسارية وكمل هدمها حَتَّى لم يدع لَهَا أثرا وقدمت منجنيقات من الصبيبة وزرد خاناه من دمشق وَورد عدَّة من الفرنج للْخدمَة فأكرمهم السُّلْطَان وأقطعهم الإقطاعات. وَفِي تَاسِع عشريه: رَحل السُّلْطَان من قيسارية وَسَار من غير أَن يعرف أحد قَصده فَنزل على أرسوف مستهل جُمَادَى الْآخِرَة وَنقل إِلَيْهَا من الأحطاب مَا صَارَت حول الْمَدِينَة كالجبال الشاهقة وَعمل مِنْهَا ستائر وحفر سربين من خَنْدَق الْمَدِينَة إِلَى خَنْدَق القلعة وسقفه بالأخشاب. وَسلم أَحدهمَا للأمير سنقر الرُّومِي والأمير بدر الدّين بيسري والأمير بدر الدّين الخازندار والأمير شمس الدّين الذّكر الكركي وَجَمَاعَة غَيرهم. وَسلم الآخر للأمير سيف الدّين قلاوون والأمير علم الدّين الْحلَبِي الْكَبِير والأمير سيف الدّين كرمون وَجَمَاعَة غَيرهم. وَعمل السُّلْطَان طَرِيقا من الخندقين إِلَى القلعة وردمت الأحطاب فِي الخَنْدَق فتحيل الفرنج وأحرقوها كلهَا. فَأمر السُّلْطَان بِالْحفرِ من بَاب السربين إِلَى الْبَحْر وَعمل سروبا تَحت الأَرْض يكون حَائِط خَنْدَق الْعَدو ساترا لَهَا وَعمل فِي الْحَائِط أبوابا يَرْمِي التُّرَاب مِنْهَا وَينزل فِي السروب حَتَّى تَسَاوِي أرْضهَا أَرض الخَنْدَق. وأحضر المهندسين حَتَّى تقرر ذَلِك وَولي أمره للأمير عز الدّين أيبك الفخري. فاستمر الْعَمَل وَالسُّلْطَان بِنَفسِهِ ملازم الْعَمَل بِيَدِهِ فِي الْحفر وَفِي جر المنجنيقات وَرمي التُّرَاب وَنقل الْأَحْجَار أُسْوَة لغيره من النَّاس. وَكَانَ يمشي. بمفرده وَفِي يَده ترس تَارَة فِي السرب وَتارَة فِي الْأَبْوَاب الَّتِي تفتح وَتارَة على حافة الْبَحْر يرامي مراكب الفرنج. وَكَانَ يجر فِي المجانيق ويطلع فَوق الستائر يَرْمِي من فَوْقهَا وَرمي فِي يَوْم وَاحِد ثَلَاثمِائَة سهم بِيَدِهِ. وَحضر فِي يَوْم إِلَى السرب وَقد فِي رَأسه خلف طَاقَة يَرْمِي مِنْهَا فَخرج الفرنج بِالرِّمَاحِ وفيهَا خطاطيف ليجبذوه فَقَامَ وَقَاتلهمْ يدا بيد وَكَانَ مَعَه الْأَمِير سنقر الرُّومِي والأمير بيسري والأمير بدر الدّين الخازندار فَكَانَ سنقر يناوله الْحِجَارَة حَتَّى قتل فارسين من الفرنج وَرَجَعُوا على أَسْوَأ حَال. وَكَانَ

نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست