responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 11
وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشره: اجْتمع الْأُمَرَاء والقضاة وَالْفُقَهَاء وَقُرِئَ التَّقْلِيد الْمَذْكُور وَشرع فِي ختان الْملك السعيد فَأمر السُّلْطَان النَّاس بالتأهب للعرض عَلَيْهِ بالأسلحة وآلات الْحَرْب. وقدمت طَائِفَة من جِهَة التتار المستأمنة فَكتب السُّلْطَان إِلَى أُمَرَاء خفاجة بخدمتهم. وَظهر كَوْكَب الذؤابة بالشرق وذؤابته نَحْو الغرب. وَصَارَ يطلع قبيل الْفجْر ويتقدم قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى صَار يطلع مرتفعا وأضاء ذَنبه كثيرا وَلم يتَغَيَّر عَن منزلَة الهقمة وَبعده مِنْهَا إِلَى جِهَة الْمشرق نَحْو رمح طَوِيل. وَاسْتمرّ من آخر رَمَضَان إِلَى أول ذِي الْقعدَة وَكَانَ يظْهر لَهُ قبل بروزه شُعَاع عَظِيم فِي الجو وَظهر أَيْضا فِي الغرب مِمَّا يَلِي الشمَال بعد عشَاء الْآخِرَة فِي لَيَال عديدة من أخريات رَمَضَان وأوائل شَوَّال خطوط مضيئة شبه الْأَصَابِع مُرْتَفعَة فِي جو السَّمَاء. واحمرت الشَّمْس فِي رَابِع شَوَّال قبيل الْغُرُوب وَذهب ضؤها حَتَّى صَارَت كَأَنَّهَا منكسفة إِلَى أَن غربت فَلَمَّا كَانَ بعد عشَاء الْآخِرَة أصَاب الْقَمَر مثل ذَلِك. وأحضر من المقس ظَاهر الْقَاهِرَة طِفْل ميت لَهُ رأسان وَأَرْبع أعين وَأَرْبع أرجل وَأَرْبع أَيدي وجد بساحل المقس. وَفِيه قتل الْملك المغيث فتح الدّين عمر بن الْملك الْعَادِل صَاحب الكرك وَورد الْخَبَر بوصول الرُّسُل إِلَى الْملك بركَة وإكرامه إيَّاهُم وتجهيزه لَهُم. وَفِي أول ذِي الْقعدَة: جلس السُّلْطَان لعرض العساكر عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَقد ملأوا الدُّنْيَا فساق كل أَمِير فِي طلبه وَهُوَ لابس لَامة حربه وجروا الجنائب وَعَلَيْهَا عدد الْحَرْب وَأمر السُّلْطَان أَلا يلبس أحد فِي هَذَا الْيَوْم إِلَّا شعار الْحَرْب. مِمَّا زَالَ السُّلْطَان جَالِسا على الصّفة الَّتِي بِجَانِب دَار الْعدْل والعساكر تَسوق وَهِي لابسة وديوان الْجَيْش بَين يَدَيْهِ والعساكر تعبر خَمْسَة ثمَّ عبرت عشرَة عشرَة. وَكَاد النَّاس يهْلكُونَ من الزحام وحمو الْحَدِيد فعبروا بِغَيْر حِسَاب. وَهلك عدَّة من النَّاس فِي الزحام مِنْهُم أيبك مَمْلُوك الْأَمِير عز الدّين أيدمر الْحلِيّ فَدفن ثمَّ نبش وَدفن فِي قبر آخر. فَقَالَ فِي ذَلِك القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر: مَا نقلوا أيبك من قَبره لحادث كلا وَلَا عَن ثبور لكنه فِي يَوْم عرض قضى وَالْعرض لابد لَهُ من نشور وَأَرَادَ السُّلْطَان بركوب الْعَسْكَر فِي يَوْم وَاحِد حَتَّى لَا يُقَال إِن أحدا اسْتعَار شَيْئا فَكَانَ من يعرض يدْخل من بَاب القرافة وَيخرج من جِهَة الْجَبَل إِلَى بَاب النَّصْر إِلَى

نام کتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك نویسنده : المقريزي    جلد : 2  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست