نام کتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة نویسنده : الطبري، محب الدين جلد : 1 صفحه : 62
من ذلك, فأعلمه الله تعالى أن التفضيل انتهى إلى المذكور فيه, فساءه ذلك.
ذكر رجحان كل واحد منهم بجميع الأمة:
عن ابن عمر قال: "خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات غداة بعد طلوع الشمس قال: "رأيت قبل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين, فأما المقاليد فهي المفاتيح وأما الموازين فهذه التي يوزن بها, فوضعت في كفة ووضعت أمتي في كفة فوزنت بهم فرجحت, ثم جيء بأبي بكر فوزن بهم فرجح, ثم جيء بعمر فوزن بهم فرجح, ثم جيء بعثمان فوزن بهم فرجح, ثم رفعت". خرجه أحمد في مسنده, وفي رواية: فوزنهم مكان فرجح بهم خرجها أبو الخير القزويني الحاكمي في الأربعين قلت: في راجحية كل واحد منهم بجميع الأمة تنبيه على اتفاق جميع الأمة على خلافته, فكأنه قعد بهم وناء بحملهم, وفي رفع الميزان إشارة إلى الاختلاف.
ولا تضاد بين هذا وبين ما سيأتي فيما يستدل به على خلافة عثمان في باب مناقبه, أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "رأيت الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا, فوزن أبو بكر فوزن, ثم وزن عمر فوزن, ثم وزن عثمان فنقص صاحبنا وهو صالح" أخرجه أحمد, بل نحملهما على معنيين متغايرين جمعًا بين الحديثين بقدر الإمكان وذلك أولى من إلقاء أحدهما, فيحمل قوله: "فرجح" على المعنى المذكور آنفًا, ويحمل قوله: "فوزن" على موافقة آرائهم لرأيه, وأن رأيه وازن رأيهم فجاء موزونًا معتدلًا معه لم يخالفوه في رأي رأه, وإن اتفق خلاف ذلك في بادي النظر رجعوا إليه في ثانية مستصوبين رأيه معترفين بأن الحق كان معه كما في قتال أهل الردة ونحو ذلك, وهذا المعنى فقد في عثمان -رضي الله عنه- فإنهم خالفوا رأيه في كثير من وقائعه ولم يرجعوا إليه, بل أصروا على إنكارهم عليه حتى قتل وكان مع ذلك على الحق على ما شهدت به أحاديث تأتي في خصائصه, وكان مع ذلك رجلًا صالحًا على ما شهد به هذا الحديث, فالنقص إنما
نام کتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة نویسنده : الطبري، محب الدين جلد : 1 صفحه : 62