نام کتاب : السفر الخامس من كتاب الذيل نویسنده : الأنصاري، المراكشي جلد : 1 صفحه : 356
كريم خطته تلك اليمنى التي اليمن فيها تخطه، ونسقت جواهر بيانه التي راق بها سمطه، فلا تسألوا عن إبتهاجي بأعاجيبه، وانتهاجي لأساليبه، وشدة كلفي بالتماح وسيمه، وجدة شغفي باسترواح نسيمه، فإنه قدم وأنس النفس راحل فاستعاده، وسجم وروض الفكر ما حل فجاده، لا جرم أنه بما حوى من حرق النوى، وروى من طرق الهوى، وبكى للربع المحيل، وشكا من صائح الرحيل، هيج لواعج الأشواق وأثارها، وحرك للنفس حوارها، فحنت، [1] وأستوهب العين مدرارها، فما ضنت، فجاشت لوعة أستكنت [107 ظ] وتلاشت سلوة عنت، ووكف دمع كف، وثقل عذل خف، وأشتد الحنين، وأمتد الأنين، وعلا النحيب، وعرا الوجيب، وألتقى الصب والحين، ودرى المحب قدر ما جناه البين، وطالما اعمل في إحتمال المشاق عزيمه، وشد لإجتياب الآفاق حيازيمه:
ودع مثوى المقام معتزما ... ألا يرى للغرام ملتزما
وأزمع النأي عن أحبته ... والبين عن داره التي رئما
وما درى أنه بعزمته ... أشعل للبين في الحشا ضرما
وهل جرى ذاك في تصوره ... فربما أحدث الهوى لمما
إن هي إلا نوى مشتتة ... شملاً من العيش كان منتظما
وعاذل قال لي يعنتني: ... لا تبد فيما فعلته ندما
قلت له: هل رأيت قبلي من ... فارق أوطانه فما ندما [1] من المثل: " حرك لها حوارها تحن ".
نام کتاب : السفر الخامس من كتاب الذيل نویسنده : الأنصاري، المراكشي جلد : 1 صفحه : 356