نام کتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة نویسنده : الطبري، محب الدين جلد : 3 صفحه : 136
الدين وإظهار شعائره وانتظام أمره، وإن ظهرت لها صورة بحكم التبعية فغير مقصودة، ولم تزل سنة الله تعالى في أنبيائه ورسله وأوليائه والصالحين من عباده جارية بإعلاء منارهم وتكثير تابعهم وتحكمهم في أمور خلقه بحسب مراتبهم, وهل الدنيا إلا عبارة عن ذلك? لكن لا يعد شيء من ذلك دنيا؛ لعدم قصدها وإرادتها وإن حصلت صورتها ضمنا وتبعا.
والوجه الرابع: أن ما ذكره منتقض بالمواطن التي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها عليا على ما تقدم تقريره، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، وكل ما يتكلف فيه من غير ما أشرنا إليه فهو خلاف الظاهر.
ذكر اختصاصه بإقامة النبي -صلى الله عليه وسلم- إياه مقامه في نحر بقية بدنه, وإشراكه إياه في هديه -صلى الله عليه وسلم:
عن جابر حديثه الطويل، وفيه: فنحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثا وستين بدنة بيده وأعطى عليا فنحر ما غبر منها وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر، فطبخت فأكلا من لحمها، وشربا من مرقتها. خرجه مسلم.
"شرح" غبر أي: بقي, ومنه: {إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} أي: الباقين, والبضعة: القطعة بالفتح وأخواتها بالكسر مثل القطعة والفلذة والقدرة والكسرة والخرقة، وما لا يحصى، قاله الجوهري والبضع والبضعة في العدد مكسور وبعض العرب يفتحها وهو ما بين الثلاث والتسع، يقال: بضع سنين وبضعة عشر رجلا، وبضع عشرة امرأة، فإذا جاوز لفظ العشر ذهب البضع فلا تقول: بضع وعشرون قاله الجوهري.
ذكر اختصاصه بالقيام على بدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
عن علي قال: أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقوم على بدنه، وأن أتصدق بلحمها وجلودها, وأن لا أعطي الجزار منها شيئا.
نام کتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة نویسنده : الطبري، محب الدين جلد : 3 صفحه : 136